كوريا الجنوبية تعلن مقتل 18 شخصا في أسوأ حرائق للغابات تشهدها البلاد

logo
العالم

خلافات عابرة للأطلسي.. احتدام المواجهة الأوروبية الأمريكية بشأن أوكرانيا

خلافات عابرة للأطلسي.. احتدام المواجهة الأوروبية الأمريكية بشأن أوكرانيا
زيلينسكي مع رئيسي المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبيةالمصدر: رويترز
20 مارس 2025، 5:26 م

في ظل تردد الولايات المتحدة في تقديم دعم إضافي لأوكرانيا، تسعى الدول الأوروبية إلى تكثيف جهودها لتعزيز المساعدات العسكرية لكييف.

أخبار ذات علاقة

ماذا بعد مكالمة بوتين وترامب بشأن أوكرانيا؟ (فيديو إرم)

 في ختام قمة بروكسل الأخيرة، أكد قادة الاتحاد الأوروبي التزامهم المستمر بدعم أوكرانيا عسكريًا، داعين إلى زيادة وتسريع إمدادات منظومات الدفاع الجوي والذخيرة.

وفي المقابل، انتقد رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، حلفاء أوكرانيا الأوروبيين بسبب "ترددهم" في دعم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام مع روسيا.

وطالبت دول الاتحاد الأوروبي بالحصول على مقعد في المفاوضات الجارية بشأن الأزمة الأوكرانية، والتي بدأت دون حضورها أو حضور كييف.

وأكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وأنتونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، أهمية دور الاتحاد في تحقيق الاستقرار والدفاع عن أوكرانيا، مشددين على ضرورة تحقيق سلام عادل ودائم.

من جهته، ندد الكرملين بما أسماه "خطط العسكرة الأوروبية" التي تستهدف موسكو.

تعاون بريطاني أوروبي

في سياق متصل، أدت الحرب في أوكرانيا وتراجع التزام الإدارة الأمريكية إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وسعى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، منذ توليه المنصب، إلى التقارب مع الاتحاد الأوروبي في مسائل الأمن والدفاع.

وفي هذا الإطار، التقت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية، كايا كالاس، بمسؤولين بريطانيين في لندن لتنسيق الدعم الثابت لأوكرانيا وتعزيز القدرات الدفاعية لكلا الجانبين.

توترات

ومع استمرار التوترات والاختلافات في المواقف بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية بشأن الدعم المقدم لأوكرانيا، يثار التساؤل حول مستقبل العلاقات عبر الأطلسي.

في حين تسعى أوروبا إلى تعزيز استقلاليتها الدفاعية وتكثيف دعمها لأوكرانيا، قد يؤدي التردد الأمريكي إلى توسيع الفجوة بين ضفتي الأطلسي؛ ما يضع كييف في موقف حرج يتطلب توازنًا دقيقًا بين الحلفاء.

تحرك أوروبي

حول ذلك، أكد إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، أن الموقف الأوروبي تجاه الأزمة الأوكرانية أصبح أكثر حسمًا، حيث لم تعد أوروبا تقبل الهيمنة الأمريكية المطلقة على الملف.

وأوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الاتحاد الأوروبي يدرك جيدًا أن استبعاده من أي تفاهمات بين واشنطن وموسكو سيؤدي إلى خسائر فادحة على المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية؛ ما دفعه للتحرك برسالة واضحة مفادها أن أوروبا قادرة على اتخاذ قراراتها المستقلة ودعم أوكرانيا في مواجهة التمدد الروسي.

وأضاف كابان أن التحركات الأوروبية تعكس تكاتفًا بين دول الاتحاد، حيث تسعى أوروبا إلى تصدير صورة جديدة تفيد بأنها لم تعد مجرد تابع للولايات المتحدة في القضايا الاستراتيجية.

وأشار إلى أن أوروبا تعمل على تعزيز موقعها كلاعب دولي مؤثر لا يمكن تهميشه، خصوصًا في القضايا التي تمس أمنها القومي، كما هو الحال مع الأزمة الأوكرانية.

بدائل استراتيجية 

وأوضح كابان أن الدعم الأوروبي يشكل ركيزة أساسية لتعزيز موقف الجيش الأوكراني والرئيس فولوديمير زيلينسكي، لا سيما في ظل التهديدات الأمريكية بوقف المساعدات العسكرية.

وأكد أن أوروبا باتت توفر بدائل استراتيجية من خلال تقديم الإمكانيات العسكرية واللوجستية لمنع أي تقدم روسي جديد على الأرض؛ ما يمنح أوكرانيا فرصة أكبر للصمود.

