مناظرة ترامب وهاريس.. أسابيع من الترقب لاقتناص الفرص

يخوض الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، مناظرة تاريخية مع منافسته عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في 10 سبتمبر/أيلول، قد تكون حاسمة إلى حد بعيد بالنسبة للناخبين الأمريكيين.

وتكتسب المناظرات في الانتخابات الأمريكية أهمية استثنائية، فعلى مدى التاريخ، أدى بعضها إلى خسارة مرشحين، بعد أن غير ناخبون اتجاهاتهم، بسبب الطريقة التي يظهر بها المرشح الرئاسي.

واقع جديد

ومن المؤكد أن مناظرة ترامب وهاريس لن تكون نسخة عن مناظرة ترامب وبايدن، إذ يواجه ترامب واقعًا جديدًا ومختلفًا أربك خططه على مدى 4 سنوات.

وحتى يحين موعد المناظرة، فإن كلا الطرفين سوف يحاولان اقتناص كل الفرص المتاحة لتسجيل النقاط على الآخر، وإظهار المهارة في التعامل مع الملفات الشائكة داخليًا وخارجيًا.

ويأتي موعد الإعلان عن المناظرة، فيما أظهر استطلاع رأي أجرته شركة رويترز/إبسوس، نُشر الخميس، أن هاريس تتقدم على ترامب بنسبة 42% مقابل 37%، مقارنة باستطلاع أجرته نفس الشركة في الفترة من 22 إلى 23 يوليو/تموز، والذي أظهر أنها تتقدم بنسبة 37% مقابل 34% على ترامب.

ومع محاولة اغتيال ترامب وانسحاب الرئيس جو بايدن من الترشح للانتخابات بعد أدائه الكارثي في مناظرته مع ترامب في يونيو/حزيران الماضي، اكتسب المشهد الانتخابي زخمًا إضافيًا، فيما فوجئ الجمهوريون وترامب بترشح هاريس، حيث كانوا يفضلون بايدن، ما دفعهم إلى إعادة خططهم للفوز بالسباق أمام خصم جديد.

خطط الطرفين المتنافسين تحاول توظيف عدة أوراق انتخابية للتغلب في السباق، إذ يركز الجمهوريون على أداء هاريس كنائبة للرئيس فيما يتعلق بملف الهجرة، وعلى أدائها كمدعية عامة سابقة، فضلًا عن موقفها من الإجهاض، واتهامها بأنها "يسارية متطرفة"، والتشكيك في أصولها العرقية.

وتصف هاريس ترامب بـ "المجرم المدان"، إثر 34 قضية جنائية أُدين بها، وتقدمه في خطابها كخطر على المجتمع الأمريكي والحريات والعدالة، محذرة من أن أمريكا ستكون بلدًا للخوف والفوضى والكراهية إذا ما تمكن من العودة إلى الرئاسة.

الاقتصاد كـ"ورقة انتخابية"

تحظى القضايا الاقتصادية مثل التضخم وتكاليف المعيشة بأهمية كبرى لدى الناخب الأمريكي، وهو ما يدفع كلا المرشحين إلى إقناع الناخبين بأنه الأفضل للتعامل مع مثل هذه القضايا.

وأظهر استطلاع أجرته شبكة "سي إن بي سي"، أن ترامب يحتل تقدمًا كبيرًا بين الناخبين بشأن القضايا الاقتصادية الرئيسية، لكنه متقدم على نائبة الرئيس هاريس بفارق نقطتين فقط في السباق المباشر للبيت الأبيض.

ونُفِّذ الاستطلاع الذي شمل 1001 مواطن أمريكي في جميع أنحاء البلاد في الفترة ما بين 31 يوليو/تموز، حتى 4 أغسطس/آب، قبل أن تختار هاريس "تيم والز" كمرشح لمنصب نائب الرئيس.

وبحسب الاستطلاع، يعتقد الأمريكيون بنسبة 2 إلى 1 أنهم سيكونون أفضل ماليًا في عهد ترامب، وهذا يعود إلى حد كبير إلى أن 79٪ من الجمهوريين يعتقدون أن ثرواتهم الاقتصادية ستتحسن إذا تولى ترامب الرئاسة، فيما يعتقد 48٪ فقط من الديمقراطيين أنهم سيكونون في وضع أفضل إذا فازت هاريس.

وسارع ترامب الذي تعهد بهزيمة هاريس في المناظرة مطلع الأسبوع الحالي إلى إلقاء اللوم على الرئيس بايدن ونائبته هاريس، في هبوط سوق الأسهم الأمريكية، قائلًا إن ما حدث هو فصل في كارثة اقتصادية مقبلة، في محاولة منه لتوظيف هذا الهبوط لصالحه في الملف الاقتصادي، الذي ينظر إليه مراقبون كملف أساسي للوصول إلى البيت الأبيض.

وأكد ترامب الجمعة أن رئيس الولايات المتحدة يجب أن يكون له رأي في السياسة النقدية، وهي المسؤولية التي يختص بها جهاز الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

ووفقًا لمراقبين، فإن ترامب لن يدخر جهدًا في تسجيل النقاط في الملف الاقتصادي الذي يشكل أحد رهاناته للفوز، وبالتالي سيكون حاضرًا بكل تأكيد في المناظرة المرتقبة، مستغلًا مهاراته كرجل أعمال.

وتتهم هاريس ترامب بالسعي إلى تدمير أنظمة التقاعد، ومنح الأثرياء امتيازات ضريبية، وتؤكد دفاعها عن الطبقة الوسطى، حيث تقول إن ترامب عدو لها، فيما تشير تقارير واستطلاعات إلى تفوق ترامب في هذا الملف المهم.