إسرائيل ترفض الهدنة المؤقتة وتريد حسم ملف سلاح حماس
في أحدث التطورات المتعلقة بالحرب المستمرة في أوكرانيا، يتعرّض الرئيس فولوديمير زيلينسكي لضغوط متزايدة للتوقيع على اتفاقية شراكة اقتصادية جديدة اقترحتها الولايات المتحدة.
ووفقاً لتقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن هذه النسخة الجديدة من الاتفاقية التي تتعلق بالموارد المعدنية الإستراتيجية في أوكرانيا تخضع، الآن، لفحص دقيق من قبل الحكومة الأوكرانية، على الرغم من أن المناقشات لا تزال جارية، وقد يتغيّر الشكل النهائي للاتفاقية.
مزيد من التدقيق
بدوره، أقر زيلينسكي، في 28 مارس/ آذار 2025، خلال مؤتمر صحفي في كييف، بأن الاتفاقية الجديدة التي قدمتها واشنطن تحتاج إلى مزيد من التدقيق القانوني، قائلاً، "يجب علينا استشارة مستشارينا القانونيين".
وأشار إلى أن الاتفاقية لن تُوقع بالسرعة التي كانت يأملها المسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك سكوت بيسينت، وزير الخزانة الأمريكي، الذي حدد موعداً مقترحاً بين 31 مارس/ آذار و6 أبريل/ نيسان.
وشدد التقرير على أن الاتفاقية الأمريكية، التي تركّز على الموارد الطبيعية الهائلة في أوكرانيا، خاصة ثروتها المعدنية، أثارت قلقاً بين المسؤولين الأوكرانيين.
وتجدر الإشارة إلى أن زيلينسكي كان حذراً في تصريحاته، حيث أشار إلى أن هناك العديد من البنود الجديدة في الاتفاقية التي لم تتم مناقشتها مسبقاً، وبعضها كان قد تم رفضه بالفعل من قبل الأطراف.
والأهم من ذلك، أكد زيلينسكي أن المساعدات المالية التي قدمتها الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن كانت تُعد تبرعات وليست ديوناً، إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية تحت قيادة دونالد ترامب ترى أن هذه المساعدات هي ديون وتطالب أوكرانيا بسداد المبلغ الكامل للدعم الأمريكي الذي تم تقديمه منذ الغزو الروسي واسع النطاق في 2022.
ووفقاً للنسخة الأخيرة من الاتفاقية، التي كشفت عنها وكالة "بلومبرغ" ووسائل إعلام أوكرانية، قد يُطلب من أوكرانيا سداد هذه المساعدات بالكامل، رغم أن المبلغ النهائي لا يزال غير واضح.
وأردف تقرير الصحيفة الفرنسية أنه في المسودة الأولى للاتفاقية، التي كان من المتوقع أن يوقع عليها زيلينسكي خلال زيارته إلى واشنطن في فبراير/ شباط 2025، تم تحديد مبلغ السداد بـ500 مليار دولار، وهو مبلغ اعترضت عليه كييف بشدة، حيث كان هذا المبلغ يعتمد على 123 مليار دولار التي أنفقتها الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا في مجالاتها العسكرية والإنسانية والميزانية، وفقاً لمعهد مستقل في كييف.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن الاقتراح الجديد يشير إلى أن المبلغ المطلوب سداده لم يتم تحديده بعد، إلا أنه سيضاف كملحق في الاتفاقية النهائية، مبيناً أن ما يزيد من تعقيد الأمور، أن الاتفاقية المقترحة تبدو أنها تفضّل المصالح الأمريكية بشكل كبير، حيث من المحتمل أن تتخلّى أوكرانيا عن سيطرتها على العديد من مواردها الوطنية.
أسئلة حول السيادة
كما تدفع واشنطن أوكرانيا لتسليم حقوقها على المعادن النادرة وليس فقط، بل على النفط والغاز أيضاً، وكذلك فإن أي استثمارات متعلقة باستغلال هذه الموارد مثل مشاريع البنية التحتية التي تشمل: الطرق، والسكك الحديدية، والموانئ، والمناجم، والمصانع، ستكون تحت سيطرة الولايات المتحدة.
وأكد التقرير أن الولايات المتحدة ستكون هي المستفيد الرئيس من هذه المشاريع، على أن يتم تحويل الأرباح إلى صندوق استثمار خاص يتم تقسيمه بين البلدين، لافتاً إلى أنه يُطلب من أوكرانيا المساهمة بنسبة 50% في هذا الصندوق دون أن يكون لها أي إشراف عليه، حيث يتم تعيين 3 من أصل 5 أعضاء في مجلس إدارته من قبل واشنطن،
كذلك تشترط الاتفاقية تحويل جميع الأرباح إلى العملات الأجنبية وإرسالها إلى الخارج، كما يُمنع على أوكرانيا بيع المعادن الإستراتيجية إلى "الخصوم الإستراتيجيين" للولايات المتحدة.
لا ضمانات أمنية
وربما تكون النقطة الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لأوكرانيا هي أن الاتفاقية لا تقدم أي ضمانات أمنية، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لزيلينسكي وحكومته في ظل استمرار العدوان الروسي.
وأكد التقرير أن التوقيع على هذه الاتفاقية يثير تساؤلات كبيرة حول سيادة أوكرانيا وعلاقتها المستقبلية مع الغرب.
ومع سعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أن تم الاعتراف بطلبها في يونيو/ حزيران 2022، أكد زيلينسكي أهمية الالتزام بقوانين المنافسة الأوروبية، قائلاً في مؤتمره الصحفي في 28 مارس/ آذار: "طريقنا الأوروبي متجذر في دستورنا، ولن يتغير".
زيلينسكي في موقف صعب
وقال التقرير إنه إذا تمت الموافقة على الاتفاقية، فقد يعزز ذلك النفوذ الاقتصادي الأمريكي وسط أوروبا، مشيراً إلى أنه مع ذلك، يجد زيلينسكي نفسه في موقف صعب، حيث يواجه معضلة إما قبول اتفاقية يعتبرها كثيرون ضارة بمصالح أوكرانيا أو المخاطرة بغضب الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى تجميد الدعم العسكري والاستخباراتي الحيوي.
وفي تصريحاته، عبّر زيلينسكي عن رغبة أوكرانيا في الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى استعداد بلاده للتعاون، لكنه يظل حذراً.
اتفاقية كارثية
بدورهم، يعتقد المحللون أن زيلينسكي من غير المرجح أن يوقع على مثل هذه الاتفاقية المثيرة للجدل على الرغم من الضغوط الهائلة.
وأشار الصحفي الأوكراني سيرهي سيدورنكو إلى أنه سيكون من المستحيل تقريباً تأمين 226 صوتاً في البرلمان الأوكراني للموافقة على اتفاقية تعتبرها العديد من الأطراف كارثية.
وأضاف أن الاتفاقية، التي صاغها مكتب المحاماة الأمريكي أرنولد وبورتر، تبدو مائلة بشدة لصالح المصالح الأمريكية، مما يترك أوكرانيا دون أي نفوذ.
وخلُص التقرير إلى أنه مع استمرار المناقشات، يتعين على زيلينسكي التنقل بين هذه الوضعية الحساسة، محاولًا تحقيق توازن بين مصالح أوكرانيا طويلة الأمد في السيادة والأمن وبين الحاجة الفورية لدعم الولايات المتحدة في الحرب المستمرة.