وأشار كابان إلى أن المرحلة الحالية تعد تمهيدًا لمفاوضات قادمة، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز موقفه على الأرض قبل الدخول في أي تسوية سياسية.

ولفت إلى أن أوكرانيا تحاول تعزيز موقعها العسكري حتى لا تدخل المفاوضات من موقف ضعف أمام روسيا، بل كطرف قادر على فرض شروطه في أي حوار مستقبلي بين واشنطن وموسكو.

شكوك أوروبية

ومن جانبه، أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، أن الشكوك الأوروبية تجاه الولايات المتحدة تتزايد، حيث بات واضحًا أن واشنطن لم تعد الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه، مستشهدًا بمقولة شائعة: "الصداقة مع الولايات المتحدة مميتة، وعداوتها خطيرة".

وأوضح ملحم أن حلف الناتو، منذ تأسيسه، كان أداة تخدم مصالح تجار وصناع السلاح الأمريكيين، فيما تم توظيف أوروبا كجبهة أيديولوجية ضد الاتحاد السوفيتي، وجرى إقناع الأوروبيين لفترة طويلة بأن المد الشيوعي سيصل إلى سواحلهم الشرقية؛ ما عزز التبعية الأمنية لواشنطن.

وأشار، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن استقلال أوروبا عسكريًا عن الولايات المتحدة يظل أمرًا بالغ التعقيد؛ نظرًا لحاجة المؤسسات العسكرية الأوروبية إلى إعادة تأهيل، ومع ذلك، تمتلك بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا، قوة اقتصادية وتكنولوجيا متقدمة قد تمكنها من بناء سيادتها الدفاعية بعيدًا عن النفوذ الأمريكي.

وأضاف أن الحديث عن الاستقلال الدفاعي الأوروبي ليس جديدًا، إذ برز بقوة منذ العام 2014، حين بدأت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في مناقشة تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في حماية أمن القارة.

تقارب أمريكي-روسي

وقال ملحم إن التقارب الأمريكي الأخير مع روسيا عزز المخاوف الأوروبية من أن واشنطن تستخدمهم كأداة لتحقيق مصالحها؛ ما أدى إلى تصاعد الأصوات التي تطالب بفك الارتباط مع الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن واشنطن نشرت قواعد عسكرية في بولندا وألمانيا، موجهة ضد روسيا، لكن الأزمة الأوكرانية كشفت عن شرخ متزايد بين ضفتي الأطلسي، وهو شرخ مرشح للاتساع مع مرور الوقت.

وتساءل ملحم عن احتمالية حدوث قطيعة داخل حلف الناتو، مشيرًا إلى أن الإجابة تظل رهينة المستقبل، لكن أوروبا أدركت أنها لم تكن سوى ورقة في يد الولايات المتحدة، التي تسعى فقط للحفاظ على مصالحها الخاصة.

سيناريوهات المواجهة

وذكر ملحم أن واشنطن استخدمت بولندا ودول البلطيق كأدوات لمواجهة روسيا، في محاولة لحل مشكلاتها الجيوسياسية في شرق أوروبا.

وأشار إلى مخاوف أوروبية مشروعة من التوسع الروسي نحو الغرب، حيث قد تكون بولندا ودول البلطيق من المناطق المرشحة للضم مستقبلًا.

أخبار ذات علاقة

الاتحاد الأوروبي يوافق على دفع 3.5 مليار يورو إلى كييف

 وأكد أن أي مواجهة مباشرة بين روسيا وأوروبا لن تدفع الولايات المتحدة للتدخل العسكري، بل ستترك الطرفين يستنزفان بعضهما، قبل أن تتدخل لتحقيق مكاسبها الخاصة.

مستقبل العلاقة

ورغم تزايد الأصوات المنادية بالاستقلال الأوروبي عن واشنطن، أشار ملحم إلى أن العديد من الجامعات والمراكز البحثية الأوروبية تعمل لصالح البنتاغون؛ ما يجعل القطيعة الكاملة أمرًا غير وارد في الوقت الحالي.

ولفت إلى أن المؤسسات البحثية والعلمية الأوروبية قد تتجه تدريجيًا لدعم صناعاتها العسكرية، لكن هذه العملية لن تحدث بين ليلة وضحاها.

وتوقع ملحم أن أي مواجهة محتملة بين روسيا وأوروبا ستكون في المدى المتوسط، وليس في المستقبل القريب. وخلال هذه الفترة، ستسعى أوروبا إلى إعادة بناء مؤسساتها الدفاعية، بينما ستواصل روسيا تطوير صناعاتها العسكرية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات