محللون: وزير الداخلية الفرنسي الجديد قد يفرض قوانين صارمة ضد المهاجرين

حذر خبراء سياسيون فرنسيون من أن تعيين برونو ريتيللو وزيرا للداخلية -شخصية يمينية محافظة- يثير تساؤلات عدة حول تأثير ذلك على سياسة الهجرة في فرنسا، موضحين أن ريتيللو لديه آراء صارمة حول قضايا الهجرة.

وأكد الخبراء أن ذلك يعكس توجهات اليمين التقليدي الذي يطالب بتقليل عدد المهاجرين وتعزيز الرقابة على الحدود.

التأثير المحتمل لتعيينه على ملف الهجرة

وقال الباحث السياسي الفرنسي أوليفييه روي لـ"إرم نيوز" إن "تعيين ريتيللو قد يمثل تحوّلًا في الخطاب اليميني نحو مزيد من التشدد، ما قد يعمق الانقسام بين اليمين واليسار في القضايا المتعلقة بالهجرة". 

وأضاف روي أنه "من المتوقع أن يسعى ريتيللو إلى إدخال قوانين أكثر صرامة بشأن الهجرة، ما قد يؤدي إلى تقليص عدد المهاجرين المقبولين والحد من الحقوق الممنوحة لهم".

وأشار الباحث السياسي الفرنسي إلى أن من بين الآثار المحتملة لتعيين هذه الشخصية اليمينية المتشددة لتولي وزارة الداخلية هي أن الفرنسيين قد يشهدون زيادة في الرقابة على الحدود والمراكز الأمنية، ما يثير قلق جمعيات حقوق الإنسان والمهاجرين.

كما حذر روي من إمكانية تغيير سياسات الترحيل، موضحا أنه من المرجح أن يركز ريتيللو على تسريع عمليات الترحيل للمهاجرين غير الشرعيين، ما سيؤثر بشكل كبير في وضع العديد من الأشخاص في البلاد.

من جهته، رأى الباحث السياسي الفرنسي في بيان لوروا لـ"إرم نيوز" أن تعيين ريتيللو قد يشير إلى أن سياسته ستعكس أيضا التوجهات الشعبية التي تطالب بمزيد من الضوابط على الهجرة، ما قد يؤثر في مستقبل التحالفات السياسية داخل اليمين نفسه.

وأضاف: "سيقابل هذا التوجه بمعارضة قوية من اليسار، ما قد يؤدي إلى توترات سياسية واجتماعية في البلاد، ويثير جدلًا حول حقوق الإنسان".

كما لفت لوروا إلى أن هناك تأثيرا قويا لتولي ريتيللو وزارة الداخلية على العلاقات الدولية، موضحا أنه قد يؤثر تبني سياسات أكثر تشددا على علاقات فرنسا بالدول الأخرى.

 واعتبر الباحث السياسي الفرنسي أن تعيين برونو ريتيللو وزيرا للداخلية قد يكون له تأثيرات كبيرة على سياسة الهجرة في فرنسا، ما ينذر بتغييرات قد تثير جدلًا واسعا وتحديات جديدة في الساحتين السياسية والاجتماعية.

وريتيللو البالغ من العمر 63 عاما، كاثوليكي، وأب لثلاثة أطفال، وحاصل على شهادة من معهد الدراسات السياسية في باريس، وانضم إلى الحزب الجمهوري في 2010، وكان مديرا للحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسي عام 2017 لفرانسوا فيون.

ورأى الباحث السياسي الفرنسي أنه مع وصول ريتيللو إلى وزارة الداخلية، يشعر اليسار الفرنسي بالاختناق، إذ وصفه روجر فيكوت، نائب من الحزب الاشتراكي، بأنه "ضربة قوية نحو اليمين، وزير يميني بالمعنى الحقيقي للكلمة". 

واعتبر لويدوفيك مانديس، نائب من حزب النهضة، أنه يمثل "عودة لليمين القديم في فرنسا".