‌‏فرنسا: الانتشار العسكري الإسرائيلي بالأراضي السورية انتهاك لاتفاق فض الاشتباك

logo
العالم

ملف الهجرة يطفو مجددًا.. هل تتبنى فرنسا سياسة اليمين المتطرف؟

ملف الهجرة يطفو مجددًا.. هل تتبنى فرنسا سياسة اليمين المتطرف؟
العلم الفرنسيالمصدر: (أ ف ب)
10 فبراير 2025، 8:06 م

قال خبراء فرنسيون، إن تصريحات رئيس الوزراء فرانسوا بايرو حول الهجرة تعكس "تحولًا عميقًا" في النقاش السياسي الفرنسي.

واعتبر بايرو، أن قضية الهجرة "تعيد النظر في كل ما نحن عليه كغربيين"، ويصر على فتح نقاش وطني شامل حول هذه القضية الحساسة، مع التركيز على التفاهم المتبادل بدلاً من المواجهة الحادة.

أخبار ذات علاقة

بايرو ينجو من تصويت أولي لحجب الثقة في البرلمان الفرنسي

 

"أزمة هوية"

ورأى الخبراء، أن "التصريحات تعكس تحولًا في الخطاب السياسي نحو تبني طروحات اليمين المتطرف، ما يثير قلقًا بشأن تأثير ذلك على سياسات الهجرة والاندماج في البلاد.

وقال الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية رومان بروني، إن "تصريحات بايرو تسلط الضوء على أزمة هوية تعيشها المجتمعات الغربية في ظل العولمة والتغيرات الديموغرافية".

وأضاف بروني لـ"إرم نيوز"، أنه "عندما يقول بايرو إن الهجرة تعيد النظر في كل ما نحن عليه كغربيين، فإنه يعبر عن مخاوف موجودة داخل جزء من الرأي العام يشعر بأن قيمه وثقافته مهددة. لكن هذا الخطاب قد يكون سلاحًا ذا حدين، إذ يمكن أن يعزز سياسات انعزالية بدلاً من البحث عن حلول واقعية للتحديات المرتبطة بالهجرة".

وحذر من أن "التركيز على التهديد الذي تمثله الهجرة قد يؤدي إلى تجاهل العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تجعل منها عنصرًا أساسيًا في ديناميكية المجتمعات الغربية، مثل الحاجة إلى اليد العاملة في قطاعات معينة والتحديات الديموغرافية المرتبطة بالشيخوخة السكانية".

الهجرة والسياسات

ومن جانبه، رأى الخبير في مركز دراسات الهجرة والسياسات العامة فرانسوا جيريه، أن "طرح قضية الهجرة بهذه الطريقة يعكس بالأساس فشل السياسات الأوروبية في إدارة تدفقات الهجرة بشكل فعال".

وأضاف جيريه ، لـ"إرم نيوز"، أنه "إذا كانت الهجرة تعيد النظر في كل ما نحن عليه كغربيين، فهذا يعني أننا لم ننجح في بناء نموذج اندماج فعال يطمئن السكان المحليين ويمنح الوافدين الجدد فرصة للاندماج دون إثارة مخاوف حول الهوية والثقافة".

وأشار إلى أن "التركيز على البعد الثقافي للهجرة دون معالجة القضايا البنيوية مثل الإسكان وفرص العمل والتعليم، قد يؤدي إلى تعميق الفجوة بين المواطنين والمهاجرين بدلًا من تعزيز التماسك الاجتماعي".

ولفت إلى أن هذه التصريحات قد تكون محاولة من بايرو لاستمالة الناخبين المحافظين، لكنها تحمل مخاطر تقسيم المجتمع.

أخبار ذات علاقة

خبراء: إجراءات فرنسا المتعلقة بالهجرة "تردع ولا تُعالج" الأسباب الجوهرية

 وشدد بايرو في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية على ضرورة التصدي لهذا الملف عبر نقاش معمق، قائلاً: "لماذا تعاني كل الدول الغربية من هذه المسألة؟ لأنها تضع هويتها برمتها على المحك. علينا معالجتها وفهمها ومناقشتها بجدية".

وأشار إلى العراقيل القانونية التي تعيق تنفيذ قرارات الترحيل، في إشارة إلى قضية الناشط الجزائري دولامن، معتبرًا أن الأزمة ليست فقط إدارية، بل تشريعية أيضًا.

ولم يقتصر حديث بايرو على الجوانب القانونية للهجرة، بل توسع ليشمل مسألة الهوية الوطنية، متسائلًا: "ما معنى أن تكون فرنسيًا؟ وما هي الحقوق والواجبات التي تترتب على ذلك؟".

ورغم الانقسامات الواضحة داخل الأغلبية الحاكمة، نفى بايرو أي صراع داخلي حول موضوع الهوية الوطنية، مؤكدًا أن الهدف هو فتح نقاش مسؤول يضمن "الهدوء والاتزان في الطرح".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات