صحة غزة: ارتفاع عدد الضحايا في القطاع إلى 50.933 قتيلا وأكثر من 116 ألف جريح منذ أكتوبر 2023
تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تطورات غير مسبوقة قد تهدد مسار المفاوضات الأمريكية التي يترقبها العالم فور عودة دونالد ترامب لرئاسة البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني المقبل، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح باستخدام الصواريخ الأمريكية في ضرب العمق الروسي.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن عددًا من المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين طرحوا خيار تسليم الولايات المتحدة حليفتها أوكرانيا أسلحة نووية "لضمان أمنها" في مواجهة التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية.
وعدَّت عضوة الكونغرس الأمريكي مارغوري تايلور غرين، أن تزويد بايدن أوكرانيا بأسلحة نووية، "فكرة مجنونة وغير دستورية قد تندرج في خانة الخيانة".
وتساءلت تايلور عبر منصة إكس، عن "ما إذا كان بايدن يريد بمثل هذه الصورة إشعال حرب نووية لتعطيل نقل السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب".
وعلق دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على المناقشات الجارية، قائلًا إن "تزويد واشنطن أوكرانيا بأسلحة نووية يمكن عدُّه تمهيدًا لمواجهة نووية مع روسيا"، محذرًا الغرب من الإقدام على هذه الخطوة، خاصةً أن "عواقبها ستكون وخيمة".
وأكد مدفيديف، أن النقل الفعلي لمثل هذه الأسلحة يمكن أن "يعادل عملًا هجوميًّا مكتملًا على بلدنا"، وفقًا للبند 19 من أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي "العقيدة النووية الروسية".
ويشير البند 16 من العقيدة النووية الروسية المحدثة إلى الأبعاد السياسية والإستراتيجية التي تظهر أن الرد النووي قد يكون مبررًا حتى في حالات الهجوم غير النووي، إذا كان التهديد خطيرًا بما يكفي، في حالات، أبرزها التهديدات الوجودية، سواء أكان الهجوم باستخدام أسلحة تقليدية أم نووية، أم التهديدات النووية، حال تعرض البلاد لتهديد باستخدام الأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل.
وتعليقًا على الخطوة، أكد إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوإستراتيجي للدراسات، أن ما يحدث الآن هو عملية استعراض قوة من جانب الطرفين الروسي والغربي، مستطردًا "عادة عندما يكون هناك تصعيد في الأفق يصاحبه نوع من التقارب وعقد صفقات، إلا أن الحال تغير بشأن الحرب الأوكرانية، خاصةً أن الأزمة وصلت إلى تهديدات بالأسلحة الثقيلة والنووية".
وأشار كابان في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "موسكو تحاول تصعيد الخطاب السياسي والتهديد باستخدام الأسلحة الإستراتيجية ردًّا على تصعيد الغرب بنقل الأسلحة النووية لأوكرانيا، وهذا يعني بالتأكيد الذهاب نحو حلول أو مفاوضات جادة".
وعدَّ المحلل أن روسيا "غير قادرة على استخدام الأسلحة النووية في هذه المرحلة، ولا أوكرانيا والدول الغربية يمكنها فعل ذلك"، وأن "كل ما يحدث هو محاولات للضغط تمهيدًا للجلوس على طاولة المفاوضات قريبًا؛ لأن ما بعد ذلك سيكون غير جيد بالنسبة لأي طرف، وقد يتم استخدام أسلحة أكثر فتكًا وتدميرًا".
وأوضح كابان، أن البديل من سيناريو المفاوضات هو تصاعد المواجهات بين الطرفين لتكون أكثر فتكًا، خاصة أن هذه التهديدات تعدُّ بوادر الحرب العالمية الثالثة، وإذا وقعت تلك الحرب فنحن أمام كارثة بشرية في ظل عدم التكافؤ بين روسيا والقوى الغربية، وبالنسبة للاقتصاد الروسي قد لا يتجاوز اقتصاد روسيا دولة مثل إيطاليا برغم امتلاكها الأسلحة، وفق المحلل.
وتابع: "المصدر الوحيد الذي تتخذه روسيا هو الأسلحة النووية، وهذه كارثة؛ لأن القوى الغربية أيضًا تملك أسلحة نووية ،وبالتالي فهناك إشكالية كبيرة جدًّا".
ورجح كابان، أن تشهد الفترة المقبلة مفاوضات، إلا أن المواجهات خلال الفترة الحالية ستكون أكثر عنفًا؛ لأن كلا الطرفين يحاول بث رسائل قوية من خلال نوعية الأسلحة التي يستخدمها.
من ناحيته، قال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري رئيس القسم الإستراتيجي في مركز الدراسات الأنثرو إستراتيجية، إن الغرب يقوم بعمليات حشد من أجل تصعيد الأجواء قبل وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى سدة الحكم في أمريكا.
وأكد زهوي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن التهديد بنقل الأسلحة النووية إلى أوكرانيا يوتر الأجواء بشكل كبير، كما أنه يأتي نتيجة تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوروبا بالسلاح النووي.
وأشار الخبير العسكري، إلى أن تلك الخطوة التصعيدية من جانب الغرب تأتي ردًّا على تهديدات روسيا، خاصة بعد إطلاق الصاروخ الباليستي أورشنيك من قبل الروس، وهو ما أثار صدمة في الأوساط الغربية.
وأضاف العميد، أن حديث ترامب حول استبدال بولندا مقابل أوكرانيا حتى يتجنب خسارة شرق أوروبا وفي الوقت نفسه يحل الأزمة الأوكرانية بأقل خسائر ممكنة، وبالتالي فإن هذا التهديد ردعي من جانب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح الخبير العسكري، أن الغرب وروسيا لن يستخدما السلاح النووي؛ لأنه ببساطة يعني فناء لكلا الطرفين، والجميع خاسر في تلك المعركة.
