"إنه حقيقي".. هكذا أشعلت كلمتان لهاريس عاصفة من الجدل حول "الإبادة الجماعية"

أثارت ردود فعل المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس هذا الأسبوع على أحد المتظاهرين الذي اتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة نقاشًا محتدمًا بين الخبراء في كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

وفقًا لتقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، جرى تبادل الآراء خلال فعالية انتخابية لهاريس في جامعة ويسكونسن يوم السبت.

وبينما كانت هاريس تتحدث إلى الطلاب، قاطعها محتج يرتدي الكوفية واتهمها بالاستثمار في "الإبادة الجماعية". وردت هاريس: "أحترم حقك في الكلام... لكنني أتحدث الآن. وأعلم ما تتحدث عنه".

 

 

حين سأل المحتج عن "الإبادة الجماعية"، قالت هاريس: "أريد وقف إطلاق النار. أريد أن يتم الاتفاق. أريد أن تنتهي الحرب. لكنني أتحدث الآن"، وسط تصفيق الحضور.

وبينما كان يتم إخراج المتظاهر، واصل صراخه قائلاً: "مليارات الدولارات، و42 ألف قتيل، و19 ألف طفل ماتوا. لماذا لا تسمونها إبادة جماعية؟".

 

هاريس علقت قائلة: "ما يتحدث عنه حقيقي. هذا ليس الموضوع الذي جئت لمناقشته اليوم، لكنه حقيقي"، مضيفة أنها تحترم صوته قبل أن تعود إلى تصريحاتها المعدة مسبقًا.

انتقادات من مؤيدي إسرائيل

أثار الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات حادة من المؤيدين لإسرائيل.

عضو الكنيست السابق مايكل أورين وصف في منشور له على موقع X الحادثة بأنها "سابقة خطيرة للغاية"، معتبرًا أن تصريحات هاريس تهدد شرعية وأمن إسرائيل. ودعا الإدارة الأمريكية إلى إصدار نفي فوري.

 

 

وسائل الإعلام اليمينية الأمريكية مثل "فوكس نيوز" و"نيويورك بوست"، إلى جانب وسائل الإعلام الإسرائيلية، تناولت تصريحات هاريس بالتفسير ذاته.

وفي حلقة نقاشية صباحية على القناة 12 الإسرائيلية، انتقد أحد المعلقين هاريس مشيرًا إلى أنها قالت "إنه على حق" بدلًا من "ما يتحدث عنه حقيقي"، إلا أن الصحافية تشين ليبرمان رفضت هذا التفسير، مؤكدة أن هاريس كانت تشير إلى عدد الضحايا المدنيين في غزة وليس إلى تهمة الإبادة الجماعية.

ردود فعل معارضة لهاريس

ورغم تأكيد ليبرمان في حسابها على "إكس" أن هاريس لم تدعم الادعاء بالإبادة الجماعية، واجهت انتقادات من النائبة المتطرفة سيمشا روثمان، التي اتهمت هاريس بتأييد "مزاعم" المتظاهر.

وأضاف روثمان: "دماء المدنيين الذين أصيبوا في غزة تقع على أيدي حماس".

في المقابل، عبّر مؤيدو الفلسطينيين عن استيائهم من رد فعل هاريس، واتهموها بتجاهل تهمة الإبادة الجماعية.

 

 

الصحفي الأمريكي السوري بلال عبد الكريم وصف رد فعل هاريس بأنها تجاهلت الموضوع بشكل متعمد، واتهمها آخرون بأنها لم تُظهر اهتمامًا حقيقيًا بالقضية.

أهمية ويسكونسن في السباق الرئاسي

تأتي هذه التطورات في وقت حساس مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث تعتبر ويسكونسن إحدى الولايات المتأرجحة الحاسمة في السباق إلى البيت الأبيض.

 

وتشهد الولاية اهتمامًا كبيرًا من كلا المرشحين، مع عودة هاريس وترامب إليها عدة مرات في الفترة التي تسبق انتخابات الخامس من نوفمبر، حيث إن الفائز بأصوات الولاية الانتخابية العشرة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كان دائمًا هو الفائز في السباق إلى البيت الأبيض.