إعلام فلسطيني: 6 قتلى إثر قصف إسرائيلي استهدف خياما للنازحين في مواصي خان يونس جنوبي غزة
قال خبراء سياسيون فرنسيون، إن تصريحات زعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا، بضرورة تنظيم استفتاء شعبي بشأن الهجرة تعكس تصعيدًا جديدًا في خطابه السياسي، في وقت يسعى فيه لاستقطاب المزيد من التأييد، قُبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وأثار موقفه تساؤلات، عن مدى استجابة الرئيس إيمانويل ماكرون لهذا الضغط المتزايد من قبل اليمين المتطرف، خاصة بعدما أبدى انفتاحًا على مبدأ الاستفتاء في عام 2025.
وفقًا للمحلل السياسي الفرنسي لوران بونافون المتخصص في شؤون اليمين المتطرف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، فإن دعوة بارديلا إلى الاستفتاء تأتي في إطار إستراتيجية مدروسة تهدف إلى إحراج ماكرون سياسيًا، إذ يدرك أن الرئيس الفرنسي يواجه ضغوطًا متزايدة من اليمين واليمين المتطرف بشأن ملف الهجرة، لكنه في الوقت نفسه لا يريد أن يُنظر إليه على أنه خاضع لرغبات "التجمع الوطني".
أما جان فيليب ماثيو، الخبير في قضايا الهجرة، فيرى في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن ماكرون قد يتبنّى خطابًا أكثر تشددًا بشأن الهجرة لاستيعاب هذه الضغوط، لكنه لن يذهب إلى حد منح اليمين المتطرف انتصارًا سياسيًا واضحًا من خلال تنظيم استفتاء وفق شروطهم.
وأضاف: "ماكرون قد يستخدم فكرة الاستفتاء كورقة سياسية، لكن من غير المرجح أن يكون بمثابة استجابة مباشرة لطلبات بارديلا، بل سيحاول إعادة صياغته بطريقة تتماشى مع خطه الوسطي".
بدوره، يقول برونو كورتريه، الخبير في شؤون اليمين المتطرف والباحث السياسي بمركز الدراسات السياسية الفرنسي التابع لمعهد العلوم السياسية في باريس، لـ"إرم نيوز" إن ماكرون قد يلجأ إلى خيار الاستفتاء ليس كتنازل لليمين المتطرف، ولكن كوسيلة لإعادة تشكيل النقاش العام حول الهجرة وفق رؤيته الخاصة.
ويوضح كورتريه أن "ماكرون يدرك أن تجاهل ملف الهجرة قد يمنح بارديلا فرصة لتصويره كرئيس معزول عن المخاوف الشعبية. لذا، قد يحاول احتواء المسألة عبر استفتاء بشروط أكثر اعتدالًا، يمنحه هامش مناورة سياسي بدلًا من ترك الساحة كاملة لليمين المتطرف".
ومع تصاعد الجدل حول الاستفتاء على الهجرة، يبقى السؤال: هل سيتحرك ماكرون بحذر لتجنب تغذية سردية اليمين المتطرف، أم أنه سيرضخ لضغوطهم المتزايدة في سبيل تهدئة الشارع الفرنسي؟
خلال اجتماع جماهيري في مونتيليمار بمنطقة دروم، يوم السبت، جدّد بارديلا دعوته لإيمانويل ماكرون لتنظيم "استفتاء واسع النطاق حول سياسة الهجرة"، مشددًا على أن "الشعب الفرنسي هو صاحب السيادة الوحيد، وهو وحده من يقرر مصيره".
وأضاف بارديلا أن الاستفتاء "يعد محوريًا ولا غنى عنه"، متعهدًا بتنظيمه فور وصول حزبه إلى السلطة. وقد تزامنت تصريحاته مع الجدل الذي أثارته تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول "الشعور بالغرق" بسبب ملف الهجرة، وهو ما استغلّه بارديلا ليؤكد أن مشروع القانون الذي ينوي طرحه للاستفتاء سيشكل "درعًا قانونيًا وسياسيًا حقيقيًا لمواجهة الغمر الديموغرافي الحالي والمستقبلي"، على حد تعبيره.
في كلمته بمناسبة العام الجديد، أشار الرئيس ماكرون إلى احتمال اللجوء إلى استفتاء شعبي في عام 2025 ، بشأن "قضايا حاسمة"، داعيًا الفرنسيين إلى "المشاركة في تحديد مستقبل البلاد". غير أن طبيعة هذه القضايا لم تُحسم بعد، مما يترك الباب مفتوحًا أمام فرضية إدراج ملف الهجرة ضمن المواضيع المطروحة.
وفي هذا السياق، نشر بارديلا عبر منصة "إكس"، أبرز الإجراءات التي يعتزم إدراجها في أي استفتاء مستقبلي. وتشمل: الترحيل المنهجي للمجرمين الأجانب، ومنع تسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين، وحصر المساعدات الاجتماعية بالمواطنين الفرنسيين، وإلغاء مبدأ حق الأرض (الذي يمنح الجنسية الفرنسية للمولودين على الأراضي الفرنسية).
