قتيل بضربة اسرائيلية على بلدة جنوب بيروت
رأت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن الولايات المتحدة وإيران تمران بمرحلة حرجة، مع تزايد المخاوف من نشوب صراع عسكري، في ظل استمرار تعثر المحادثات النووية.
وتصاعدت التوترات في ظل حملة "الضغط الأقصى" التي شنها الرئيس دونالد ترامب، بهدف ردع طهران عن تطوير برنامجها النووي، إذ لطالما اعتبرت الولايات المتحدة طموحات إيران النووية تهديدًا أمنيًا.
ورفضت إيران المحادثات المباشرة تحت الضغط، وتعهدت بالدفاع عن نفسها إذا وصلت التوترات مع الولايات المتحدة إلى نقطة تحول.
حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، هذا الأسبوع من أن بلاده "سترد بسرعة على أي هجوم" بعد أن هدد ترامب بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
ووصف عراقجي التهديدات الأمريكية بأنها "غير مقبولة"، قائلاً إنها "ستزيد من تعقيد الوضع".
وفي مارس/ آذار، أرسل ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يقترح فيها بدء مفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وبينما منحت الولايات المتحدة إيران فرصة للتفاوض، عززت أيضًا وجودها العسكري بشكل كبير في الخليج العربي والمحيط الهندي.
وتم نشر قاذفات الشبح "بي-2"، مصحوبة بطائرات شحن وناقلات وقود، في قاعدة "دييغو غارسيا" الجوية والبحرية البريطانية الأمريكية المشتركة في المحيط الهندي.
وتتجه مجموعة حاملة طائرات هجومية بقيادة حاملة الطائرات الأمريكية "كارل فينسون" نحو منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية، ومن المتوقع وصولها مطلع الأسبوع المقبل.
وستعمل المجموعة البحرية الأمريكية جنبًا إلى جنب مع حاملة الطائرات الأمريكية "هاري إس ترومان"، التي تشارك سفنها الحربية بنشاط في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران من مواقع في البحر الأحمر.
وأعلنت إيران، الجمعة، استعدادها للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم، حيث صرّح الرئيس مسعود بزشكيان بأن القوات المسلحة في أعلى مستويات جاهزيتها.
وأشار مستشار كبير لخامنئي إلى أن إيران قد لا يكون أمامها خيار سوى السعي لامتلاك أسلحة نووية في حال تعرضها لهجوم.
وقد اتخذت الدولتان مواقف متشددة، وفقًا للمجلة، حيث أجرت الولايات المتحدة تحليقات جوية لقاذفات بي-52 قرب إيران، وأجرت تدريبات مشتركة مع إسرائيل.
وفي الجانب الآخر، نشرت إيران أنظمة دفاع جوي متطورة حول مضيق هرمز، وكثّفت أنشطتها العسكرية الإقليمية، بما في ذلك استعراض "مدنها الصاروخية" في تحذير واضح للولايات المتحدة وحلفائها.
وأعادت واشنطن فرض عقوبات شاملة تستهدف صادرات النفط الإيرانية، والقطاع المصرفي، والصناعات الدفاعية، في محاولة لشل الاقتصاد والضغط على طهران للامتثال.
وانخفض سعر الريال الإيراني بشكل حاد، وتجاوز معدل التضخم 40% وسط تزايد عدم الاستقرار الاقتصادي.
وأدت العقوبات الأمريكية الجديدة التي استهدفت صادرات النفط السرية إلى تفاقم الأزمة، مع انخفاض عائدات النفط وتوجه الإيرانيين إلى الذهب والعملات الأجنبية لحماية مدخراتهم.
ورغم أن العقوبات تسببت في تباطؤ اقتصادي حاد، إلا أنها فشلت حتى الآن في إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات.
وزادت طهران من أنشطتها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ، وتُقدّر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تخصيب إيران الأخير يقترب من درجة صنع القنبلة.
ودقت الدول الأوروبية ناقوس الخطر إزاء التوسع النووي السريع لإيران وانحرافها عن التزاماتها في الاتفاق النووي، وبحلول عام 2020، توقفت إيران عن الالتزام بالقيود الرئيسة على تخصيب اليورانيوم، ردًا على اغتيال الولايات المتحدة لقائدها الأعلى قاسم سليماني.
وتؤكد إيران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، لكن التطوير المحتمل للأسلحة النووية لا يزال مصدر قلق كبير للغرب، وهو الدافع الرئيس للرغبة في إجراء محادثات.
ووفقًا للمجلة، يُعدّ دعم إيران لمختلف الوكلاء في الشرق الأوسط - حركة حماس، وميليشيا حزب الله، والميليشيات في العراق وسوريا - نقطة خلاف مستمرة.
ووجّهت الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين رسالةً إلى الخصوم المحتملين حول أهمية الأمن الاقتصادي البحري في المنطقة.
إلا أن ذلك جاء على حساب سقوط العديد من طائرات MQ-9 المسيرة، والتي أُسقطت جميعها بأسلحة أرخص استخدمها الحوثيون.
وتحافظ الولايات المتحدة على شراكات أمنية راسخة مع إسرائيل ودول أخرى لمواجهة النفوذ الإيراني.
وتستغل الولايات المتحدة أيضًا حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتحالفات الدولية الأوسع للضغط على إيران، لكن طهران نفسها تتجه بشكل متزايد إلى روسيا والصين للحصول على دعم سياسي رفيع المستوى، بالإضافة إلى بدائل اقتصادية وعسكرية في ظل العقوبات الغربية.
وعلى الرغم من رفض إيران اقتراح ترامب بإجراء محادثات، إلا أن الرئيس الأمريكي كرر رغبته في إجراء مفاوضات مباشرة لمعالجة المخاوف النووية.
وتشير طهران إلى أن إجراء محادثات من خلال طرف ثالث قد يكون ممكنا، لكن الاختلاف مع الولايات المتحدة يسلط الضوء على صعوبة التحدي، رغم أن الجانبين يواصلان الإشارة إلى استعدادهما للسعي إلى حلول دبلوماسية بدلاً من الصراع العسكري.