عراقجي: سأطلع الجانب الصيني على تطورات المحادثات مع واشنطن خلال الجولتين السابقتين
تصاعدت الشكاوى في دول الساحل الأفريقي الثلاث (مالي وبوركينا فاسو والنيجر) التي شهدت انقلابات عسكرية، من التضييق على الأحزاب السياسية.
وتحاول تلك الأحزاب خلق زخم سياسي خاصة في ظل تعثر خارطات الطريق التي تم الإعلان عنها في وقت سابق.
ويأتي هذا بعد أشهر من إقرار دول مثل مالي تعليق نشاط الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في كافة أنحاء البلاد.
وكشفت الحكومة المنبثقة عن انقلاب قاده العقيد آسيمي غويتا أن "هذا القرار يأتي بعد تضاعف الأعمال التخريبية التي تقوم بها الأحزاب السياسية".
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية ناصر سيدو على الأمر بالقول، إن "ما يحدث في المنطقة ككل هو تضييق يهدف إلى عدم فتح الباب أمام المطالب بإجراء انتخابات أو طيّ صفحة الفترات الانتقالية التي تعرفها دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو".
وتابع سيدو، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن "هناك أنظمة استبدادية بدأت في تثبيت أركانها في المنطقة بدعم من روسيا، وهناك مزاج شعبي يؤيد وجود رجل قوي يتحكم بزمام الأمور بدل تكريس الديمقراطية والتعددية والقيم الغربية التي أصبحت مع الأسف منبوذة".
وشدد على أن "الأزمة السياسية في تفاقم في منطقة الساحل الأفريقي، وهو أمر سيكون له انعكاسات على الوضع الأمني المعقد؛ لذلك تتزايد الهجمات لأن الجماعات المسلحة ستستغل الانقسامات السياسية من أجل مزيد إرباك القوات الحكومية وبث الرعب في نفوس المدنيين".
وأنهى سيدو حديثه بالقول: "بمثل هذه الإجراءات التي تحظر أي نشاط للأحزاب السياسية أو اجتماعات لها تكون المجالس العسكرية في ثالوث الانقلابات بالساحل نجحت في إسكات الأصوات الناقدة والمعارضة لها".
وتأتي هذه التطورات رغم أن بلدان مثل مالي شهدت حواراً وطنياً غابت عنه المعارضة وأوصى ببقاء غويتا في الحكم إلى سنة 2027، وهو ما زاد من الاحتقان السياسي على ما يبدو بين الرجل القوي والأحزاب السياسية.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد عيسى، إن "رسالة الأنظمة العسكرية الحاكمة في الساحل الأفريقي واضحة، وهي لا تنازل عن السلطة، ولا يمكن إتاحة الفرصة للأحزاب أو غيرها بخلق رأي عام مناهض لها ولحلفائها الخارجيين وفي مقدمتهم روسيا".
وأوضح عيسى، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن "الخناق يضيق بالفعل على الأحزاب السياسية، ليس في النيجر ومالي وبوركينا فاسو فحسب، بل أيضا في تشاد حيث قُتل زعماء معارضون وهو أمر غاية في الخطورة؛ إذ يجعل المواطنين أمام واقع لا مفر منه ولا بديل عنه".
وأردف: "في اعتقادي الانتخابات لا يمكن أن تغير شيئا وكل دول الساحل انعطفت نحو ديكتاتورية ناعمة الآن تصفق لها الشعوب التي تخلصت من التبعية لفرنسا وسقطت في تبعية لروسيا، ولأنظمة لا تؤمن بالحريات ولا بالديمقراطية".