إعلام حوثي: الطيران الأمريكي يستهدف بغارتين شمال محافظة عمران

logo
العالم

هل يواجه الناتو مصير حلف وارسو؟

هل يواجه الناتو مصير حلف وارسو؟
مقر حلف الناتو في بروكسل عاصمة بلجيكاالمصدر: رويترز
20 مارس 2025، 2:16 م

استبعد خبراء في الشؤون الدولية والأوروبية أن يواجه حلف شمال الأطلسي "الناتو" المصير ذاته الذي واجهه منافسه السابق حلف "وارسو"، ولا سيما في ظل سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .

وكانت نهاية حلف "وارسو" بعد "الحرب الباردة" بين واشنطن وحلفائها من جهة، وموسكو وأتباعها من جهة أخرى، والذي فتح سقوطه في العام 1989، الطريق السريع لانهيار الاتحاد السوفيتي.

وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "الناتو" متجذر في مؤسسات الدولة الأمريكية التي تراهن عليه أمام روسيا، التي سيظل النظر إليها باعتبارها "كتلة مواجهة" حتى لو كان هناك حدث عارض، أو أوضاع دولية تحتاج لمواءمات.

والانفصال أو حل الحلف أمر ليس مطروحًا في ظل ارتباطات ليس لها حدود مع واشنطن، وأنه حتى لو تم التخلي عن دور القائد الأعلى لقوات الحلف من جانب الولايات المتحدة، لن يكون إلا بمثابة مساومة وضغط على الأوروبيين في ظل استخدام "فزاعة" روسيا.

وأشاروا إلى أن الخلاف بين ترامب ودول أوروبا الأعضاء بالحلف هو خلاف تنظيمي، لافتين إلى رؤية الرئيس الأمريكي الذي يريد تحميل دول "القارة العجوز" نسبًا مالية لتمويل قدرات الحلف العسكرية، بدلًا من الاعتماد على التمويل الأمريكي.

أخبار ذات علاقة

ترامب لحلفائه في "الناتو": لا حماية لمن لا "يدفع"

وكانت وسائل إعلام أمريكية، أفادت بأن إدارة ترامب تدرس التخلي عن دور القائد الأعلى لقوات حلف "الناتو"، وذلك للمرة الأولى منذ تولي الرئيس الأمريكي السابق دوايت آيزنهاور المنصب في العام 1951، ليصبح أول قائد أعلى للحلف.
 
وكان حلف "وارسو" الجبهة الأخرى لمواجهة "الناتو" في الحرب الباردة ، حيث تأسس من قبل الاتحاد السوفيتي في مايو/أيار العام 1955، بعد مضي الولايات المتحدة في إنشاء حلف شمال الأطلسي بنحو 6 سنوات، ليكون انقسام أوروبا ما بين الكتلة الشرقية التي تقودها موسكو، وتحت عباءتها دول بولندا التي حمل الحلف اسم عاصمتها "وارسو"، وتشيكوسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا وألمانيا الشرقية.

وكانت ألمانيا الغربية ضمن "الناتو" مع أمريكا ودول أوروبية على رأسها فرنسا وبريطانيا بجانب بلدان أخرى خاضعة للكتلة الغربية، ليتم حل "وارسو" تدريجيًّا في يوليو/ تموز العام 1991، وتكتب النهاية مع انهيار الاتحاد السوفيتي.  

"أمريكا المارقة" 

وفي هذا السياق، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية، أحمد الياسري، أن هناك فارقًا كبيرًا بين انهيار وارسو ومحاولة فك الارتباط الأمريكي عن الناتو، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق برؤية ترامب الذي تحلل من الكثير من الارتباطات الأمريكية بالمنظمات الدولية، وليس الناتو فقط، في إطار ممارسة الضغوط.
 
وأوضح الياسري، لـ"إرم نيوز"، أن هناك دوافع فرضتها الحرب الباردة أدت إلى تراجع القوى المركزية لحلف وارسو مع مظاهر أبرزها سقوط جدار برلين العام 1989، وذلك الأمر لا ينطبق مع الناتو، في وقت يعتبر فيه الخلاف تنظيميًّا بين ترامب ودول أوروبا الأعضاء بالحلف.

