وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة قتلى الحرب إلى 50,021 قتيلا
قالت مجلة "ذا كونفرزيشن" الأمريكية إن الأنظار اتجهت إلى نتائج المكالمة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
جاء ذلك بعد المكالمة الهاتفية "الجيدة والمثمرة" التي أجراها ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وذكرت المجلة أن سؤالين كانا يطرحان قبيل المكالمة: "هل سينحدر الأمر إلى عداءٍ كارثي كما حدث عند اللقاء الشخصي بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، أم سيتمكن زيلينسكي من التعامل مع الرئيس الأمريكي بطريقةٍ تعاونيةٍ تُشجعه على رؤية أوكرانيا وزعيمها في صورةٍ أكثر إيجابية".
وتابعت: "يبدو أن الاحتمال الثاني هو الصحيح. ففي منشور على موقعه تروث سوشيال، أشار ترامب إلى مكالمتهما الهاتفية الجيدة جدًا، التي وضعت الزعيمين على المسار الصحيح".
من جانبه، تحدث زيلينسكي عن مكالمة هاتفية "جيدة جدًا وصريحة"، وبدا متفقًا مع كل ما قاله الرئيس الأمريكي، مشددًا على أهمية ترامب وقيادة أمريكا.
وبدعمه الصريح لمقترح ترامب للسلام، أعاد زيلينسكي التركيز على بوتين. ومن الواضح أنه يريد أن يظهر بمظهر الشريك التفاوضي الأكثر عقلانية من خلال الموافقة على مقترحات الرئيس الأمريكي.
وعلى الرغم من شكوك زيلينسكي بشأن مدى جدارة بوتين بالثقة، فقد وافق على وقف إطلاق نار محدود مع روسيا بشأن البنية التحتية للطاقة، مع تأكيده، على عكس بوتين، موافقته على هدف ترامب المتمثل في وقف إطلاق نار كامل.
وبإعلان دعم أوكرانيا علنًا خطة ترامب لوقف إطلاق النار، كشف زيلينسكي عن عدم اهتمام بوتين بوقف الأعمال العدائية.
وفي المكالمة، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا سعيدة بدعم دعوة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، دون شروط.
في غضون ذلك، طرح بوتين في مكالمته مع ترامب مجموعة من المطالب "غير المعقولة".
وشملت هذه المطالب الوقف الكامل للمساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين حلفاء أوكرانيا، بمن فيهم الولايات المتحدة.
كما طالب بوقف كامل لتعبئة القوات الأوكرانية وإعادة تسليحها.
وبحسب الصحيفة، "كانت هذه المطالب سخيفة للغاية، لدرجة أنها صُممت لدفع أوكرانيا إلى رفضها. ومن المثير للاهتمام أن ترامب، عندما أُجريت معه مقابلة بعد مكالمته الهاتفية مع بوتين، نفى أن يكون الرجلان قد ناقشا مسألة المساعدات. والأمر الحاسم هنا هو أنه لم يقل ما إذا كان سيوافق على هذا الأمر أم لا".
لكن مناقشة الزعيمين لإمكانية إقامة مباراة هوكي جليد بين بلديهما تُشير إلى قدرة بوتين على التلاعب بالرئيس الأمريكي من خلال الإطراء.
ومن المفيد أن ترامب يُعجب ببوتين بوضوح، وقد صرّح مرارًا وتكرارًا بأنه يثق بالزعيم الروسي.
لكن هذا قد يأتي مع مهلة زمنية. فترامب، الذي يُريد اتفاق سلام يُروّج له كإنجازٍ كبير، قد يسأم من عدم تقديم بوتين أي تنازلات لإنجاح هذا الاتفاق.
ومن الواضح أن الزعيم الروسي يأمل أن يبقي ترامب إلى جانبه من خلال انخراطه الظاهري في عملية "السلام"، وفي الوقت نفسه، يُلوّح بفرصة التعامل التجاري مع روسيا - على سبيل المثال، من خلال منح الولايات المتحدة فرصة استكشاف احتياطيات روسيا من المعادن الأرضية النادرة.
لكن بينما لا يزال ترامب يميل إلى بوتين، يبدو أن علاقته بزيلينسكي قد تحسنت.
ويظهر أن الرئيس الأوكراني أدرك أن ترامب لا يتمتع بذاكرة قوية، وأن الإطراء يُؤثر بشكل كبير فيه.
وفي هذه الأثناء، لم يعد ترامب يصف زيلينسكي بالديكتاتور، ولم يذكر حتى الآن وقف المساعدات العسكرية أو الاستخباراتية الأمريكية لأوكرانيا، بل على العكس، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستساعد على توفير المزيد من أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت بعد أن أشار زيلينسكي إلى الحاجة الماسة إليها.
وبإسناده الفضل لترامب في مبادرة وقف إطلاق النار، يضع زيلينسكي الكرة في ملعب روسيا.
وسيُثير تقبّله الواضح لفكرة ترامب بشأن سيطرة الولايات المتحدة على محطات الطاقة النووية الأوكرانية غرائز ترامب التجارية، فبالإضافة إلى عرض صفقات تجارية على ترامب، يُشيد زيلينسكي الآن على نحو ثابت بجهوده السلمية.
كما نجح زيلينسكي في لفت انتباه ترامب إلى 35 ألف طفل مفقود اختُطفوا من أوكرانيا إلى روسيا خلال الحرب، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد توقفت عن تتبعهم وحذفت الأدلة التي جمعتها، لكن ترامب يتعهد الآن بإعادة الأطفال إلى ديارهم.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي يغير موقفه تجاه أوكرانيا بشكل عام. فقد اعتبر البعض مؤتمره الصحفي الكارثي في المكتب البيضاوي الشهر الماضي مع زيلينسكي حيلة لتصوير أوكرانيا كشريك صعب وجاحد، مقارنةً بروسيا التي أكد أن اهتمامها منصبٌ فقط على تحقيق نهاية سلمية للحرب.
والآن، ومع موافقة زيلينسكي على ما يقوله ترامب، أصبح من الصعب عليه اتباع هذا النهج.