زيلينسكي: أوكرانيا لن تعترف بالمساعدات العسكرية الأمريكية باعتبارها قروضا
في ظل الهجمات الروسية المستمرة، أظهرت أوكرانيا قدرة استثنائية على الابتكار والتكيف، محولة بنيتها التحتية وصناعاتها لدعم مقاومتها ضد الغزو الروسي.
وأوضح أوليكساندر كاميشين، المستشار الاستراتيجي للرئيس فولوديمير زيلينسكي، بفخر: "طائراتنا المسيرة البحرية وطائراتنا طويلة المدى ليست متوفرة في أي كتالوج عالمي".
ووفقًا لتقرير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، فإن هذه الابتكارات تعكس استراتيجية فعالة واقتصادية لمواجهة التفوق العددي الروسي؛ رغم أن تعداد سكان أوكرانيا يبلغ 37 مليون نسمة مقارنة بـ135 مليونًا في روسيا، نجحت أوكرانيا في صد السفن الروسية بعيدًا عن ميناء سيفاستوبول الاستراتيجي وأعادت تعريف استخدام الطائرات المسيرة.
ويقول كاميشين: "بينما يعتمد الروس على حلول إيرانية، نحن ابتكرنا كل شيء بأنفسنا"، مشيرًا إلى الخسائر الكبيرة التي ألحقتها هذه التقنيات بالعدو؛ رغم الموارد المحدودة، تنتج أوكرانيا آلاف الطائرات المسيرة محليًا، وهو إنجاز يُعتبر استثنائيًا على مستوى القارة الأوروبية.
تحول صناعي استراتيجي
وأشار التقرير إلى أن كاميشين، الذي كان يدير السكك الحديدية الأوكرانية، أصبح الآن في طليعة الجهود الصناعية الدفاعية. في بداية الصراع، اعتمدت أوكرانيا على مخزونات عسكرية قديمة من الحقبة السوفييتية قبل أن تحصل على معدات حديثة من الحلفاء الغربيين.
وقال كاميشين بأسف: "لدينا الآن صناعة قادرة على إنتاج معدات بقيمة 20 مليار يورو، لكننا لم نتلق سوى طلبات بقيمة 8 مليارات يورو".
ولمواجهة تأثير الهجمات الروسية على شبكة الكهرباء، تم نشر مولدات كهرباء في جميع أنحاء البلاد. كما عمل كاميشين على لامركزية الإنتاج، حيث تم توزيع مئات الشركات الصغيرة والمتوسطة لتقليل مخاطر الهجمات.
واعتبر أن هذا النهج المجزأ هو مفتاح الصمود أمام التحديات.
السكك الحديدية ركيزة استراتيجية
وتمثل السكك الحديدية ركيزة حيوية في دعم جهود الحرب. حوّل أوليكساندر بيرتسوفسكي، رئيس شركة السكك الحديدية الأوكرانية، الشبكة القديمة إلى أداة أساسية لنقل اللاجئين والبضائع والقوات.
وقال بيرتسوفسكي: "نقلنا 2.5 مليون مسافر إلى الخارج منذ بداية الصراع".
ورغم الهجمات، أظهرت السكك الحديدية قدرة استثنائية على التكيف؛ عندما تتضرر خطوط الكهرباء، تتولى القاطرات التي تعمل بالديزل المهمة. ويعمل فريق السكك الحديدية، المكون من 185,000 موظف، بما في ذلك 10% منهم على الجبهات، على إصلاح الأضرار في غضون 24 ساعة فقط.
رؤية للمستقبل
وتتطلع أوكرانيا لما بعد الحرب، حيث ترى في خبرتها فرصة لتصدير حلول الأمن والدفاع؛ وأكد كاميشين: "ما تعلمناه هنا سيكون مفيدًا لجميع الدول". كما تطمح السكك الحديدية إلى التوسع لتشغيل رحلات تصل إلى باريس بعد وارسو وفيينا.
ورغم القصف والخسائر، تجسد أوكرانيا صمودها بفضل ما وصفه كاميشين بـ"صلابة الحديد"، صلابة تشكلت تحت الضغط، ما يعكس تصميم أمة ترفض الاستسلام أمام الغزو الروسي.