75 عاما على تأسيس "الناتو".. التاريخ يعيد نفسه

يجد حلف شمال الأطلسي الذي يحتفل بالذكرى الـ 75 لتأسيسه في قمة "الناتو" التي تستضيفها واشنطن بين (9- 11) يوليو/تموز الجاري، أن التاريخ يعيد نفسه.

فقبل 75عامًا وبالتحديد في 4 أبريل/نيسان 1949، تأسس الحلف لمواجهة خطر الاتحاد السوفيتي الذي انهار العام 1991، لكن وريثته روسيا، باتت تشكل الخطر القادم على "الناتو" وعلى أوروبا ككل، ما دفعه إلى تعديل خططه وإنفاقه الدفاعي، وهو ما ستناقشه القمة.

ومنذ إعلان انتهاء الحرب الباردة بانهيار المعسكر الشرقي، كان حلف شمال الأطلسي يعتقد أنه لم تعد هنالك حاجة لرسم خطط دفاع جديدة واسعة النطاق، إلا أن الحرب الروسية على أوكرانيا التي اندلعت في فبراير/شباط 2022، خلطت أوراق الحلف، حيث أصبحت اليوم مواجهة موسكو مباشرة أمرًا محتملًا جدًا.

يبلغ عدد الدول الأعضاء في الحلف 32، منهم 12 دولة مؤسسة هي أمريكا، فرنسا، إيطاليا، بريطانيا، الدنمارك، بلجيكا، النرويج، هولندا، البرتغال، لوكسمبورغ، آيسلندا وكندا، فيما انضم الآخرون على مدار السنوات الـ 75 الماضية، آخرهما السويد وفنلندا.

 ومن الدول المشاركة في الحلف: ألمانيا، تركيا، اليونان، إسبانيا، التشيك، المجر، بولندا، بلغاريا، إستونيا، لاتيفيا، ليتوانيا، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، ألبانيا، كرواتيا، الجبل الأسود، مقدونيا.

أهداف الحلف

تأسس الحلف لمواجهة خطر الاتحاد السوفييتي، وهو منظمة سياسية وعسكرية.

ويعتبر المشاركون فيه أن أي هجوم مسلح على أي من الدول الأعضاء يعتبر هجومًا على كافة دول الحلف، وفق المادة الخامسة من ميثاق التأسيس.

انسحاب فرنسا

أدى انسحاب فرنسا إحدى الدول المؤسسة من الحلف إلى أزمة هزت وحدته، وكان الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول يحتج على دور الولايات المتحدة في التكتل.

وعادت فرنسا إلى الحلف العام 2009.

مقر الحلف

انتقل مقر الحلف من لندن إلى بروكسل بعد انسحاب فرنسا من "الناتو" العام 1966، وانتقل إلى مقر جديد له في العاصمة البلجيكية مؤلف من أربعة مبانٍ ترمز إلى أصابع متشابكة ومتّحدة، منذ العام 2017، حيث يعمل داخله 4 آلاف موظف وفق "فرانس برس".

جيش الحلف

لا يملك حلف شمال الأطلسي جيشًا خاصًا به، لكنه يملك أسطولًا من طائرات "أواكس" الاستطلاعية (أنظمة الإنذار المبكر والتحكّم) وبعض الطائرات المسيّرة، بحسب المصدر ذاته.

وبين أن "الناتو" يعتمد على جيوش دوله الأعضاء باستثناء أيسلندا التي ليس لديها قوات مسلّحة.

وينظّم الناتو بشكل منتظم مناورات عسكرية يتم فيها تعبئة كميات من الأسلحة المختلفة.

تمويل الحلف

اتفق وزراء دفاع الناتو في 2006 على أن تشارك الدول الأعضاء بنحو 2% من ناتجها الإجمالي في تمويل الحلف، لكن بعض المشاركين لم يحققوا هذا المطلب وهو غير إلزامي.

ومجموع الناتج الإجمالي للدول الأعضاء يساوي حصة الولايات المتحدة ما يجعلها أكثر دولة ممولة للحلف، تليها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا.

 التدخلات العسكرية وغير العسكرية للحلف

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة، شارك الحلف في العديد من التدخلات العسكرية وغير العسكرية حول العالم.

إذ فرض منطقة حظر طيران جوي فوق البوسنة والهرسك العام 1992، بعد الحرب التي اندلعت نتيجة تفكك يوغسلافيا.

أسقط الحلف في العام 1994، أربع طائرات صربية وبوسنية انتهكت منطقة حظر الطيران.

تدخل الحلف بشكل مباشر في كوسوفو العام 1999، في عملية عسكرية جوية استمرت 78 يوما، في محاولة لوقف حملة سلوبودان ميلوسيفيتش التي يقودها الصرب ضد الانفصاليين في كوسوفو.

بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، احتج الحلف بالمادة الخامسة من ميثاق تأسيسه، واعتبر تلك الهجمات بمثابة هجوم على جميع الدول الأعضاء.

بعدها بشهر أطلق الحلف عملية بحرية في البحر الأبيض المتوسط تهدف إلى منع حركة المتشددين أو أسلحة الدمار الشامل، كما تم كذلك تعزيز أمن النقل البحري بشكل عام.

في 2003، وافق حلف شمال الأطلسي على تولي قيادة القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف ISAF)، في أفغانستان والتي كلفت في البداية بتأمين كابول قبل أن يتوسع مكان عملها.

بعد غزو أمريكا للعراق العام 2003، تولى "الناتو" تدريب قوات الأمن العراقية.

شارك الحلف في حملة مكافحة القرصنة في خليج عدن العام 2009، إذ نشر سفنا حربية لحماية الحركة البحرية في خليج عدن والمحيط الهندي من القراصنة الصوماليين.

تدخل الحلف في ليبيا بعد أحداث 2011، والتي خرجت للإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي، وفرض منطقة حظر طيران فوق البلاد.

وفي الحرب الروسية على أوكرانيا شارك حلف شمال الأطلسي بشكل غير مباشر فيها عبر تزويد كييف بالأسلحة والمعدات والمعلومات والتدريب.

لكن المطالبات بتدخله بشكل مباشر أو فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، تثير المخاوف والقلق لدى موسكو والعواصم الغربية وخلافات بين الدول الأعضاء بأن تتحول الأحداث إلى مواجهة شاملة قد تشعل الحرب العالمية الثالثة.