إعلام فلسطيني: الجيش الإسرائيلي ينسف مباني سكنية شمال رفح جنوبي قطاع غزة

logo
العالم

تحولات جوهرية.. ما تداعيات انسحاب النيجر من "قوة بحيرة تشاد"؟

تحولات جوهرية.. ما تداعيات انسحاب النيجر من "قوة بحيرة تشاد"؟
عربات مسلحة تسير في شوارع النيجرالمصدر: رويترز
30 مارس 2025، 8:36 م

رأى خبراء سياسيون فرنسيون أن انسحاب النيجر من القوة الإقليمية لمكافحة الإرهاب في محيط بحيرة تشاد يعكس تحولات جوهرية في استراتيجية نيامي الأمنية، وسط تصاعد التهديدات الإرهابية في المنطقة.

ويثير القرار، الذي أُعلن عنه رسميًا عبر التلفزيون الحكومي، تساؤلات حول مستقبل التنسيق الأمني في غرب إفريقيا، خاصة مع تزايد التوترات بين الدول المعنية.

وأعلنت القوات المسلحة في النيجر، مساء السبت، انسحابها رسميًا من القوة الإقليمية المشتركة لمكافحة الجماعات الإرهابية في حوض بحيرة تشاد، وذلك وفقًا لنشرة إخبارية بُثت عبر التلفزيون الرسمي. 

أخبار ذات علاقة

لتعزيز حماية نفطها.. النيجر تنسحب من قوة دولية في بحيرة تشاد

معقل الجماعات المسلحة 

وكانت هذه القوة، التي أُعيد تفعيلها عام 2015 من قبل نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر، قد أُنشئت لأول مرة عام 1994 بهدف محاربة التنظيمات الإرهابية الناشطة في المنطقة.

وتحولت هذه المساحة المائية، الممتدة عبر 4 دول، إلى معقل رئيسي للجماعات المسلحة، حيث تضم مقاتلين من كل من "بوكو حرام" وتنظيم "داعش في غرب إفريقيا". 

057118d9-6a07-4e92-b46d-fa50162c0fdd

وأوضحت القوات النيجرية في بيانها أن "العملية التي كانت تُنفذ سابقًا تحت مظلة القطاع الرابع للقوة متعددة الجنسيات المشتركة ستُعرف الآن باسم 'نالوا دولي'". وأضاف البيان أن "هذا التغيير في التسمية يأتي نتيجة انسحاب النيجر من القوة الإقليمية المشتركة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول دوافع القرار.

وأكد الجيش النيجري أن هذا الانسحاب يهدف إلى "تعزيز حماية المواقع النفطية في الشمال"، مشيرًا إلى أن منشآت الطاقة الواقعة في منطقة ديفا (جنوب شرق البلاد) تتعرض لتهديد متزايد من قبل الجماعات المسلحة التي تستهدف بشكل خاص خط الأنابيب العملاق الذي ينقل النفط إلى بنين المجاورة.

أخبار ذات علاقة

لملء الفراغ الفرنسي.. "عروض أمنية" صينية لدول الساحل الأفريقي

التحديات الأمنية والتوترات الإقليمية

وأدت التوترات بين الدول الأعضاء في القوة الإقليمية إلى إضعاف فعاليتها في مواجهة التهديدات الإرهابية. فمنذ الانقلاب العسكري في النيجر في يوليو/ تموز 2023، شهدت العلاقات بين نيامي وأبوجا توترًا حادًا، حيث اتهمت النيجر نيجيريا بإيواء قوات أجنبية تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد، وهو ما نفته أبوجا مرارًا.

وبعد تعليق دام أكثر من عام، أعلنت الدولتان استئناف التعاون العسكري في أغسطس/ آب 2024 خلال زيارة رئيس أركان الجيش النيجيري، الجنرال كريستوفر موسى، إلى نيامي. 

88387fc6-65fa-4499-af23-1ddf20015451

ومع ذلك، لا تزال الانقسامات واضحة، إذ صرح حاكم منطقة ديفا، الجنرال محمدو إبراهيم باجادوما، خلال قمة إقليمية في مايدوغوري شمال شرق نيجيريا، بأن "المشكلة أن البعض يبذل جهودًا، بينما يعمل آخرون على تقويضها. علينا أن نوحّد صفوفنا ونضع حدًا للتدخلات الأجنبية في منطقتنا".

وفي أواخر عام 2024، هددت تشاد أيضًا بالانسحاب من القوة الإقليمية بسبب "غياب التنسيق الفعّال"، وذلك عقب هجوم دامٍ أسفر عن مقتل 40 جنديًا تشاديًا.

تراجع الثقة بين دول المنطقة

ويرى بيير دومون، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية)، لـ"إرم نيوز" أن "انسحاب النيجر من القوة الإقليمية يسلط الضوء على تراجع الثقة المتبادلة بين دول المنطقة، ما قد يفتح المجال أمام تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة في محيط بحيرة تشاد". 

وأضاف أن "هذا القرار قد يكون مرتبطًا برغبة نيامي في إعادة توجيه مواردها العسكرية لحماية البنية التحتية الحيوية، خاصة في ظل تصاعد الهجمات على المنشآت النفطية".

أخبار ذات علاقة

بينهم قادة بارزون.. تشاد تصفي 297 من مقاتلي "بوكو حرام"

توسع نفوذ الجماعات الإرهابية 

أما فرانسوا لوران، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، فيرى لـ"إرم نيوز" أن "تآكل التعاون الأمني في المنطقة قد يترك فراغًا خطيرًا يسمح للجماعات الإرهابية بتوسيع نفوذها، لا سيما مع غياب استراتيجية إقليمية موحدة لمكافحة الإرهاب". 

وأوضح أن "تصاعد الخلافات بين الدول الأعضاء في القوة المشتركة قد يؤدي إلى إضعاف التنسيق الاستخباراتي، وهو عنصر أساسي في مواجهة التنظيمات المسلحة التي تستغل الحدود غير المستقرة".

ويعكس انسحاب النيجر من القوة الإقليمية لمكافحة الإرهاب تحديات أعمق تتعلق بالعلاقات بين دول المنطقة، فضلًا عن تعقيدات المشهد الأمني في محيط بحيرة تشاد.

وبينما تسعى نيامي إلى تعزيز سيطرتها على مواردها الاستراتيجية، يبقى السؤال الأهم: هل سيؤدي هذا الانسحاب إلى مزيد من عدم الاستقرار، أم أنه خطوة نحو نهج أمني أكثر فاعلية؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات