الطيران الإسرائيلي يشن غارة على رفح جنوبي قطاع غزة
رأى خبراء سياسيون فرنسيون، أن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو يخوض معركة على زعامة حزب الجمهوريين، في خطوة قد تمثل تمهيدًا لترشحه المحتمل للانتخابات الرئاسية عام 2027.
وصادقت اللجنة العليا لحزب الجمهوريين على ترشيح كلٍّ من برونو ريتايو ولوران واكييه لرئاسة الحزب، بعد أن حصل ريتايو على 2235 تزكية من الأعضاء و92 من البرلمانيين لدعم ترشحه، بينما حصل واكييه على 997 تزكية من الأعضاء و44 من البرلمانيين.
ورأى محللون أن الأرقام تؤكد تقدم ريتايو في السباق الداخلي للحزب، مما دفع واكييه إلى اتهام اللجنة العليا بـ"التحيز"، وإعلان تعليق مشاركته في اجتماعاتها.
ورأى الباحث بمعهد الدراسات السياسية في باريس برونو كورتييه، أن ريتايو يسعى إلى تعزيز موقعه داخل حزبه كخطوة أولى نحو الترشح للرئاسة عام 2027، مستفيدًا من دعم برلماني "قوي" يتمتع به.
وبيّن لـ"إرم نيوز" أن التفاوت في التزكيات يعكس تراجع نفوذ واكييه مقارنة بريتايو، الذي يبدو أنه استطاع حشد دعم برلماني أكبر، لافتًا إلى أن ذلك التفوق لا يعكس فقط قوة ريتايو داخل الحزب، بل يبرز أيضًا ديناميكية جديدة داخل اليمين الفرنسي، حيث يتجه الحزب نحو شخصية أكثر صلابة سياسيًا وقادرة على التفاوض مع السلطة الحاكمة بمرونة أكبر.
وأكد الباحث كورتييه أن ريتايو يخطط لاستثمار نجاحه في الحزب لتقديم نفسه كقائد موحد لليمين التقليدي، خاصة بعد تراجع زخم واكييه وصعود تيارات يمينية جديدة مثل تلك، التي يمثلها إريك زيمور.
وأشار إلى أن طريق ريتايو للرئاسة لن يكون سهلًا، رغم أنه يعتمد على استراتيجية تدريجية تهدف إلى تعزيز صورته كرجل دولة قادر على استعادة مكانة الجمهوريين كقوة سياسية رئيسية.
من جانبه، قال الخبير في الشؤون السياسية الفرنسية بمركز الأبحاث الأوروبي ألكسندر دوفال، إن المنافسة بين ريتايو وواكييه ليست مجرد سباق على زعامة الحزب، بل تعكس معركة أوسع حول مستقبل التيار اليميني في فرنسا، وما إذا كان الحزب سينجح في استعادة مكانته في المشهد السياسي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
واعتبر لـ"إرم نيوز" أن الانقسامات داخل حزب الجمهوريين تلقي بظلالها على المنافسة بين ريتايو وواكييه، التي تمثل صراعًا أوسع بين جناحين، الأول بقيادة ريتايو، الذي يسعى لإعادة تموضع الحزب عبر خطاب محافظ معتدل لكنه عملي، والثاني بقيادة واكييه، الذي يدفع نحو تبني نهج أكثر يمينية في محاولة لاستقطاب ناخبي التجمع الوطني بقيادة مارين لوبان.
ولفت الخبير دوفال إلى أن مهمة ريتايو لن تكون سهلة، إذ سيواجه تحديات كبيرة، أبرزها كيفية التوفيق بين الجناحين التقليدي واليميني المتشدد داخل حزبه، إلى جانب ضرورة بلورة خطاب انتخابي قادر على جذب الناخبين الذين انجذبوا إلى خطاب لوبان الصارم تجاه قضايا الهجرة والأمن.
ومع تعزيز موقعه داخل الحزب، يتساءل العديد من المراقبين عمّا إذا كان ريتايو يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2027.
وستشكل انتخابات رئاسة الحزب نقطة تحول في مستقبل الجمهوريين، سواء نجح ريتايو في ترسيخ قيادته أو تمكن واكييه من قلب المعادلة، في كلتا الحالتين، فإن اليمين الفرنسي يمر بمرحلة إعادة تشكيل كبرى، حيث يسعى للعثور على شخصية قادرة على قيادته في مرحلة ما بعد ماكرون، وفقًا لمحللين.
وإذا نجح ريتايو في الفوز بزعامة الحزب، فسيكون أمامه تحدٍّ أكبر يتمثل في إعادة بناء الجمهوريين كقوة سياسية قادرة على منافسة ليس فقط اليسار، ولكن أيضًا التجمع الوطني بقيادة مارين لوبان، الذي نجح في جذب شرائح واسعة من الناخبين التقليديين لليمين.