بيان: حماس تعلن قصف عسقلان بالصواريخ ردا على الغارات الإسرائيلية
تشهد الأزمة الأوكرانية تطورات متسارعة مع تصاعد الحديث عن مفاوضات محتملة لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
تأتي هذه التطورات وسط تقارير عن محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس في المملكة العربية السعودية، إلى جانب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول رغبته في "إبرام صفقة" لإنهاء الحرب.
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" لا تملك أوكرانيا حاليًّا سوى خيارات قليلة لعكس المكاسب التي حققتها روسيا مؤخرًا على أرض المعركة. وهذا يعني أن أي اتفاق من المرجح أن ينطوي على تنازلات مؤلمة من جانب أوكرانيا، وهو ما قد يُنظَر إليه باعتباره مكافأة من جانب ترامب لبوتين. وهذا يعني أيضًا أن روسيا سوف تقود بالتأكيد صفقة صعبة.
ولكن ربما يكون لدى بوتين حوافزه الخاصة لإبرام الصفقة، ذلك أن الاقتصاد الروسي يواجه خطر التضخم الجامح في ظل الإنفاق الهائل على الحرب، في حين يعاني الجيش جرّاء سقوط نحو ألف قتيل أو أكثر يوميًّا.
تجميد القتال
تطالب روسيا بالسيادة على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها حاليًّا، إضافة إلى مناطق أخرى لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا.
في المقابل، ترفض كييف الاعتراف بأي تغيير في حدودها، وقد يكون الحل الوسط المحتمل هو تجميد القتال، بحيث تحتفظ روسيا بالأراضي التي استولت عليها دون مواصلة الهجوم، بينما تظل هذه المناطق محل نزاع مستقبلي يمكن حله بعد سنوات.
دور اللاعبين الدوليين
تشير التقارير إلى استبعاد أوكرانيا من المناقشات الأخيرة بين ممثلي ترامب والمسؤولين الروس في المملكة العربية السعودية؛ ما يثير التساؤلات حول مستقبل الدعم الغربي لكييف.
كما قد يتم استبعاد الدول الأوروبية من المحادثات، رغم أنها قدمت مساعدات ضخمة لأوكرانيا، بلغت نحو 140 مليار دولار منذ بداية الحرب.
الضمانات الأمنية
تطالب أوكرانيا بضمانات أمنية قوية لحمايتها من أي اعتداء روسي مستقبلي، حيث تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كإجراء وقائي. ومع ذلك، تعتبر روسيا عضوية أوكرانيا في الناتو تهديدًا وجوديًّا لأمنها.
كحل وسط محتمل، يمكن السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي دون الانضمام للناتو. كما تطرح بعض المقترحات نشر قوة حفظ سلام دولية صغيرة قوامها نحو 7500 جندي لمراقبة تنفيذ أي اتفاق سلام.
تقليص النفوذ العسكري
تطالب روسيا بتحديد حجم الجيش الأوكراني ومنع نشر أي قوات أجنبية في أوكرانيا مستقبلًا. في المقابل، قد تحصل أوكرانيا على حق إجراء تدريبات عسكرية محدودة مع حلفائها والتعاون معهم في إنتاج الأسلحة، دون السماح بوجود دائم للقوات الأجنبية.
آليات وقف إطلاق النار
أي اتفاق للسلام سيكون بحاجة إلى آليات صارمة لمراقبة وقف إطلاق النار، تشمل:
• تحديد "خط التماس" الفاصل بين القوات الروسية والأوكرانية.
• إنشاء "منطقة عازلة" لمنع حدوث اشتباكات غير مقصودة.
• فرض عقوبات فورية على أي طرف ينتهك الاتفاق.
النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية
يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحرب لا تتعلق بأوكرانيا فقط، بل تشمل إعادة تشكيل الأمن الأوروبي. وقد تطالب موسكو بتراجع انتشار قوات الناتو في أوروبا الشرقية، وهو أمر قد يكون مقبولًا بالنسبة لترامب، الذي أبدى في مناسبات عديدة تشككه في الوجود العسكري الأمريكي في الخارج.
التحديات أمام الاتفاق
رغم وجود مسارات تفاوضية محتملة، فإن هناك تحديات كبيرة تَحول دون التوصل إلى اتفاق سريع، أبرزها، عدم الثقة في نوايا بوتين: يشكك العديد من المراقبين في قدرة موسكو على الالتزام بأي اتفاق، إضافة إلى الرفض الشعبي الأوكراني الذي قد ينظر إلى أي تنازلات على أنها خيانة للمقاومة الأوكرانية.
ومن أبرز التحديات كذلك، مخاوف الحلفاء الأوروبيين فقد يرفض الاتحاد الأوروبي أي اتفاق يقلل نفوذ الناتو في المنطقة.