تشاد.. آخر حلفاء الغرب على حافة السقوط

تواجه تشاد توتّرات مختلفة عشية الاستفتاء على الدستور الجديد، مع مخاطر الانقلاب وإحياء التوترات العرقية والتهديدات القائمة على الحدود، ما يجعل من "آخر حلفاء الغرب" في وضع هشّ، وفق ما ذكر موقع "تشالانج" الإخباري الفرنسي.

ويسلط تقرير للموقع الضوء على "الوضع في تشاد الذي يتجه ناخبوه الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري للتصويت على مشروع الدستور الجديد، وسط خليط من الخوف والتوتّر والضبابية بشأن المستقبل"، منوها إلى "حال أحد المواطنين التشاديين خارج القاعدة العسكرية الفرنسية في أبيشي، شرق البلاد، حيث ينتظر محمد آدم طفليه الصغيرين اللذين يعانيين طفحا جلديا على وجهيهما، وقد أخذهما إلى القاعدة الفرنسية للعلاج".

وقال آدم، وهو سائق سيارة أجرة، "إذا كنت مريضا، فإنهم يساعدونك أحيانا" وهو يشعر بالامتنان، لكنه يتساءل عن دور فرنسا في تشاد، قائلا "نحن لسنا مستقلين تماما، إنها 50% لنا، و50% لفرنسا".

وعندما سئل عما إذا كان ينبغي لجميع القوات الفرنسية أن تغادر، تردد بالجواب، حيث أنّ العديد من سكان أبيشي الآخرين أكثر عداءً للوجود الفرنسي، وفي العام الماضي، حاول المتظاهرون دخول القاعدة ومزقوا العلم الفرنسي واستبدلوه بعلم تشاد، فقد تزايدت المشاعر المعادية لفرنسا بقوة في منطقة الساحل الأفريقي، بعد فشل التدخل العسكري الفرنسي الطويل في وقف عنف الجماعات المتشددة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وارتفع عدد القتلى في الصراعات من حوالي 800 في 2016 إلى ما يقرب من 6000 في 2021، وهو العام الأخير الكامل للعمليات الفرنسية في مالي.

وتشهد المنطقة موجة من الانقلابات منذ 2020، ضربت مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وحاول منفذو هذه الانقلابات تبرير هذه الخطوات بضرورة ضمان الأمن، وجعلت الأنظمة العسكرية الحاكمة في هذه الدول من فرنسا كبش فداء لتعزيز شعبيتها في الشوارع.

ويقع مقر عمليات فرنسا بهذه البلدان في قاعدة دائمة في نجامينا، عاصمة تشاد، التي ظلت منذ فترة طويلة أقرب حليف لها في المنطقة، وتصل الآن إلى المدينة قوافل كبيرة من الجيش الفرنسي المنسحب من النيجر، وتخشى باريس من أن لا يؤدّي الاستفتاء على الدستور إلى إرساء الاستقرار في البلاد، ما قد يزيد من إضعاف نفوذها في المنطقة برمتها.