الانتخابات الأمريكية.. منافسة متعادلة وتفوق ضئيل لترامب

مع تبخر ميزة استطلاعات الرأي التي حصلت عليها هاريس بعد أدائها في مناظرة العاشر من سبتمبر، تلقى الرئيس السابق مؤخرًا سلسلة من نتائج استطلاعات الرأي الإيجابية في الولايات المتأرجحة، على الرغم من أن معظمها يشير إلى أن المنافسة لا تزال متعادلة.

وتُظهر متوسطات استطلاعات الرأي التي جمعتها "FiveThirtyEight" أنه في الأسابيع الأخيرة، وسع ترامب تقدمه الصغير في أريزونا، وتجاوز هاريس في نورث كارولينا وتعادل في نيفادا، كما ضيق تقدمًا صغيرًا لهاريس في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.

مخاوف الناخبين

وفي حين كانت هاريس تحتفظ بميزة على ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية منذ فترة وجيزة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق، فقد تراجع تقدمها اعتبارًا من يوم الثلاثاء، على الرغم من الحملة الإعلامية الأخيرة، بنسبة 2.4 نقطة مئوية بانخفاض عن تقدم 3.3 نقطة.

وقال كريج أجرانوف، أستاذ التسويق السياسي في جامعة فلوريدا أتلانتيك، لمجلة "نيوزويك" إن زخم ترامب في استطلاعات الرأي الأخيرة يعكس قدرته على الاستفادة من مخاوف الناخبين الأساسية مثل الاقتصاد والأمن القومي، والتي تميل إلى الهيمنة في الأوقات غير المؤكدة.

وأضاف أجرانوف: "مع ذلك، أن قدرة الرئيس السابق على اغتنام الفرصة والفوز في الخامس من نوفمبر كانت بعيدة كل البعد عن اليقين، مع احتفاظ هاريس بالقدرة على قلب الطاولة واستعادة الزخم".

 وأكد أن الحفاظ على هذا الزخم حتى يوم الانتخابات يتطلب الحفاظ على الانضباط في رسالته، وتجنب الخلافات التي قد تنفر الناخبين غير الحاسمين أو المعتدلين.

 

وأشار أجرانوف أنه لا يزال أمام هاريس طريق لاستعادة التفوق، لكن ذلك سيعتمد على حملة قوية قائمة على القضايا تركز على تنشيط التركيبة السكانية الرئيسية، وتقديم تباين واضح مع ترامب في قضايا مثل الرعاية الصحية والمساواة الاقتصادية.

بينما قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة كنتاكي د. ستيفن فوس، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى نيوزويك، إن استطلاعات الرأي "سترتفع وتنخفض قليلًا بين الآن ويوم الانتخابات"، محذرًا من استخلاص الكثير من الاستنتاجات من استطلاعات الرأي.

واستطرد فوس: "من المرجح أن يتبع المستجيبون للاستطلاعات حدسهم، ويعبرون عن مشاعرهم بشأن أحدث أحداث الحملة أو الرسائل، ولكن بحلول الوقت الذي يستقر فيه الناخبون على خيار فعلي، فإنهم عادة ما يتعمقون في ميولهم السياسية".

منصات المراهنة

وواصل فوس التعبير عن شكوكه بشأن إستراتيجية حملة ترامب في الفوز بالانتخابات "بمستويات عالية جدًا من الدعم من الرجال الذين صوتوا للديمقراطيين في الماضي"، قائلًا إنه "ليس مستحيلًا، لكنه أمر صعب للغاية بالنسبة لإستراتيجية الحملة".

كما لفتت المجلة إلى أن هناك بعض المؤشرات الأخيرة على أن الرئيس السابق يتفوق.

 حيث تحسنت احتمالات ترامب من منصات المراهنة عبر الإنترنت، والتي تستند إلى الرهانات التي تم إجراؤها على المرشحين بدلًا من بيانات استطلاعات الرأي، بشكل كبير على مدار الأسبوعين الماضيين.

وأعطت "بوليماركت"، التي تم تمويلها جزئيًا من قبل بيتر ثيل، الداعم المبكر لترامب، للرئيس السابق فرصة بنسبة 58%؛ لاستعادة البيت الأبيض اعتبارًا من ظهر يوم الثلاثاء. بينما كانت هاريس وترامب متعادلين على المنصة حتى 4 أكتوبر.