ترامب: غرينلاند حيوية للأمن القومي الأمريكي
استعدادًا للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2027، دعت كل من لوسي كاستيتس، نائبة حزب "فرنسا الأبية"، ومارين تونديلييه، زعيمة حزب "التجمع الشعبي الفرنسي"، إلى توحيد صفوف اليسار الفرنسي من خلال تقديم مرشح مشترك يمثل التيار اليساري في الانتخابات المقبلة.
ويأتي هذا النداء في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الفرنسية تزايد الانقسامات بين الأحزاب اليسارية، وهو ما قد يضعف قدرتها على التنافس ضد المرشحين من اليمين أو الوسط في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتعكس هذه الدعوة القلق المتزايد من أن الانقسامات الحالية بين القوى اليسارية ستؤدي إلى نتائج غير مرضية في 2027، خاصة في مواجهة المنافسين الأقوياء من معسكرات أخرى.
وفي تصريحاتها، أكدت كاستيتس وتونديلييه أن تقديم مرشح مشترك سيعزز فرص اليسار في العودة إلى السلطة، داعيتين إلى تشكيل جبهة موحدة تضم مختلف التيارات اليسارية من أجل مواجهة التحديات المقبلة.
ويأتي هذا التحرك أيضًا في إطار تعزيز التنسيق بين الأحزاب التي تشترك في أهداف سياسية مشابهة، مثل العدالة الاجتماعية، وتوزيع الثروات، وحقوق العمال.
من جانبه، قال جان-باسكال أوبير، الباحث في الشؤون السياسية الفرنسية من مركز دراسات السياسة العامة لـ"إرم نيوز" إن هذه الدعوة لتوحيد الصفوف تعد خطوة مهمة لكنها محفوفة بالمخاطر.
وأوضح أوبير أن "اليسار الفرنسي يعاني من تعدد الأحزاب التي تتنافس على قيادة التيار، ومن الصعب جدًا تشكيل جبهة موحدة دون حدوث تباينات بين قادته".
وأضاف أنه "مع ذلك، إذا حصل هذا الأمر، فقد يمثل فرصة حقيقية لاستعادة تأثيره في الانتخابات الرئاسية القادمة".
وبدورها، قالت إيزابيل ديبوا، الأستاذة في الشؤون السياسية من معهد باريس للدراسات السياسية، إن توحيد الصفوف اليسارية سيحتاج إلى تنازلات كبيرة من جميع الأطراف المعنية.
وأضافت لـ"إرم نيوز" أنه "من خلال تشكيل جبهة موحدة، سيتيح اليسار لنفسه فرصة أفضل للتنافس على المستوى الوطني. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يمكن للأحزاب اليسارية التغلب على انقساماتها الداخلية لمصلحة استراتيجية واحدة في انتخابات حاسمة؟".
ورغم أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجرى بعد أكثر من عامين، فإن اليسار الفرنسي بدأ بالفعل بتنظيم صفوفه، فقد أعلنت كاستيتس وتونديلييه إطلاق موقع إلكتروني يحمل اسم gagnons-ensemble.fr (لنربح معاً)، بهدف جمع قوى اليسار حول مرشح مشترك للانتخابات.
ووفقًا لما أوردته الصحيفة، فإنهما تأملان في أن يكون هذا المشروع "طموحًا وقويًا، ويعكس الاهتمامات اليومية للمواطنين".
وأكدت كاستيتس وتونديلييه أن "كل خلاف داخل معسكرنا هو هدية نقدمها لخصومنا، لا ينبغي أن نمنحهم هذا الامتياز". وأشارتا إلى أن "الخطابات الشعبوية تكتسب أرضية في كل مكان" وفق تعبيرهما.
وفي الأيام الأخيرة، انتقدت عدة شخصيات من اليسار ما وصفوه بـ"التنازلات" التي قدمها رئيس الوزراء ميشيل بارنييه لحزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) خلال مناقشات مشروع قانون المالية.