إعلام إسرائيلي: الرد على إيران سيكون في غضون أيام

logo
العالم

"قاعدة آمنة للتجسس".. مخاوف أمريكية من تحركات روسية "مريبة" في المكسيك

"قاعدة آمنة للتجسس".. مخاوف أمريكية من تحركات روسية "مريبة" في المكسيك
جنود من الجيش المكسيكي المصدر: أ.ف.ب
22 سبتمبر 2024، 4:56 م

تعمل أجهزة الاستخبارات الروسية، "على تعزيز وجودها في المكسيك بحكم قربها من أمريكا، للقيام بعمليات تجسس تستهدف الولايات المتحدة"، وتقويض المساعدات الغربية لأوكرانيا، وفق ضباط استخبارات أمريكيين سابقين، صرّحوا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، فهل أصبحت "مكسيكو سيتي" قاعدة آمنة للاستخبارات الروسية، بعد طردهم من الدول الغربية؟

وبحسب "إن بي سي نيوز"، فإن الوجود الروسي داخل المكسيك، يشي بعودة موسكو إلى تكتيكات الحرب الباردة التي كانت سائدة قبل انهيار الاتحاد السوفيتي 1991 من القرن الماضي.

وفي السنوات القليلة الماضية، عزّزت روسيا عشرات الأفراد إلى طاقم سفارتها في العاصمة مكسيكو سيتي، رغم أن موسكو ليس لديها علاقات تجارية كبيرة مع المكسيك"، وفق الشبكة نقلًا عن مسؤولين أمريكيين أمنيين.

وبحسب المسؤولين، فإن زيادة أعداد الموظفين الروس، تهدف إلى تعزيز العمليات الاستخباراتية للكرملين، التي تستهدف الولايات المتحدة، فضلًا عن جهوده الدعائية الرامية إلى تقويض موقف واشنطن تجاه كييف".

وأثارت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، القضية مع الحكومة المكسيكية، وفقًا لمسؤول تحدث إلى "إن بي سي نيوز"، مضيفًا: "لقد استثمرت روسيا حقًّا في المكسيك، من حيث السعي إلى توسيع وجودها".

ولم ترد السفارة المكسيكية والسفارة الروسية بواشنطن على طلبات للتعليق، بعثتها "إن بي سي نيوز".

أخبار ذات علاقة

أوكرانيا تطالب المكسيك باعتقال بوتين فور دخول أراضيها

وعندما سئل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، خلال وجوده في لندن هذا الشهر، عن التجسس الروسي المشتبه به من المكسيك، قال: "جزء من هذا يرجع إلى حقيقة أن كثيرًا من ضباط الاستخبارات الروس طردوا من أوروبا، لذا فهم يبحثون عن أماكن للذهاب إليها، ويمكنهم العمل فيها".

وتعكس تصرفات روسيا في المكسيك، موقفًا أكثر عدوانية من جانب أجهزتها الاستخباراتية عبر جبهات متعددة، إذ يسعى الكرملين، إلى إسكات المنتقدين في الخارج، وتقويض الدعم الدولي لأوكرانيا، وإضعاف الديمقراطيات الغربية، وفق مسؤولين أمريكيين استخباراتيين سابقين.

ومن السلوكات الروسية، بحسب الاستخباراتيين السابقين، "محاولة التخريب في أوروبا، ومخططات اغتيال، وهجمات إلكترونية متواصلة، وحملات تضليل عالمية واسعة النطاق".

وفي هذا السياق، قال بول كولبي، الذي عمل مدة 25 عامًا بوصفه ضابط عمليات في وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، في روسيا والبلقان وأماكن أخرى: "إن الروس على استعداد لتحمل أخطار أعلى بكثير الآن، من تلك التي كان من الممكن أن يتحملوها في مدة ما بعد الحرب الباردة مباشرة".

وعلى ذات الصعيد، كان رئيس القيادة الشمالية الأميركية، الجنرال غلين فان هيرك، قد أخبر لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في مارس/ آذار 2022، أن جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي "له وجود ضخم في المكسيك".