ولفت إلى أن ترامب يرى أن دول أوروبا تستنفد قدرات الولايات المتحدة المالية عسكريًّا عبر الحلف، ويريد تعديل هذه القاعدة بتحميل دول أوروبا نسبة (3-5)% من الناتج المحلي لكل دولة لتمويل الحلف.
 
وأشار الياسري إلى أن التهديد بالتراجع والتخلي هو نوع من أدوات الضغط من ترامب على دول أوروبا للقيام بما هو مطلوب منهم ماديًا، لافتًا إلى أنه لم يصدر حتى هذه اللحظة على المستوى الأوروبي أو النخب الأمريكية ما يتماشى أو يدعم ترامب في ذلك، في ظل تصاعد الاعتراضات على سياسات استثماره في تحدي الأوروبيين، والعكس صحيح من جانب دول "القارة العجوز".
 
وأكد أن ترامب يريد إعادة تشكيل العالم وفق نظريته، حيث لا يؤمن بالأيديولوجية والقيم الليبرالية والعولمة، بل يحاربها، فأفكاره أقرب للإمبريالية، ويريد تصدير فكرة "أمريكا المارقة" كما يرى استراتيجيين ومفكرين أمريكيين، عبر إخضاع الأصدقاء قبل الأعداء، ويؤمن بأن العالم يحكمه الأقوياء، والقوي في هذا الحلف هو أمريكا.

أخبار ذات علاقة

"سياسة الكرسي الفارغ".. سيناريو فك الارتباط الأمريكي بالناتو يُرعب الأوروبيين

 سياسة "الضغوط القصوى"

من جانبه، يرى المختص في الشؤون الأوروبية، ناجي شمروني، أن كل ما يدور حول تفكك "الناتو" وخروج الولايات المتحدة منه، يخضع لتعامل ترامب كـ"تاجر" وسط إطلاقه تصريحات تتغير فحواها من قبل سياسة "الضغوط القصوى" للحصول على أفضل المكاسب.

وقال شمروني، لـ"إرم نيوز"، إن ترامب يراهن بشكل قوي على أن هذا الأسلوب سيجعل الولايات المتحدة تستفيد من الحلف بشكل أكبر، ويقلل من التزاماتها المالية، وفي الوقت ذاته فرض هيمنتها بشكل أعمق عليه أمام دول أوروبية، يجد بحسب قناعاته أنها تستغل واشنطن سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا.

وبين أن الطريقة التي يدار بها "الناتو" لا تقارن بالشكل الذي كان يتحكم فيه الاتحاد السوفيتي بحلف "وارسو"، وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة وحتى إدارة ترامب ذاتها تنظر إلى الضغوط التي يفرضها الرئيس الأمريكي على الأوروبيين، على أنها مباحة لإعادة ضبط دور "الناتو"، الذي يعتبر إحدى أدوات القوة والهيمنة الأمريكية ليس على العالم، ولكن على الأوروبيين الذين تتعامل واشنطن معهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قبل أكثر من 80 عامًا، على أنها وصية عليهم.

وتابع شمروني بالقول إن "الناتو" متجذر في مؤسسات الدولة الأمريكية التي تراهن عليه أمام روسيا، التي سيظل النظر إليها كـ"كتلة مواجهة" حتى لو كان هناك حدث عارض أو أوضاع دولية تحتاج لـ"مواءمات"، إنما الانفصال أو حل الحلف فليس مطروحًا في ظل ارتباطات ليس لها حدود مع واشنطن.
 
ولفت شمروني إلى أنه حتى لو تم التخلي عن دور القائد الأعلى لقوات حلف "الناتو" ، لن يكون الأمر سوى مساومة وممارسة الضغوط على الأوروبيين وفرض قواعد جديدة في ظل مخاوفهم من تهديدات ترامب، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة بالخروج من الحلف؛ ما يهدد أمن أوروبا أمام روسيا التي يستخدمها كـ"فزاعة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات