نقابة الممرضين بلبنان: إسرائيل تستهدف في حربها المستشفيات والأطباء والممرضين والمسعفين

logo
العالم

خبراء فرنسيون: "الفرنكوفونية 2024" تواجه أزمة هوية

خبراء فرنسيون: "الفرنكوفونية 2024" تواجه أزمة هوية
إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في قمة الفرنكوفونيةالمصدر: (أ ف ب)
06 أكتوبر 2024، 3:53 ص

قال محللون سياسيون فرنسيون، إن الفرنكوفونية لعام 2024 (البلدان التي تجمعها اللغة الفرنسية)، تواجه أزمة هوية، لافتين إلى أنها أصبحت تعكس في نظر البعض صراعات سياسية قديمة، وأجندات جديدة تحاول فرنسا فرضها على الساحة الدولية.

وبعد 33 عامًا، تستضيف فرنسا مجددًا قمة الفرنكوفونية، حيث تجمع قادة الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بمدينة فيلير-كوتريه. 

ويرى الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في العلاقات الدولية والمهتم بالسياسات الثقافية الفرنسية والفرنكوفونية، جان-لويس بوردون، أنه بالتزامن مع القمة الفرنكوفونية الـ"33" التي تعقد في فرنسا، فإن الفرنكوفونية لعام 2024 تواجه أزمة هوية، حيث أصبحت تعكس في نظر البعض صراعات سياسية قديمة وأجندات جديدة تحاول فرنسا فرضها على الساحة الدولية.

وأوضح بوردون، لـ"إرم نيوز" أن هذه الرؤية تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط على فرنسا لإعادة النظر في سياساتها الأفريقية، خاصة مع صعود قوى دولية جديدة تنافسها على النفوذ في القارة.

وسيلة للهيمنة

وتجمع قمة الفرنكوفونية لهذا العام بين طموح فرنسا لتعزيز نفوذها الدولي، وبين انتقادات ومخاوف من تحول المنظمة إلى وسيلة للهيمنة. 

ومع الغيابات الملحوظة والمشكلات الإنسانية التي تعصف ببعض الدول الأعضاء، يبدو أن الطريق نحو تحقيق الوحدة التي يدعو إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مليء بالتحديات.

ومع أن الحدث يهدف إلى تعزيز العلاقات والتعاون بين الدول الناطقة بالفرنسية، إلا أن القمة هذا العام تميزت ببعض الغيابات الملحوظة، مما أثار التساؤلات حول ما إذا تمثل الفرنكوفونية في عام 2024 بعدًا دبلوماسيًا حقيقيًا، أم أنها مجرد واجهة لطموحات سياسية فرنسية. 

وفي خضم هذه الظروف، يسعى ماكرون للدفاع عن فكرة الوحدة والتعاون، فيما تتصاعد الانتقادات من بعض الأصوات الأفريقية.

أخبار ذات علاقة

وسط تراجع نفوذ فرنسا.. الضبابية تغلف مستقبل "الفرنكوفونية" في أفريقيا

 

الفرنكوفونية اليوم

وفي كلمته الافتتاحية، دعا الرئيس الفرنسي إلى وحدة الدول الأعضاء تحت مظلة اللغة المشتركة، مؤكدًا أن الفرنكوفونية ليست مجرد تجمع لغوي، بل هي منصة دبلوماسية مهمة. 

واعتبر ماكرون أن التحديات الراهنة، مثل تغير المناخ، الإرهاب، والهجرة، تتطلب استجابة جماعية من الدول الفرنكوفونية، مؤكدًا أن تعزيز التبادل الثقافي والتجاري بين الدول الأعضاء يجب أن يكون في مقدمة الأولويات.

وبحسب الباحث السياسي بوردون، فإن هناك أصوات تشكك في نوايا فرنسا، لافتًا إلى مقال نشره موقع "أفريقيا 21"، وجهت خلاله مجموعة من المثقفين الأفارقة اتهامات لفرنسا باستخدام الفرنكوفونية كأداة لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي في أفريقيا. 

وأوضح أن هؤلاء المثقفون يرون أن الفرنكوفونية هي امتداد لطموحات فرنسا الإمبريالية، وأنها تسعى للحفاظ على سيطرتها غير المباشرة على مستعمراتها السابقة. 

وأشار بوردون إلى أن هذه الانتقادات تعكس توترًا متزايدًا بين فرنسا وبعض دول أفريقيا الناطقة بالفرنسية، التي باتت ترى في الفرنكوفونية وسيلة لاستمرار الهيمنة الفرنسية.

غيابات بارزة.. أسباب ودلالات

من جانبه، قال الباحث السياسي الفرنسي في المركز الوطني للبحث العلمي، فانسان جيسييه، إنه رغم أهمية القمة، غاب عن الحضور عدد من القادة البارزين، موضحًا أن هذا الغياب أثار تساؤلات حول مستقبل الفرنكوفونية، ودورها الحقيقي في المشهد الدولي. 

وأضاف جيسييه، لـ"إرم نيوز"، أنه "في حين يتحدث البعض عن انشغالات داخلية في الدول الغائبة، يرى آخرون أن هذه الغيابات هي إشارة إلى تراجع الثقة في دور فرنسا في قيادة المنظمة.

ورأى جيسييه أن الغياب البارز لرئيس دولة الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، وسط الأزمة الإنسانية التي تعصف ببلاده، يعد إشارة قوية إلى الأولويات الملحة التي تواجه بعض الدول. 

وتشهد الكونغو أزمة إنسانية خانقة مع نزوح حوالي 7 ملايين شخص بسبب الصراعات الداخلية، وهو ما يعكس تناقضًا بين الدعوات للتعاون والتضامن خلال القمة، وبين الواقع المرير الذي تعيشه بعض الدول الأعضاء.

أزمة الكونغو وصرخة الأمم المتحدة

ومع اقتراب نهاية العام، لا تزال الأزمة في الكونغو تعاني من نقص كبير في التمويل، مما يهدد حياة ملايين الأشخاص.

ووفقًا للتقارير، فإن الدعم الدولي لا يزال بعيدًا عن تلبية الاحتياجات الملحة، ما يشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى فعالية التعاون بين الدول الفرنكوفونية في مواجهة التحديات الإنسانية.

الفرنكوفونية بين الواقع والطموح

ووفقًا للباحث جيسييه، فإنه رغم هذه التحديات والانتقادات، لا يزال الرئيس ماكرون متمسكًا برؤيته للفرنكوفونية كأداة دبلوماسية هامة، مشددًا على أن التعاون بين الدول الناطقة بالفرنسية يمكن أن يسهم في حل النزاعات وتعزيز التنمية. 

وفي هذا السياق، دعت القمة إلى تعزيز الحوار بين الدول الأعضاء، وزيادة الاستثمارات في التعليم والابتكار، وهو ما اعتبره المحللون خطوة في الاتجاه الصحيح إذا ما تم ترجمتها إلى واقع ملموس.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC