ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن القوات الأوكرانية، التي تعاني نقصًا في عدد الأفراد، تعزز دفاعاتها قرب مقاطعة كورسك الروسية، بعد 12 يومًا من التوغل.
وفقًا للصحيفة، "واجهت أوكرانيا صعوبات في توفير العدد الكافي من القوات لتأمين خطوط دفاعها قبل العملية في منطقة كورسك. وقد استدعت الآن جميع الاحتياطيات المتاحة، وأرسلتها إلى الجبهة الجديدة".
من الناحية السياسية، تهدف العملية إلى تعزيز موقف أوكرانيا قبيل أي مفاوضات محتملة. إذ من المرجح أن تهديدات بسحب المساعدات العسكرية التقنية قد تدفع كييف للتفاوض في حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة الأوكرانية تسعى لضمان أنها تمتلك أوراقًا قوية حال اضطرارها إلى التفاوض، بما في ذلك أراضٍ قد تسعى روسيا لتبادلها مقابل تنازلات. وبالتالي، يتعين على الجيش الأوكراني السيطرة على جزء كبير من الأراضي الروسية والحفاظ عليها خلال فترة المفاوضات المحتملة.
ومع ذلك، فإن الهجوم على كورسك قد يزيد المخاطر العسكرية بمرور الوقت. بعد تخصيص كييف احتياطياتها، قد تجد صعوبة في تغطية الثغرات في خطوط الدفاع، ولديها تحديات لم تُحل بعد من تهديدات طائرات الاستطلاع الروسية، والقنابل الانزلاقية، والمدفعية، والحرب الإلكترونية، والصواريخ العملياتية التكتيكية.
وتتيح هذه القدرات لروسيا الاستمرار في التقدم نحو بوكروفسك وتوريتسك ومدن أخرى في دونباس، والتي قد تُخلى قريبًا، ويتطلب الدفاع عنها موارد ضخمة.
وبحسب الصحيفة، فإن أفضل سيناريو بالنسبة لأوكرانيا هو أن تتمكن قواتها من الصمود في الدفاع، وأن تكبد روسيا خسائر كبيرة في محاولاتها للتقدم.
ومع ذلك، فإن استنزاف الموارد الأوكرانية قد يزيد احتمالات اكتشاف الروس لثغرات في الدفاعات الأوكرانية وتحقيق تقدم في أماكن أخرى. وإذا تطورت الديناميات الحالية، فإن الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها قد لا تكون ذات وزن كبير في المفاوضات.