وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق
رأى الكاتب والمحلل السياسي الصيني نادر رونغ، أن لدى تجمع "بريكس" فرصة كبيرة للهيمنة على الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن "بريكس" قوة اقتصادية تدفع نحو عالم متعدد الأقطاب.
يأتي ذلك، بعد انعقاد أعمال قمة بريكس 2024 في روسيا، بمشاركة 36 دولة، تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين".
ومجموعة "بريكس" بدأت فكرتها في العام 2006، وتأسست رسميًّا في العام 2009، إذ كانت تتألف حينها من 4 دول هي البرازيل وروسيا والصين والهند، قبل انضمام بلدان أخرى.
وتطرق رونغ، في حوار مع "إرم نيوز"، إلى قضايا بريكس والصراع في الشرق الأوسط والمبادرة الصينية المتعلقة بوقف الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضًا خطة الصين لتوسيع نفوذها في القارة الإفريقية.
وتاليًا نصّ الحوار:
- الصين تعدُّ ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وتستحوذ على النصيب الاقتصادي الأكبر داخل بريكس.. برأيك كيف تستخدم قوتها الاقتصادية في قيادة بريكس؟
الصين دائمًا تدفع دول بريكس للعب دور الاستقرار والتنمية في العالم، وهي أول من دعت إلى توسعة بريكس والحفاظ على الانفتاح على هذه المجموعة لدفع التنمية المشتركة بشكل أكبر، ولعب دور بناء في التنمية العالمية والاستقرار العالمي بعدِّها ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة.
- في خضم المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة، هل تنجح زيادة المدفوعات بالعملات الوطنية في زيادة فرص الاستقلال المالي لدول "بريكس" وتحرر التنمية الاقتصادية من السياسة؟
بسبب عوامل المنافسة الجيوسياسية تعرضت بعض دول بريكس لعقوبات من الدول الغربية مثل روسيا والصين ما دفعها للاعتماد بنسبة كبيرة في معاملاتها التجارية على العملات المحلية، وهناك اتجاه مستقبلي لإصدار عملة موحدة للبريكس، ما يزيد فرص الاستقلال المالي ودفع التنمية الاقتصادية بشكل مستمر من خلال نظام مالي مستقل كما أنشأت دول بريكس بنك التنمية الجديد الذي يعدُّ الذراع التمويلية لدول التجمع، وسيكون له دور كبير في هذا الأمر.
- مع المشاركة الكبيرة التي نراها داخل بريكس الآن ومُطالبات الكثير من الدول الأخرى الانضمام للتجمع، هل ينجح رهان الصين وروسيا في وقف عزلتهما الدولية؟
دول بريكس تعمل على دفع النظام العالمي نحو التعددية القطبية وزيادة قوة الدول النامية والاقتصادات الصاعدة في النظام العالمي، لذلك نرى حيوية هذه المجموعة في تدعيم أعضائها بقوة، ومنها الصين وروسيا لمواجهة العقوبات ضدهما وكسر العزلة الدولية، لذلك نرى أيضًا وجود قائمة من أكثر من 30 دولة تريد الانضمام لتجمع بريكس، وهو ما يمثل فرصة كبيرة لهيمنة بريكس على الاقتصاد العالمي، خاصة بعد أن تفوق بريكس على مجموعة السبع بحجم ناتج محلي تجاوز 37% من الاقتصاد العالمي.
- بعيدًا عن قمة بريكس، لو تحدثنا عن المبادرة الصينية - البرازيلية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية وما ملامحها؟
تعدُّ المبادرة الصينية البرازيلية لوقف الحرب في أوكرانيا فرصة مهمة للجلوس على طاولة المفاوضات، وهناك توافقات لدى دول بريكس، وكذلك دول المجتمع الدولي بحاجة لدعم هذه المبادرة التي تعمل على خفض التصعيد، وإيجاد حل سياسي ومتوازن لهذة الأزمة، ولكن استمرار الدول الغربية في نقل الأسلحة واستمرار الدعم المستمر لأوكرانيا يقضي على فرص إيجاد حل سياسي للأزمة في الوقت الراهن، وأعتقد أنه مع نفاد مخازن الأسلحة للدول الغربية سوف تجبر الجميع على وقف الحرب.
- في ظل توجه الأنظار نحو الشرق الأوسط، أين تقف الصين من هذا الصراع؟
سياسة الصين في الشرق الأوسط تهدف دائمًا إلى زيادة التضامن بين دول المنطقة وخفض تصعيد التوترات وتحقيق المصالحة ودفع جهود التنمية، إذ تعدُّ الصين أكبر شريك تجاري لدول الشرق الأوسط ولديها مشاريع كبرى، ومنها مشروعات البنية التحتية، وهي لا تريد أي صراع في منطقة الشرق الأوسط، لذا نرى جهود الوساطة الصينية نجحت في المصالحة بين السعودية وإيران وكذلك المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة وكل ذلك من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
- ما خطط بكين لتعميق العلاقات بالقارة السمراء؟
الصين دائمًا تتمسك بالتعاون المنفتح لتدوير علاقتها مع دول العالم، بما فيها الدول الإفريقية، لذلك أنشأت الصين آلية منتدى التعاون الصيني الإفريقي، وقد عقدت قمة منتدى بكين للتعاون الصيني الإفريقي الشهر الماضي من أجل دفع التنمية المشتركة.
والمؤكد أن الصين لا تريد المنافسة الجيوسياسية مع الدول الكبرى في القارة الإفريقية، وهي لا تستبعد آليات تعاون أخرى في القارة الإفريقية.
- هل الشراكات الصينية الجديدة مع الدول الإفريقية تعزز من نفوذها في القارة السمراء؟
الصين لا تسعى لتوسيع نفوذها في القارة الإفريقية ولا في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها لا تسعى إلى الهيمنة، إذ تقوم سياسية الصين على بناء شراكات مع الدول الإفريقية مقارنة بأمريكا والدول الغربية التي تسعى للهيمنة على الدول الأخرى.