مصادر طبية بغزة: ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 230 قتيلا إثر غارات إسرائيلية

logo
العالم

"تقارب" ترامب وبوتين.. هل يعيد تشكيل النظام الأمني في أوروبا؟

"تقارب" ترامب وبوتين.. هل يعيد تشكيل النظام الأمني في أوروبا؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
13 فبراير 2025، 6:41 م

اعتبر خبراء فرنسيون أن "التقارب" بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد يؤدي إلى "إعادة تشكيل النظام الأمني في أوروبا".

يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف الأوروبية من أن تقارب واشنطن مع موسكو قد يؤدي إلى تهميش دور القارة العجوز في أي تسوية محتملة للحرب.

أخبار ذات علاقة

"أراضٍ أوكرانية قد تصبح روسية".. ماذا تُخفي تصريحات ترامب؟

وشددوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن على أوروبا أن تتخذ موقفًا أكثر اتحادًا في ظل تصريحات ترامب بشأن مكالمته مع بوتين بشأن أوكرانيا، لافتين إلى أن أوروبا قد تتعمد تعقيد أي اتفاق محتمل بين موسكو وواشنطن، حفاظًا على مصالحها وضمانًا لعدم تهميش دورها في حل الأزمة.

تهميش الدور الأوروبي

وقال فرانسوا هيزبورج المستشار الخاص في "مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية" إن التحركات الأمريكية الأخيرة قد تؤدي إلى تهميش الدور الأوروبي في القضايا الأمنية، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا.

وأكد لـ"إرم نيوز" ضرورة أن تتخذ أوروبا موقفًا موحدًا لتعزيز استقلاليتها الاستراتيجية، محذرًا من أن أي اتفاق بين واشنطن وموسكو قد لا يأخذ بعين الاعتبار المصالح الأوروبية.

وأشار المستشار هيزبورج إلى أنه يتعين على الدول الأوروبية تعزيز تعاونها وتوحيد مواقفها لضمان حماية مصالحها في ظل التحولات الجيوسياسية الحالية.

ولفت إلى أنه بينما يشدد ترامب على ضرورة أن تتحمل أوروبا مسؤولية أكبر في الدفاع عن نفسها تجد العواصم الأوروبية نفسها أمام اختبار صعب لتوحيد مواقفها وتحديد استراتيجيتها تجاه الأزمة الأوكرانية.

وتتوافق آراء المحللين مع تحذيرات سابقة من قادة أوروبيين، مثل رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، الذي أكد أن أوروبا قد "تُسحق" إذا لم تتخذ موقفًا حازمًا في مواجهة سياسات ترامب.

وبعد أن أجرى الرئيس ترامب مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي بوتين لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، أجرى مكالمة مماثلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتحدث ترامب خلال مكالمة زيلينسكي عن احتمالية أن أوكرانيا قد لا تتمكن من استعادة كامل أراضيها التي فقدتها منذ عام 2014، وأن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" ليس جزءًا من الحل المقترح.

وأكد أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي قوة حفظ سلام تابعة للناتو في أوكرانيا، وأن القوات الأوروبية التابعة للناتو لن تكون مشمولة بحماية المادة الخامسة من ميثاق الحلف في حال تعرضها لهجوم.

النظام الأمني الأوروبي

بدوره، قال توماس جومارت مدير "المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية"، إن التقارب بين ترامب وبوتين قد يؤدي إلى إعادة تشكيل النظام الأمني في أوروبا دون مشاركة فعلية من الدول الأوروبية.

وأشار لـ"إرم نيوز" أن ذلك الوضع قد يفرض على أوروبا تعزيز قدراتها الدفاعية والبحث عن شراكات جديدة لضمان أمنها، معتبرًا أن ذلك التحول في السياسة الأمريكية يمثل تحديًا كبيرًا لكييف.

وبيّن جومارت أن ذلك يتعارض مع تطلعات كييف في استعادة كامل أراضيها والانضمام إلى "ناتو، كما دعت كييف الدول الأوروبية الكبرى إلى المشاركة في هذه المفاوضات، محذرة من تقديم تنازلات إقليمية لروسيا.

أخبار ذات علاقة

500 مليار دولار.. هل يُنهي "عرض" زيلينسكي لترامب الحرب؟

وأضاف جومارت أن مصير أوكرانيا وأمن أوروبا يشهد تطورًا متسارعًا مفاجئًا، فقد اتفق ترامب وبوتين هاتفيًا على بدء محادثات سلام. وفي بروكسل حذر وزير الدفاع الأمريكي الأوروبيين عندما قال: "عليكم تحمل الجزء الأكبر من دعم كييف والدفاع عن القارة العجوز".

وأوضح جومارت أن الأوروبيين كانوا يخشون اضطرارهم إلى قراءة المستقبل في بقايا الفنجان، في إشارة إلى المجهول، بعد تولي الرئيس ترامب، الذي وعد بنهاية الحرب في غضون أشهر من توليه الحكم.

وذكر أن هذه التطورات تأتي في إطار جهود ترامب للوفاء بوعوده الانتخابية بإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقارب 3 سنوات في أوكرانيا، لافتًا إلي أنه على ما يبدو أن واشنطن تسعى للتخفيف من التزاماتها في أوكرانيا، محيلةً بعض الأعباء إلى الشركاء الأوروبيين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC