أوكرانيا تعلن سقوط "عدد كبير من القتلى" إثر غارة روسية على مدينة سومي

logo
العالم

"سلام بالقوة".. مبعوث ترامب إلى أوكرانيا يدلي بأول تصريحاته

"سلام بالقوة".. مبعوث ترامب إلى أوكرانيا يدلي بأول تصريحاته
كيث كيلوغالمصدر: AP
29 نوفمبر 2024، 3:33 م

يسعى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإنهاء الصراع الروسي - الأوكراني قبل توليه رئاسة البيت الأبيض في يناير المقبل، إذ شهدت الساعات الماضية الخطوة الأولى نحو تنفيذ وعده الانتخابي بإحلال السلام بين البلدين، والتي أثارت حالة من الترقب والخوف داخل كييف من تداعياتها على مسار الصراع خلال الفترة المقبلة.

واختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الساعات الماضية، صديقه المقرب، وصاحب خطة السلام في أوكرانيا الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ مبعوثًا أمريكًيا للحرب الأوكرانية الروسية. وفي أعقابها، قدّم كيلوغ، اقتراحًا لإنهاء الحرب بين البلدين، يتمثل في «تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لصالح روسيا»، وفقًا لموقع «أكسيوس» الأمريكي.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص للحرب الأوكرانية الروسية، كيث كيلوغ، في أول تعليق له بعد قرار تعينه في منصبه: «يشرفني أن أُرشح لهذا المنصب من قبل دونالد ترامب. معًا سنسعى لتحقيق السلام بالقوة، ونعمل على جعل أمريكا والعالم أكثر أمنًا»، في إشارة منه إلى تبني نهج حازم لحل النزاع المستمر.

أخبار ذات علاقة

روسيا: الناتو يسير باتجاه "تجميد" الحرب في أوكرانيا

 

وفي يونيو/حزيران الماضي، قدم كيث كيلوغ خطة تهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا، وتتركز على وقف إطلاق النار وتجميد خطوط المواجهة عند الوضع القائم وقت التسوية، وعلى إثرها أبدى دونالد ترامب اهتمامًا إيجابيًا بالخطة، إلا أنه لم يعلن بعد عن دعمه الكامل لها.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في تقرير لها، أن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين اعترفوا بأن أوكرانيا تحتاج إلى التنازل عن بعض الأراضي لحل الصراع مع روسيا، وأن فريق بايدن أيقن فكرة أن ترامب قد يوقف المساعدات لأوكرانيا».

وذكرت الصحيفة أن إمكانية تخلي كييف عن الأراضي كان التفكير فيها في السابق من المحرمات بالنسبة لدول أوروبا، لكنهم الآن يفكرون في الضمانات الأمنية التي يمكن أن تحصل عليها أوكرانيا في مقابل الأراضي.

 

وتعليقًا على مقترح المبعوث الأمريكي لأوكرانيا وروسيا، قال بسام البني المحلل السياسي والخبير في الشوؤن الروسية، إن المقترح الأمريكي بتنازل كييف عن أراضيها لروسيا، ليس فقط مُتعلق بهذه الأراضي وإنما الأمر يتعلق بالأمن القومي الروسي، خاصة وأن روسيا تسيطر الآن بشكل كبير على 4 مقاطعات أوكرانية وشبه جزيرة القرم، وتلك المقاطعات أصبحت ضمن الأراضي الروسية بمقتضى الدستور الروسي.

وأكد الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أن إدارة ترامب تقوم بتسريب معلومات حول تجميد الصراع على الحدود الحالية، وهذا لا يهم روسيا في شيء، ويجب على أمريكا أن تُعيد النظر والتعامل مع النقاط التي تقدمت بها روسيا عام 2021 قبل بدء العملية العسكرية الخاصة والتي شملت "حيادية أوكرانيا وسحب (النازيون الجدد) ونزع سلاح أوكرانيا وسحب الأسلحة والصواريخ التي تم نشرها في أوروبا الشرقية عام 1997، بالإضافة إلى تعهد واشنطن والناتو بعدم ضم أي دولة من دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى الحلف".

