المعارضة الإسرائيلية تهدد بإضراب عام إذا تحدى نتانياهو المحكمة العليا حول إقالة رئيس الشاباك
في خطوة أثارت الكثير من التكهنات حول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده لاستئناف الحوار مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، رغم تجاهل الأخير لهذه المبادرات.
وقالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن تصريحات ترامب التي أدلى بها في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، والتي وصف فيها علاقته بكيم بأنها كانت "ودية ومبنية على التفاهم المتبادل"، لاقت صمتًا لافتًا من بيونغ يانغ، التي أظهرت ترددًا في استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الفاشلة.
وفي هذا السياق، يبرز التساؤل: هل يستطيع ترامب إعادة إحياء "البروفا" مع كيم وسط مشهد دولي متغير؟
وأكدت الصحيفة أنه منذ قمة سنغافورة عام 2018، حيث التقى الزعيمان في حدث تاريخي بهدف كسر الجليد بين البلدين، كانت العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة تتأرجح بين الأمل والإحباط.
ومع أن ترامب قد أشار مرارًا إلى رغبته في استئناف هذه العلاقات، إلا أن كيم ظل على موقفه الثابت الذي يتسم بالبرود تجاه هذه الدعوات، مشيرًا إلى أن تجربة المفاوضات السابقة أثبتت وجود "عداء مستحيل للتغيير" من قبل واشنطن.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أشار كيم في تصريحات صحفية، إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تفرض عقوبات قاسية، متعهدًا بأن الاستراتيجية المقبلة ستكون "الأشد" في مواجهة أمريكا.
وفي خطوة رمزية لافتة، أطلق النظام الكوري الشمالي صاروخًا فرط صوتي في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، وهو بمثابة رسالة واضحة لواشنطن، تأتي في وقت حساس مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى سيول.
ومع تصاعد التوترات، يبدو أن كيم قد وجد في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حليفًا جديدًا، وأضحى "أقرب الرفاق" لكوريا الشمالية، وفق الصحيفة.
وقالت "لوفيغارو" إن هذا التحالف الجديد يعكس التوجه الاستراتيجي لكيم في ظل الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث أرسلت كوريا الشمالية دعمًا عسكريًا إلى موسكو، بما في ذلك إرسال آلاف الجنود والذخيرة، موضحة أن هذا التقارب مع روسيا يضع كوريا الشمالية في مكانة أفضل على الساحة الدولية، بعيدًا عن التأثيرات الصينية، مع ضمان حماية دبلوماسية على مستوى مجلس الأمن الدولي.
وفي عام 2019، رفض ترامب عرضًا من كيم لتجميد الأنشطة النووية في موقع يونغبيون مقابل رفع بعض العقوبات.
وبحسب الصحيفة، كان هذا الرفض سببًا في عدم التوصل إلى اتفاق في القمة التي عقدت في هانوي، مما جعل كيم يعود إلى بلاده دون تحقيق أي من مطالبه، مشيرة إلى أنه منذ ذلك الحين، عمد النظام إلى تعزيز برنامجه النووي وتطوير قدرات كوريا الشمالية العسكرية، مع السعي للحصول على حلفاء جدد في الساحة الدولية.
بدورهم، يرى الخبراء أن موقف كيم الصارم ليس إلا تكتيكًا هدفه الضغط على واشنطن للحصول على تنازلات أكبر.
ويشير الباحث في جامعة إيوها في سيول، بايك وويال، إلى أن كوريا الشمالية لا تمانع في استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، لكن بشرط أن تُرفع العقوبات ويتم تطبيع العلاقات بشكل رسمي.
وهذا المطلب يشكل تحديًا للإدارات الأمريكية السابقة التي كانت ترفض تقديم مثل هذه التنازلات.
وأكدت الصحيفة أنه في حال قرر ترامب العودة إلى طاولة المفاوضات، فقد يعزز موقفه في الساحة الدولية، لا سيما في مواجهة الصين، التي تتزايد قوتها في منطقة شمال شرق آسيا.
وبينت الصحيفة أن أي اتفاق محتمل قد يثير قلق الحلفاء الإقليميين، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، الذين يخشون من أن تتجاوز الولايات المتحدة مصالحهم في أي صفقة قد تُعقد مع كوريا الشمالية.
وفي ظل التطورات الحالية، يحذر المحللون من أن أهداف كيم قد تغيرت بشكل جذري.
وختمت الصحيفة بالقول إن كيم اليوم أصبح يملك قدرات نووية متقدمة وتحالفات استراتيجية أقوى، مما يجعله في موقف أقوى للمطالبة بشروط أفضل في أي مفاوضات قادمة، وبالتالي، فإن أي محادثات جديدة ستكون مشروطة بتغير في موازين القوة الدبلوماسية.