رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن خمس خطوات قد تجعل أوروبا أكثر أمنا، بعد أن فقدت السيطرة وأضحت تبحث في اجتماعات مسؤوليها عن بصيص أمل من مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة: "بينما أوروبا لا تستطيع الانتظار للرد على تقلبات مزاج الرئيس ترامب، يجب أن تظهر أن لديها الإرادة والمال لاستعادة السيطرة".
وأضافت: "ظهر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وحتى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في اجتماعاتهم الأخيرة مع ترامب في البيت الأبيض وكأنهم يزحفون في حقل ألغام".
وتابعت الصحيفة: "يجب على الاتحاد الأوروبي أن ينهض بمسؤولياته وينفذ خمس خطوات مهمة قد تكون الخيار الأمثل لتحقيق أمنه دون الاعتماد على الاجتماعات التي تُعقد في البيت الأبيض".
وأوضحت: "أولاً؛ يتعين على أوروبا أن تظهر جبهة موحدة؛ ومن الممكن أن يكون لبريطانيا قنواتها الجانبية الخاصة بها".
وأشارت إلى أن "هناك بعض الفوائد المترتبة على تجنب الحرب التجارية المقبلة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكن العلاقة الأكثر خصوصية يجب أن تكون بين دول أوروبا المتجاورة".
ثانياً، وفق "الغارديان"، فإنه إذا "أرادت أوروبا أن تؤخذ على محمل الجد، فعليها أن توفر المال اللازم. فعلى سبيل المثال، هناك ما قيمته 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة الموجودة في يوروكلير في بروكسل، يُمكن استخدامها فعليًا، بشرط توحيد القرار الأوروبي، للتفاوض مع أمريكا وغيرها من مقدمي الأسلحة حول صفقات حقيقية، بدلاً من الاستمرار في ترديد الخطابات".
ثالثاً: "يجب على أوروبا أن تدرك أن "الضمانات الأمنية" الحقيقية الوحيدة تكمن في وجود قوات مسلحة، ترتكز على صناعة دفاع أوروبية حقيقية، قادرة على الدفاع عن القارة العجوز".
رابعاً: "تعطيل سلاسل الإمداد العسكرية الروسية، الذي يمكن تنفيذه بأدوات أخرى غير العقوبات، مثل التعطيل الرقمي، والتخريب، وسلسلة كاملة من حيل الخدمة السرية".
خامساً: "التعرف على كيفية خوض الحروب الهجينة والمعلوماتية؛ خصوصًا أن التقارب الأمريكي الروسي الجديد يُشير إلى أن حملات روسيا التي لا هوادة فيها من التضليل السري والدعاية العلنية والهجمات السيبرانية والفساد والتجسس، التي كانت تستخدمها في أمريكا، سيتم الآن إعادة توظيفها لمهاجمة أوروبا، خاصة المملكة المتحدة"، على حد وصف التقرير.
وتابعت الصحيفة أنه في الوقت الذي يتم فيه التحدث الآن في بروكسل عن إنشاء "درع للديمقراطية"، ستحتاج أوروبا والمملكة المتحدة إلى سيف أيضًا.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول" في الوقت الذي ستظهر لدى الدول الأوروبية الإرادة والمال لاتخاذ الخطوات التي تحفظ أمن القارة، يمكنها عندئذ التفاوض بشكل مختلف؛ ومن ثم يمكنها أن تتحدث مع الولايات المتحدة عن "المصالح المشتركة" كأنداد، وليس كمتوسلين" وفق تعبيرها.