الإذاعة الإسرائيلية: الجيش هاجم 20 موقعا في غزة
لم تترك دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني PKK، أثرها الفعلي على الأرض بعد، فقد طالب زعيم حزب الحركة القومية التركية، دولت باخجلي، في بيان نشره على منصة "إكس"، حزب العمال، بالامتثال لـ"النداء التاريخي" الذي وجهه زعيمه عبد الله أوجلان، من سجنه في جزيرة إمرالي.
وطالب باخجلي في بيان الحركة القومية التركية على منصة "إكس"، والذي حمل عنوان "تركيا بلا إرهاب"، بضرورة اغتنام الفرصة والتعامل مع المستجدات بحكمة، معتبراً أن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، يمكن أن يصبح "حزباً يمثّل تركيا بأسرها" في حال الامتثال لدعوة أوجلان.
وانتقد باخجلي وحدات حماية الشعب (YPG)، التي قالت إنها "مستثناة أو غير معنية" بنداء أوجلان، مؤكداً أن المزاعم التي تصدر من قبل بعض "الأصوات النشاز، تتعارض مع طبيعة التنظيم وأسس قيادته المؤسساتية".
وكان زعيم حزب العمال الكردستاني PKK، قد وجه دعوة في 27 فبراير الماضي، طلب فيها من حزبه التخلّي عن السلاح وحلّ نفسه، مؤكداً تحمّله "المسؤولية التاريخية" تجاه ذلك.
لكن القوى الكردية، لم تُجمع على موقف إيجابي موحد من تلك الدعوة، فقد صرح مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، خلال مؤتمر عبر الفيديو مع صحفيين في واشنطن، قائلاً إن "دعوة أوجلان لم تكن لنا، بل كانت لمقاتلي حزب العمال الكردستاني".
ورغم أن اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، أعلنت في 1 مارس الحالي، وقفاً لإطلاق النار استجابةً لدعوة أوجلان، لكنها اعتبرت أن "وضع السلاح لا يمكن أن يتم إلا بالقيادة المباشرة من عبد الله أوجلان".
ويبدو أن نداء أوجلان إلى حزبه بحل نفسه وإلقاء السلاح، كان استجابة لحالة ظرفية، كما يرى المحلل السياسي مازن بلال، وهدف منها أوجلان، الاستفادة من حالة الانفراج بين موسكو وواشنطن.
وأضاف بلال لـ"إرم نيوز": "حاولت تركيا الاستفادة من دعوة أوجلان، للعب دور أوسع إقليمياً ودولياً، لكن الموقف الأوروبي عقّد الأمور، فالعديد من الدول الأوروبية، تدعم المواقف الكردية في مواجهة حكومة أنقرة".
ويربط بلال، عدم إلقاء حزب العمال الكردستاني للسلاح، بالأحداث والانتهاكات الجارية في منطقة الساحل السوري، قائلًا إن "إلقاء السلاح بالنسبة للأكراد في سوريا، أو في جبال قنديل، أصبح بمثابة انتحار، بعد ما رأوه من انتهاكات ضد المدنيين في الساحل السوري، ولا شك أن نداء أوجلان، قد طُوي، على الأقل في المرحلة الحالية" وفق تعبيره.
وأشار المحلل السياسي عصام عزوز إلى تشكيك بعض الأكراد بصحة نداء أوجلان، ممن يفترضون تعرضه للضغط لإصداره، كما يتساءل الكثير منهم، عن سبب عدم ظهور زعيمهم شخصياً أو عبر الفيديو، عند توجيه هذا النداء؟.
وأوضح عزوز لـ"إرم نيوز"، أن "تنفيذ نداء أوجلان، لا ينفصل عن التأثيرات الإقليمية والدولية، حيث تتشابك العديد من المصالح في الموضوع الكردي، كما أن موقف الأكراد، يحظى بدعم أمريكي وأوروبي، تبعاً للحسابات الإستراتيجية لكل طرف".
ويبدو أن انتظار إعلان الانصياع، لنداء أوجلان، من قبل حزب العمال الكردستاني، سيطول في هذه المرحلة، حيث تتفاقم الأحداث الأمنية في المنطقة، خاصة في الداخل السوري، مما يزيد مخاوف الأكراد، ويجعلهم مترددين في إلقاء السلاح، حتى تستقر الأوضاع في المنطقة.