وبعد تصريحات فان هيرك، التي جاءت بعد وقت قصير من إطلاق موسكو لغزوها لأوكرانيا، واصلت روسيا توسيع وجودها في السفارة في مكسيكو سيتي، وحصلت على اعتماد من السلطات المكسيكية.

وعندما سُئل الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، عن تصريحات هيرك في ذلك الوقت، أكد "أنه لا يملك معلومات عنها"، وأن بلاده "دولة حرة ومستقلة وذات سيادة".

وحاولت المكسيك، الابتعاد عن الانحياز الكامل للسياسة الخارجية لأميركا، وحافظت على علاقات ودية مع روسيا وكوبا، رغم أنها بنت علاقات تجارية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة على مدى عقود من الزمان.

وبدوره، كشف جون سيفر، الذي عمل في الخدمة السرية لـ"سي آي إيه" لمدة 28 عامًا، أن روسيا كانت تطلب من الأمريكيين الذين يريدون التجسس لصالح موسكو، أن يتوجهوا إلى المكسيك؛ لأن البيئة التي تعمل فيها الاستخبارات الروسية داخل الولايات المتحدة "صعبة".

أخبار ذات علاقة

لمواجهة التجسس الروسي.. بريطانيا تدرس الاستعانة بدول أوروبية

ويمارس العملاء الروس عملهم داخل المكسيك، وفق بيئة ملائمة وأقل خطورة، من أمريكا، إذ تخضع الاستخبارات الروسية هناك لتدقيق مكثف من مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، بحسب ما نقلت "إن بي سي نيوز" عن ضباط استخبارات سابقين.

وتعليقًا على ذلك، قال دوغلاس لندن، ضابط العمليات المتقاعد في "سي آي إيه": "هذا منطقي للغاية، وهذا هو سبب وجود الروس هناك بأعداد كبيرة".

وأضاف: إن الروس "ربما يرغبون في استخدام قرب المكسيك من الولايات المتحدة، واستغلال عامل الأمان النسبي بعيدًا عن متناول سلطات إنفاذ القانون"، لتحقيق أهدافها.

وأشار إلى أن "العميل الأمريكي الذي يعمل لصالح المخابرات الروسية، قد يسافر ذهابًا وإيابًا عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ويلتقي مشغلين روس للحصول على أجره، وتقديم المعلومات، وتلقي التدريب على أساليب الاتصال أو غيرها من طرق التجسس".

وتستغل المخابرات الروسية، قرب المكسيك من أمريكا، لاستهداف أعداء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفق ضباط مخابرات سابقين تحدّثوا للشبكة.

وأوضح ضباط المخابرات السابقون، أن جزءًا من تفويض جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي هو "إعداد عمليات تخريب محتملة في حالة نشوب حرب مع الولايات المتحدة، إذ تكون المكسيك قاعدة عملية لمثل هذه الخطط الطارئة".

وقال كولبي: إن "تصور وجود معقل تجسس روسي كبير في المكسيك، يفيد روسيا كأداة دعائية، لتضخيم قدراتها".

ويشعر المسؤولون الأميركيون، بالقلق إزاء جهود روسيا، للتلاعب بالمشهد الإعلامي في المكسيك"، إذ وسّعت موسكو من انتشار قنواتها هناك، وسط حملة دعائية ضخمة، وفق "إن بي سي نيوز".

ومن حملة الدعاية الروسية، لفتت الشبكة إلى أنه في أبريل الماضي، "نشر السفير الروسي في المكسيك، تقريرًا كاذبًا لوسائل الإعلام الروسية الرسمية، يزعم فيه أن الولايات المتحدة، كانت تجند أعضاء من عصابات المخدرات من المكسيك وكولومبيا، لإرسالهم للقتال في أوكرانيا".

وأوضحت، الشبكة، أن بعض المؤسسات الإخبارية المكسيكية، سارعت إلى نشر ذلك التقرير، من دون أن تتأكد من صحته.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC