المعارضة الإسرائيلية تهدد بإضراب عام إذا تحدى نتانياهو المحكمة العليا حول إقالة رئيس الشاباك
شهدت الساحة الفرنسية زلزالاً سياسيًا جديدًا عقب إعلان استقالة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول هوية الحكومة المقبلة.
في ظل هذا التحول، برز اليسار الفرنسي، ممثلاً بالحزب الاشتراكي (PS)، كلاعب أساسي مستعد لتقديم مقترحاته والدخول في مفاوضات لتشكيل حكومة جديدة.
وأعلن الحزب الاشتراكي استعداده التعاون مع كل من المعسكر الرئاسي (أنصار الرئيس إيمانويل ماكرون) والجمهوريين (LR) لتشكيل حكومة "بعقد محدد المدة".
والهدف من هذه الحكومة، وفق قادة الحزب، هو تجاوز الأزمات السياسية والاقتصادية الحالية عبر وضع برنامج عمل قصير المدى يتمحور حول الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
المحلل السياسي الفرنسي المتخصص في الحركات اليسارية، راؤول ديلفي قال لـ"إرم نيوز"، إنه في حين يبدو اليسار عازمًا على تقديم نفسه كبديل جاد، تواجه الفكرة تحديات متعددة.
وأوضح أن من بين ذلك التحديات البرلمانية، إذ لا يملك اليسار أغلبية كافية في البرلمان، ما يجعله بحاجة إلى دعم الأحزاب الأخرى، خصوصًا من الوسط واليمين.
وأضاف أن من بين التحديات أيضًا الإصلاحات المرتقبة، فقد تكون القضايا الشائكة، مثل سياسات الهجرة والمناخ والاقتصاد، عائقًا أمام توافق الأطراف المختلفة.
ومن جهته، قال المحلل السياسي شايين فاليه لـ"إرم نيوز" إنه على الرغم من أن المشهد السياسي يبدو مفتوحًا، فإن تشكيل حكومة يسارية بالكامل يبدو بعيد المنال في ظل التوازنات الحالية.
ولفت فاليه إلى أن السيناريو الأقرب هو حكومة توافق تضم مزيجًا من اليسار والوسط، وربما شخصيات من اليمين.
ووفقًا للمحلل السياسي الفرنسي فإن هذه المرحلة تمثل اختبارًا حقيقيًا للأحزاب السياسية في فرنسا.
وقال: "إذا نجح اليسار في تقديم مقترحات عملية وتحقيق توافق مع الأحزاب الأخرى، فقد نشهد حكومة تقدمية قادرة على إدارة الملفات الساخنة. لكن أي تعثر في المفاوضات سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات وربما انتخابات مبكرة".
وتابع بالقول إن "الأيام القادمة حاسمة في رسم ملامح المشهد السياسي الفرنسي، وتحديد ما إذا كان اليسار سيقول الكلمة الأخيرة، أم أن توافق الأحزاب سيكون هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه المرحلة".
ويرى فاليه أن اليسار يواجه ثلاث قضايا رئيسية تعرقل وحدته، القضايا المناخية والاقتصادية، وكذلك المشكلات الهوياتية.
وأوضح أن استمرار التوتر بين المفهوم العالمي للعلمانية والمطالبات بالاعتراف بالتنوع الثقافي يعقد العلاقة مع شريحة كبيرة من الناخبين.
وأضاف أن السياسات الأوروبية أيضًا تعرقل وحدة اليسار على الرغم من أنها قد تكون نقطة تقارب بين الأطراف، لأن هناك خلافات عميقة حول مسائل مثل الحوكمة الاقتصادية والتجارة الدولية.