"معاريف": إيران خفضت حدة تهديداتها بشأن الرد

ذكرت صحيفة "معاريف" أن إيران "خفضت حدة التهديدات" الصادرة عنها تجاه إسرائيل، فيما يتعلق بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران.

ولفتت الصحيفة العبرية، في تقرير، إلى أن إيران التي كانت قد حذرت من رد مدمر، في إطار معاقبة إسرائيل على الاغتيال، أواخر الشهر الماضي، خففت حدة لهجتها بشكل ظاهر للعيان.

واستشهدت على ذلك بموقف الوفد الإيراني في الأمم المتحدة الذي أكد، أمس الأربعاء، أن "الرد الإيراني على إسرائيل سيكون محسوبًا بعناية؛ لتجنب التأثير على مفاوضات وقف إطلاق النار المحتمل (في قطاع غزة)".

وأردفت أن مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني أيضًا تحدثوا بلهجة مماثلة، مؤكدين أن الرد الإيراني ربما لن يكون فوريًّا.

وكان القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، ذكر في مقابلة مع شبكة "CNN" الأمريكية، الثلاثاء الماضي، أن "الرد على اغتيال إسماعيل هنية، في طهران سيكون محسوبًا للغاية".

واقتبست الصحيفة تعليق الناطق باسم الحرس الثوري، العميد علي محمد نائيني، والذي ذكر، الثلاثاء، أنه "يجب على (العدو) أن ينتظر الردود المدروسة في وقتها المناسب"، مضيفًا: "رد إيران ربما لا يشبه العمليات العسكرية السابقة".

ونوهت "معاريف" إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل يهدد مسيرة الإصلاحات الاقتصادية التي تعهد بها الرئيس الإصلاحي الجديد مسعود بزشكيان، إبان حملته الانتخابية.

وذكرت أن بزشكيان كان تعهد بإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي، وكان وعد الجمهور الغاضب بإصلاحات، وبدا أنه يسعى للتقارب مع الغرب.

وأضافت أنه رغم ذلك، فإن الكلمة الأخيرة في السياسة الخارجية والدفاع تبقى في عهدة المرشد الإيراني علي خامنئي، وأنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس بزشكيان سيستطيع التأثير على قراره، بشأن الرد على إسرائيل.

وأوضحت أن مصادر أمريكية -على تواصل غير مباشر مع طهران وترصد التغييرات التي تحدث هناك منذ تنصيب بزشكيان- على قناعة بأنه لا يوجد إجماع داخل النظام الإيراني بشأن طبيعة الانتقام من إسرائيل.

وبيّنت أنه رغم التصريحات الإيرانية العلنية الحادة، عقب الاغتيال، لكن الرسائل الخاصة من وراء الكواليس كانت أكثر حذرًا.

وأشارت إلى أنه خلال اجتماعات بين مصادر إيرانية وقادة ميليشيات موالية لطهران، ظهرت دعوات لكبح جماح الرد، على أساس إحداث توازن بين عمليات استعراض القوة، والرغبة في الامتناع عن الحرب الشاملة. 

ورغم ذلك، قالت الصحيفة إن إيران تشجع ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، على شن هجمات على إسرائيل. لكن التقديرات هي أن الميليشيا اللبنانية تراجعت عن سيناريو الهجوم على المدن الكبرى مثل تل أبيب.