إطلاق قذائف بشكل مكثف وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك، أطلقا حربًا طبقية جديدة، نادرًا ما تم شن مثلها بهذه الصراحة في التاريخ الحديث.
وأضافت الصحيفة أن أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، سيقود الهجوم الفيدرالي على الطبقتين المتوسطة والعاملة، سعيًا إلى خفض الإنفاق العام والحماية العامة التي تدافع عن الناس من رأس المال المفترس.
وأوضحت أن ماسك يتقاسم المسؤولية عن وزارة كفاءة الحكومة مع الملياردير، فيفيك راماسوامي، مشيرة إلى أنهما عملا على تجنيد مزيد من المليارديرات للإشراف على التخفيضات في جميع أنحاء الحكومة.
وقالت الصحيفة: "لن تُدفَع رواتب لهؤلاء الأثرياء.. سوف يخوضون حربهم الطبقية مجانًا، من باب طيبة قلوبهم"، وفق تعبيرها.
وحذر ماسك، الذي تبلغ ثروته أكثر من 400 مليار دولار من أنه "يتعين علينا خفض الإنفاق للعيش في حدود إمكانياتنا".
ووفق الصحيفة، يريد ترامب وماسك خفض الميزانية الفيدرالية حتى يتمكنا من خفض الضرائب المفروضة على الأثرياء للغاية.
ولفتت إلى أنه منذ عام 2020، ارتفعت ثروة أغنى 12 رجلًا في الولايات المتحدة بنسبة 193%.
وتوقعت الصحيفة أن أهداف ماسك المعلنة قد تكون مستحيلة التحقيق، فعندما تولى المنصب، زعم أنه سيخفض الإنفاق الفيدرالي البالغ 6.75 تريليون دولار بمقدار 2 تريليون دولار، وهو ما يزيد في الواقع على الميزانية التقديرية بالكامل، لكن النية واضحة: "انكماش ستكون عواقبه مدمرة لمعظم الأمريكيين" وفق تقدير الصحيفة.
وأكدت أن "انتخاب ترامب كان استجابة للفشل القاسي لليبرالية الجديدة، لكنه سيكون أيضًا تعبيرها النهائي.. كان استجابة لفساد النظام السياسي بأموال خاصة، وسيكون الفساد النهائي للنظام".
وقالت الصحيفة إن البرنامج الضخم للتخفيضات وإلغاء القيود التنظيمية الذي يسعى إليه ماسك وراماسوامي يمتد إلى السياسة السادية المازوخية الصاعدة الآن على جانبي الأطلسي، وفق تعبيرها.
وقالت إن المتعصبين لحركة "ماغا" (جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، الذين يحركهم جنون الكراهية على منصة "إكس" وغيرها من وسائل الإعلام المؤيدة لترامب، قد لا يكسبون أي شيء من رئاسة ترامب باستثناء الرضا الناتج عن إلحاق الأذى.
وتساءلت "الغارديان" عن سبب اندلاع حرب الطبقات الآن، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل وفي كثير من أنحاء العالم؟
وأوضحت أن السبب يعود إلى تلاشي التأثيرات الديمقراطية والتوزيعية التي خلفتها حربان عالميتان.
وقالت الصحيفة: "نحن نتخيل بشغف أن العصر شبه الديمقراطي (الذي تجسد في الدول الغنية في الفترة من 1945-1975) هو الحالة الطبيعية للسياسة، لكنه كان غير نمطي إلى حد كبير، ولم يكن ممكنًا إلا بفضل تآكل سلطة الطبقات الحاكمة بسبب الحروب. والحالة الافتراضية للمجتمعات المركزية، التي تعود إليها الدول الآن، هي الأوليغارشية".
وتابعت: "في القرن العشرين، أطلقنا على هذه العودة مصطلح "الفاشية"، التي كانت تملك بعض السمات البشعة والغريبة الخاصة بها، فقد استخدمت أدوات وأساليب تنظيمية جديدة، لكنها في جوانب رئيسية كانت تمثل إحياء للنظام ما قبل الديمقراطي: عالم حيث كانت السلطة المطلقة منوطة بالملوك والأباطرة ومحاكمهم، وفق الصحيفة.
وبحسب الغارديان، "نستطيع أن نناقش إلى ما لا نهاية ما إذا كان ترامب وأتباعه فاشيين أم لا، وكأن هذا يحل المشكلة بطريقة أو بأخرى، ومن المفيد أن نعترف بهم كممثلين لتقليد أطول بكثير، كانت الفاشية مجرد تكرار واحد منه.. لقد عاد الأباطرة"، وفق تعبيرها.