وأشار المحلل السياسي، بسام البني، في تصريحاته، أن روسيا ما زالت تتمسك بهذه النقاط كأساس لأي عملية سلام مقبلة، ولن تتنازل عن أي منها وذلك لاعتبارات أمنية قومية، وهذه النقاط أيدتها الصين ودول بريكس.

وخلص البني إلى أن روسيا لن تقبل بالسلام ما لم يكن شاملا وعادلا، باستسلام أوكرانيا بشكل كامل، ومن الخطأ الاعتقاد أن إدارة ترامب ستجبر الروس والأوكران على الجلوس على طاولة المفاوضات، فروسيا لم تقم بعمليتها العسكرية من أجل أن تجلس مع أوكرانيا على طاولة التفاوض، وإنما لإجبار الغرب على التفاوض معها حول الأمن العالمي والأمن القومي الروسي وأمن أوروبا.

من جانبه، قال د. محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن المبعوث الأمريكي كيث كيلوغ كان محاربًا وخاض حروبًا في العراق وأفغانستان وفيتنام وليس لديه خبرة دبلوماسية تفاوضية، وبالتالي من الواضح أن الحل سيكون عسكريا وليس دبلوماسيا.

 

وأوضح الأفندي، لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن تنوي تجميد الصراع من خلال التهديد العسكري وتنازل أوكرانيا عن الأراضي الموجودة تحت سيطرة روسيا، وعلى أساس ذلك سيتم إنشاء منطقة عازلة ومنح ضمانات لعدم دخول أوكرانيا حلف "الناتو" لمدة تتراوح من 15 إلى 20 عاما، وإذا لم توافق روسيا ستقوم بتغذية أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة، وإذا رفضت أوكرانيا ستمنع عنها المعونات العسكرية والاقتصادية.

وأضاف أن هذا السيناريو سيكون مقبولا لدى أوكرانيا؛ لأنها لا تملك حلًّا آخر، وإذا ضغطت الولايات المتحدة الأمريكية من الممكن أن تتنازل أوكرانيا بشكل فوري، حتى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي صرح بنفسه "أنّ لا قدرة لديه على الحرب دون دعم أمريكي".

أخبار ذات علاقة

"حرب المسيرات" تشتعل بين روسيا وأوكرانيا‎

 

وتابع الأفندي: «لكن هذا الحل لن يناسب روسيا على الإطلاق بسبب رغبة موسكو في خروج القوات الأوكرانية من جميع المناطق الأربعة، فضلاً عن خروج الأوكران من المناطق التي احتلتها من كورسك الروسية، كما أنها تطالب بأن تكون أوكرانيا دولة وحكومة  محايدة».

وأشار إلى أن روسيا لن تثق في الضمانات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأنّه سبق وقدمت أمريكا مثل هذه الضمانات عام 1988، وبعدها توسع حلف الناتو وضم خمس دول في شرق أوروبا، حتى وصل الناتو إلى الحدود الروسية.

 

وألمح الأفندي، إلى التسريبات الأمريكية حول رغبة أمريكا في وقف إطلاق النار عن طريق المفاوضات، وهذا ما لن توافق عليه روسيا، إذ يمثل اتجاها لتقوية الجيش الأوكراني. أما لجوء الولايات المتحدة للخيار العسكري، فلن توافق عليه روسيا كذلك. وبالتالي فإن طريق المبعوث كيث كليوغ سيكون صعبا في المفاوضات؛ لأن حيادية أوكرانيا تعني استسلامها وخسارة النفوذ الأمريكي فيها؛ ولذلك من المتوقع أن تفشل مهمته.

واختتم بالقول، إنه من السهل أن تتنازل أوكرانيا لعدم وجود حلول أخرى لديها، وإذا انقطعت عنها المعونات الأمريكية ستخسر الحرب فوراً، بينما روسيا تملك حلولا كثيرة باعتبارها دولة عظمى.

 

 

 

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC