مسؤول أوكراني: بدء محادثات جديدة مع الوفد الأمريكي في الرياض
قال خبراء سياسيون متخصصون إن طرح فكرة الخدمة العسكرية الإلزامية في فرنسا يعكس التحديات الأمنية التي تواجهها أوروبا، وتحديدًا الروسية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تطرق في سياق حديثه عن الأمن الأوروبي والتهديدات الروسية، إلى ضرورة زيادة الجهود الدفاعية الأوروبية في وقت حساس يشهد توترًا غير مسبوق مع روسيا في أوكرانيا.
ويعكف ماكرون في وقت تشتد فيه التوترات العالمية، خاصة بعد التصعيد الروسي في أوكرانيا، على معالجة قضايا الأمن الأوروبي والتحديات الدفاعية الجديدة.
وفي هذا السياق، يطرح بعض المحللين السياسيين الفرنسيين فكرة الخدمة العسكرية الإلزامية كحل لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة.
وأكد كريستوف باسي، مدير مركز الدراسات الدفاعية في باريس، أن دعوة ماكرون لتشكيل درع نووية أوروبية مشتركة بين فرنسا وبريطانيا تهدف إلى تقوية الردع ضد التهديدات الروسية، لكنها تواجه تحديات في التنفيذ والتنسيق بين الدول المعنية.
وأضاف باسي لـ"إرم نيوز" أن الحديث عن فرض الخدمة العسكرية الإلزامية يأتي في سياق تعزيز الدفاع الأوروبي لمواجهة التهديدات الروسية.
وقال إن هذا الطرح يعكس تغييرات كبيرة في استراتيجية الدفاع الفرنسية، متوقعًا أن يتبع ذلك تقوية التعاون الدفاعي بين دول الاتحاد الأوروبي، وتوقع بوشار أن يعزز هذا الإجراء من قدرة فرنسا على حماية حدودها في إطار الدفاع الأوروبي المشترك.
ولفت إلى أن هذه المبادرة تعكس سعي الحكومة الفرنسية لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
ومن جانبه، اعتبر جان-بيير فيليو، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، أن دعوة ماكرون إلى تعزيز الدفاع الأوروبي وإنشاء منتجات ادخار لدعم الدفاع هو دليل على تحول استراتيجي في الفكر الدفاعي الفرنسي.
وأضاف فيليو أن الخدمة العسكرية الإلزامية قد تكون جزءًا من خطة أكثر شمولًا لدمج المواطن الفرنسي بشكل أكبر في واجبات الدفاع الوطني، خاصة في مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة.
لكن فيليو أبدى قلقه من أن تثير هذه الإجراءات جدلًا داخليًّا في المجتمع الفرنسي، ما قد ينعكس على الشعبية السياسية للحكومة.
ويستعد الرئيس الفرنسي ماكرون للتوجه إلى واشنطن في نهاية الأسبوع الحالي في لقاء مهم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث سيبحث تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وفرنسا في إطار التهديدات الروسية.
وتحدث ماكرون مساء الخميس مع الفرنسيين في محادثة مباشرة عبر حساباته الرسمية، في فرصة لطرح ما سيقوله يوم الاثنين المقبل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما في واشنطن.
ومن جانبه، أكد بيير ليلوش، المؤسس المشارك لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية (IFRI)، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إعادة النظر في الخدمة العسكرية الإلزامية قد يكون خطوة استراتيجية لتعزيز الدفاع الوطني في ظل التهديدات الحالية.
واعتبر ليلوش أن طرح فكرة الخدمة العسكرية الإلزامية قد يعزز الدفاع الأوروبي، لكنه في الوقت ذاته قد يثير نقاشات داخلية حول تطورات السياسة الدفاعية في فرنسا.
في حديث صريح سيجريه مع ترامب، قال ماكرون: "سأقول له: لا يمكنك أن تكون ضعيفًا أمام الرئيس بوتين، هذا ليس أنت، ليس من طبعك، وليس من مصلحتك، كيف يمكنك أن تكون موثوقًا أمام الصين إذا كنت ضعيفًا أمام بوتين؟".
وأضاف ماكرون: "إذا تركت أوكرانيا لبوتين، ستكون روسيا لا يمكن إيقافها بالنسبة للأوروبيين"، موضحًا أن روسيا "ستستعيد أوكرانيا وجيشها، وهو من أكبر جيوش أوروبا، مع جميع معداتنا بما في ذلك المعدات الأمريكية، سيكون هذا خطأ استراتيجيًّا كبيرًا".
"لا جنود فرنسيين في أوكرانيا... في الوقت الحالي"، أكد ماكرون أنه ليس لديه نية لإرسال جنود فرنسيين إلى أوكرانيا "غدًا"، بل فقط بعد التوصل إلى سلام لضمانه أمام الروس. وقال: "لم أقرر إرسال قوات إلى أوكرانيا، لا. ما نناقشه هو إرسال قوات لضمان السلام بمجرد التوصل إليه".
في ظل تصاعد القدرات العسكرية لأعدائنا الرئيسين، دعا ماكرون الأوروبيين إلى "زيادة" جهودهم الحربية.
وعندما سُئل عما إذا كان ينبغي على فرنسا تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي دفاعًا، كما يطالب ترامب، أجاب ماكرون قائلًا: "لا أعرف إذا كان 5% هو الرقم الصحيح لفرنسا، لكن من المؤكد أنه يجب علينا الزيادة".
