نتنياهو: نريد ضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة وتطبيق خطة ترامب للهجرة
بعد 3 سنوات من الدعم العسكري الأمريكي غير المحدود لأوكرانيا، تحققت المخاوف الأوكرانية الأوروبية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق المساعدات العسكرية لكييف.
ويأتي قرار الرئيس الأمريكي في وقت تسعى فيه بلاده للحصول على مزايا اقتصادية من كييف كشرط لاستئناف الدعم العسكري.
وأكد نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، أن الباب مفتوح أمام الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إذا كان مستعدًا للحديث عن السلام، وأن منح واشنطن ميزة اقتصادية في مستقبل أوكرانيا سيشكل ضمانة أمنية لأوكرانيا.
وفي أعقاب القرار الأمريكي أعلنت أوكرانيا استعدادها للتوقيع على اتفاق المعادن مع واشنطن في أي وقت، وذلك على لسان رئيس الوزراء الأوكراني دنيش شميغال خلال مؤتمر صحفي بكييف، حيث قال إن بلاده مصممة تمامًا على مواصلة العمل مع الولايات المتحدة، وإن واشنطن "شريك مهم وعلينا المحافظة على ذلك".
ومع تعليق الإمدادات العسكرية، ومطالبة الولايات المتحدة أوكرانيا بميزة اقتصادية في مستقبل أوكرانيا لاستئناف عمليات تسليم الأسلحة، يبقى التساؤل حول طبيعة هذه الميزة الاقتصادية التي ترغب واشنطن في الحصول عليها، وموقف كييف من ذلك.
حول ذلك أكد خبراء أن واشنطن لن تتخلى عن كييف نظرًا لأهميتها الجيوسياسية، مشيرين إلى أن هناك تحولًا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ظل الإدارة الجديدة، حيث تركز على مصالحها الاقتصادية والأمنية أولًا.
وأوضح الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن أوكرانيا تواجه ضغوطًا أمريكية بشأن المساعدات، في ظل دعم أوروبي غير حاسم، وأن قرار تعليق المساعدات الأمريكية يستهدف أولًا وأخيرًا الحصول على ميزة اقتصادية تتمثل في تمرير صفقة المعادن بالشروط التي ترغب بها واشنطن.
وأكد المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدا وكأنه يطمح إلى الحصول على مبلغ ضخم من أوكرانيا، وبدأت الضغوط الحقيقية على كييف في أعقاب اللقاء الذي جمعه مع نظيره الأوكراني في المكتب البيضاوي، وذلك تمهيدًا لتمرير صفقة المعادن النادرة.
وأشار رشوان إلى أن الدول الأوروبية يمكنها شراء الأسلحة من الولايات المتحدة وتقديمها إلى أوكرانيا، لافتًا إلى أن دولًا غربية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا تنتج الأسلحة أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك، تساهم أوكرانيا بحوالي 30% من الأسلحة التي تستخدمها في حربها.
ورأى أن الأمريكيين لن يتخلوا عن أوكرانيا، إذ يعتبرونها صفقة جيوسياسية ذات أهمية كبرى. كما أن أمريكا، دون أوروبا، لن تكون لها قيمة تُذكر في الساحة العالمية، حيث إن من يسيطر على أوروبا يسيطر على العالم.
ولفت رشوان إلى أن أوكرانيا لا تزال مستعدة لتوقيع اتفاقية المعادن النادرة مع الولايات المتحدة، وأن زيلينسكي أبدى استعداده لتوقيعها في أي وقت.
من جانبه، قال رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، الدكتور عماد أبو الرب، إن القيادة الأمريكية الجديدة تعمل على تحديد أولوياتها بشكل واضح، سواء كانت اقتصادية، أو مرتبطة بمصالحها الوطنية، أو متعلقة برفاهية الدول التي قدمت لها الدعم أو تلك التي قد تحتاج إلى الحماية العسكرية الأمريكية، والهدف من ذلك هو التفاوض مع هذه الدول بشأن التدابير المعمول بها.
وأضاف أبو الرب أن أحد أبرز الأمثلة على هذا التحول هو ما يحدث حاليًا في أوكرانيا، حيث تواجه تهديدات من قبل الولايات المتحدة فيما يخص تقديم المساعدات، وقد تم اتخاذ قرارات فورية بهذا الشأن.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يسعى لدعم أوكرانيا، بينما تترك بعض الدول قضايا معينة عالقة؛ ما يثير تساؤلات حول مدى قوة وفاعلية الدعم الأوروبي، الذي، رغم أهميته، لا يمكنه تحقيق الحسم العسكري لأوكرانيا لاستعادة أراضيها ووقف الهجمات الروسية.
وتابع: "لذا، تبقى أوروبا معنية بتعزيز العلاقات الأوكرانية-الأمريكية وإعادتها إلى مسارها الطبيعي؛ ما قد يفتح المجال للتفاوض مع الجانب الروسي لإنهاء الحرب بشكل مناسب".
وأشار أبو الرب إلى صعوبة التنبؤ بمستقبل العلاقة الأوكرانية-الأمريكية، وما إذا كان هناك تطور إيجابي أو تصعيد في الأفق.
وأكد: يبقى الآن التساؤل قائمًا حول مدى جدية التهديدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: هل هي قابلة للتنفيذ، أم أنها مجرد محاولة لإحراج أوكرانيا ودفعها للاستجابة لشروطه؟
وقال إن من الواضح أن ترامب لا يتردد في فرض شروطه بناءً على مصالحه الخاصة وعقد الصفقات.