"لوموند": مانحو هوليوود يوقفون التبرع لبايدن لحمله على التنحي

كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن شخصيات بارزة في هوليوود، داعمة قوية تاريخيًّا للمرشحين الديمقراطيين، سحبت دعمها المالي للرئيس جو بايدن، لدفعه للتنحي لصالح منافس ديمقراطي جديد في السباق الرئاسي المقبل. 

ويُظهر المانحون تفضيلهم لحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير وحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم على نائبة الرئيس كامالا هاريس. 

ويأتي هذا التحول الكبير في الوقت الذي يعرب فيه المانحون الرئيسيون، بمن فيهم ريد هاستينغز، المؤسس المشارك لمنصة نتفليكس، عن مخاوفهم بشأن قدرة بايدن على القيادة والفوز ضد المنافسين المحتملين مثل دونالد ترامب.

وأشارت الصحيفة إلى أن يونيو/حزيران الماضي شهد حدثًا رفيع المستوى لجمع التبرعات، ظهر فيه بايدن إلى جانب الرئيس السابق باراك أوباما في مسرح "الطاووس" بلوس أنجلوس.

وساعد نجوم هوليوود مثل جورج كلوني وجوليا روبرتس وباربرا سترايسند، في الحدث الاحتفالي، بجمع 30 مليون دولار بالإضافة إلى 26 مليون دولار تم جمعها في حدث مماثل في نيويورك.

 

ولفت التقرير إلى تبدل الدعم بعد أداء بايدن المخيب في مناظرة الـ27 من يونيو ضد ترامب؛ ما أدى إلى موجة من السخط بين مؤيديه الأوائل. وأكدت الصحيفة أن الجهات المانحة الرئيسة في هوليوود، التي كانت ذات يوم العمود الفقري المالي للحملات الديمقراطية، تعيد الآن النظر في مساهماتها. 

وأوضح آري إيمانويل، وهو عميل بارز ومانح ديمقراطي، هذا التحول قائلاً: "الحملات الانتخابية تعتمد على المال، والطريقة الوحيدة لإحداث التغيير قد تكون بقطع الأموال". 

وتعكس تعليقات إيمانويل مشاعر مانحين مؤثرين آخرين، بمن فيهم ريد هاستينغز، الذي تبرع بأكثر من 20 مليون دولار للحزب الديمقراطي في السنوات الأخيرة.

ودعا هاستينغز علنًا إلى انسحاب بايدن، مطالبًا "بترشح زعيم ديمقراطي قوي" قادر على هزيمة ترامب وضمان الأمن القومي والازدهار.

وأعلنت أبيجيل ديزني، حفيدة والت ديزني، أنها ستوقف مساهماتها حتى يتنحى بايدن، مشددة في تصريح لقناة "سي أن بي سي" على أن "الأمر لا يتعلق بعدم الاحترام بل الواقعية، والمخاطر مرتفعة للغاية". 

 وأعرب جدعون شتاين من صندوق موريا عن مشاعر مماثلة، إذ تعهد بتعليق تبرعات بقيمة 3 ملايين دولار، قائلاً: "لقد كان بايدن فعالاً، لكننا بحاجة إلى مرشح جديد لهزيمة ترامب".

وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الضغط المتزايد من هذه الجهات لا يقتصر على هوليوود، إذ حثت رسالة من مشروع القيادة الآن، وقعها 168 من قادة الأعمال، بما في ذلك أسماء بارزة مثل كريستي والتون ومايك نوفوغراتز، بايدن على تعزيز إرثه من خلال التنحي، ومقارنة خروجه المحتمل بقرار جورج واشنطن عدم الترشح لولاية ثالثة، وهو ما ساعد على استقرار الجمهورية الأمريكية الوليدة.

ورغم الدعوات المتزايدة لانسحابه، لا يزال بايدن حازمًا، وفي مقابلة أجريت معه مؤخرًا على قناة "إيه بي سي" أكد قائلاً: "لا أحد أكثر تأهيلاً مني ليكون رئيسًا أو للفوز في هذه الانتخابات".

وخلصت الصحيفة إلى أنه مع ذلك، تلوح المخاوف في الأفق بشأن احتمال حدوث انقسامات عميقة داخل الحزب وخطر هيمنة الجناح اليساري على المعركة الأولية في شيكاغو، ولا سيما شخصيات مثل النائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز.