الجيش الإسرائيلي ينذر سكان مبان في الضاحية الجنوبية لبيروت بالإخلاء

logo
العالم

النيجر ومالي وبوركينا فاسو تشكك في "اليد الممدودة" لساحل العاج

النيجر ومالي وبوركينا فاسو تشكك في "اليد الممدودة" لساحل العاج
زعماء تحالف دول الساحلالمصدر: رويترز
09 أكتوبر 2024، 10:17 ص

تعمقت الفجوة بين دول الساحل الأفريقي وساحل العاج، المتهمة من قبل هذه الدول بخدمة مصالح فرنسا "الاستعمارية"، بعد تقلص نفوذ باريس في المنطقة.

وفي خطوة جديدة على هذا الصعيد، أثار الطلب الأخير الذي تقدمت به ساحل العاج إلى المنظمة الدولية للفرانكوفونية لفتح حوار مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر، التي علقت عضويتها بالمنظمة، تساؤلات حول النوايا الحقيقية لأبيدجان.

وبينما يتم تقديم هذه المبادرة على أنها رغبة في تعزيز المصالحة في المنطقة، يعتقد محللون أنها يمكن أن تخفي أهدافًا إستراتيجية أوسع، ولا سيما لخدمة مصالح فرنسا في الساحل الأفريقي.

"اليد الممدودة"

وصرحت وزيرة الثقافة والفرانكفونية في ساحل العاج، فرانسواز ريمارك، في قمة الفرانكفونية في باريس، بالقول إن ساحل العاج تعد موطنًا لعدد كبير من مواطني بوركينا فاسو ومالي، وموطنًا للاجئين، مؤكدة على نهج "اليد الممدودة" لبلادها، معبرة عن أملها في أن تغتنم هذه الدول الفرصة وتستجيب للحوار.

واستقبل محللون أفارقة هذه الدعوة بالكثير من الشكوك، وهو ما يذهب إليه الخبير في الدراسات السياسية، آلان كوني، الذي ذكّر بأن أبيدجان تظل حليفًا رئيسيًا لباريس في المنطقة.

تعزيز النفوذ الفرنسي

وقال كوني إنه ينظر إلى هذا النهج الدبلوماسي كوسيلة لتعزيز النفوذ الفرنسي بعد حالة القطيعة مع باريس التي تبنتها الأنظمة العسكرية الحاكمة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وظلت ساحل العاج، تحت رئاسة الحسن واتارا، تشكل ركيزة للإستراتيجية الفرنسية في غرب أفريقيا، وتعزز هذا الدور بعد أن ابتعدت عدة دول في المنطقة، مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، عن باريس بشكل كبير، وجرى طرد القوات العسكرية الفرنسية منها. 

كما تدهورت العلاقات بين ساحل العاج وبوركينا فاسو، التي كانت متقاربة في السابق.

وفي يوليو تموز الماضي، اتهم رئيس بوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري، أبيدجان علنا بإيواء "مركز عمليات" يهدف إلى زعزعة استقرار بلاده. 

وعزز هذا الاتهام بث مقطع فيديو يظهر اعتقال ضابط صف من قوات ساحل العاج قرب الحدود، ما أكدت بوركينا فاسو أنه يكشف تورط فرنسا وساحل العاج في محاولات زعزعة استقرارها.

تعمق الانقسام

ويرى المحلل كوني، أن هذه الأحداث تعكس انقسامًا متزايدًا بين البلدان الأعضاء في تحالف دول الساحل وساحل العاج، التي قال إنها تظل مرتبطة بالقوى الاستعمارية السابقة.

والسؤال المطروح حاليًا، حول ما إذا كانت هذه الدعوة للحوار من جانب ساحل العاج تعكس رغبة حقيقية في المصالحة، أم أنها مجرد مناورة لإعادة دمج البلدان في "الفلك الفرانكفوني".

وفي هذا الإطار، فإن تعزيز التعاون العسكري بين أبيدجان والقوى الأجنبية، مثل فرنسا والولايات المتحدة، من خلال بناء قواعد عسكرية جديدة في البلاد، يلقي بظلاله على هذه المبادرة.

وعبرت الصحف الموالية للسلطة في مالي عن ردود فعل مشككة في "اليد الممدودة" لساحل العاج، إذ اتهمت واتارا بتبني موقف مؤيد لأوروبا، وداعم للمصالح الإستراتيجية لباريس والغرب.

وفسرت هذه الصحف دعوة ساحل العاج للحوار مع البلدان المستبعدة من المنظمة الدولية للفرانكفونية بمحاولة حفاظ فرنسا على سيطرتها على مستعمراتها السابقة التي عززت مؤخرًا تعاونها مع شركاء آخرين مثل روسيا والصين.

ويجري ذلك وسط تحذيرات من تسبب تدخل فرنسا عبر وسطاء مثل نظام واتارا في تهديد استقرار المنطقة.

أخبار ذات علاقة

خبراء: بناء قاعدة أمريكية في ساحل العاج يهدف لمواجهة النفوذ الروسي

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC