قالت صحيفة واشنطن بوست إن عودة القوات الكورية الشمالية للقتال، بعد انسحابها في يناير/كانون الثاني الماضي لإعادة تنظيم الصفوف، أسهم بشكل مباشر في استعادة روسيا لإقليم كورسك، بعد أشهر من سيطرة أوكرانيا على أغلب مساحته.
ووفق مقابلات مع جنود أوكرانيين ومسؤولين مطلعين على معارك الأسابيع القليلة الماضية، فإن الإمدادات الجديدة من القوات الكورية الشمالية المُدربة والمُسلحة جيدًا، والسيطرة الجوية، والتفوق العددي الساحق، ساعد روسيا الأسبوع الماضي على استعادة بلدة سودزا، آخر معاقل أوكرانيا في غرب روسيا.
وبحسب الصحيفة، أظهر استخدام روسيا المكثف للقوات والمعدات الكورية الشمالية لاستعادة كامل منطقة كورسك تقريبًا بعد سبعة أشهر من السيطرة الأوكرانية، رغبة الكرملين في استعادة هذه المنطقة بأي ثمن، ومنع كييف من فرض تبادل إقليمي كجزء من مفاوضات مستقبلية.
وبحلول يوم الاثنين، كانت القوات الأوكرانية قد انسحبت بالكامل تقريبًا من كورسك، وفقًا لما ذكره جندي مطلع على عمليات الطائرات دون طيار في المنطقة؛ واصفًا أجزاء كورسك التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية بأنها "رقعة صغيرة، لا شيء تقريبًا، فقط مجرد بعض المناطق الحدودية".
ووفقًا لخريطة من مشروع "الدولة العميقة"، وهو مشروع تطوعي أوكراني يتتبع التغييرات على خط المواجهة، تظهر القوات الأوكرانية الآن وهي تحتل حوالي 10% من المساحة التي كانت تسيطر عليها ذات يوم، والتي تزيد على 500 ميل مربع.
وبحسب نائب مشرع مُطلع على الجيش الأوكراني والشؤون الكورية، فإنه رغم أن مجموعة من العوامل عجّلت في نهاية المطاف بانسحاب أوكرانيا، بما في ذلك فقدان طرق الإمداد والسيطرة على المجال الجوي، إلا أن عودة ظهور القوات الكورية الشمالية، التي انسحبت من ساحة المعركة في يناير/كانون الثاني لإعادة تنظيم صفوفها وسط خسائر فادحة، كان لها "أثر مؤلم".
ورغم نفي موسكو وبيونغ يانغ نشر قوات من كوريا الشمالية في ساحة المعركة، إلا أن وجود أدلة، بما في ذلك أسر أوكرانيا لجنديين محتجزين حاليًا في كييف، يُشير إلى خلاف ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين دفع وصول القوات الكورية الشمالية خريف العام الماضي الولايات المتحدة إلى السماح لأوكرانيا باستخدام أنظمة الصواريخ الموجهة المعروفة باسم أتاكمز، إلا أن عودتها لم تُحفّز حلفاء أوكرانيا على اتخاذ أي إجراء جديد.
وقال محللون عسكريون إنه رغم فقدان أوكرانيا لموطئ قدمها في كورسك ما أدى إلى انسحاب كاد أن يكون فوضويًا في بعض الأحيان، لكنه كان أفضل تنظيمًا من الانسحابات السابقة، مثل الانسحاب من أفدييفكا العام الماضي.
وأوضح الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، مايكل كوفمان: "كان من الصعب دائمًا الحفاظ على كورسك؛ لقد كانت مسألة وقت فقط قبل أن تتمكن روسيا من استعادة السيطرة على المنطقة البارزة".
ولفتت الصحيفة إلى أن العملية الروسية شبه المكتملة في كورسك تأتي في لحظة رمزية للغاية، قبيل الذكرى الثمانين ليوم النصر الروسي، الذي يُحيي ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية، والذي يُحتفل به في 9 مايو/أيار.
وفي السياق، توقع مسؤول أوكراني "تركيزًا كبيرًا للجهود الروسية" لإنهاء العملية قبل اليوم الكبير، الذي سيشهد حضور قادة عالميين، مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، للاحتفالات في موسكو.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه تقديرًا لجهود الجنود الكوريين الشماليين في استعادة كورسك، ذهب وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى حد دعوة القوات الكورية الشمالية للمشاركة في عرض 9 مايو/أيار.