الكرملين: المحادثات في السعودية جارية حول قضايا فنية

logo
العالم

هل تخسر الصين أفريقيا لصالح الهند؟

هل تخسر الصين أفريقيا لصالح الهند؟
مهندس من شركة صينية في حقل كينغفيشر النفطي بأوغنداالمصدر: نيوزويك
19 مارس 2025، 5:13 م

قالت مجلة "نيوزويك" إن أفريقيا، التي أصبحت بسرعة مركز ثقل عالمي رئيسا، قد تتمكن قريبًا من تحديد مستقبلها في ظل تنافس الآخرين على المال والسلطة والنفوذ.

 وأوضحت المجلة في تقرير لها أنه سيكون هناك منافسان، وهما الدولتان الأكثر سكانًا في العالم، الهند والصين.

ونقلت المجلة عن رئيس جمعية الدراسات الإستراتيجية الدولية، غريغوري كوبلي، قوله: "تدخل أفريقيا مرحلةً لن تخضع فيها، وللمرة الأولى في التاريخ الحديث، لهيمنة القوى الخارجية".

وأضاف كوبلي "ينحسر نفوذ أوروبا وروسيا والولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية ليحل محله ما يبدو الآن فراغًا".

ووفق المجلة، تُهيمن الصين حاليًّا على القارة، فهي أكبر شريك تجاري ثنائي لأفريقيا، والدائن الثنائي الرئيس، والمستثمر الأكبر فيها، ومع ذلك، فإن مكانة جمهورية الصين الشعبية آخذة في التآكل، وفي بعض النواحي تتآكل بسرعة. 

ولفتت إلى أنه مع توسع طموحات الرئيس الصيني شي جين بينغ، تراجعت أهمية أفريقيا النسبية، والآن، تزداد سوءًا حالة "التوسع الإمبريالي المفرط" التي يُعاني منها شي.

ونوهت المجلة إلى أن التباطؤ الاقتصادي الحاد في الصين أدى إلى تفاقم مشكلة الاستنزاف المفرط، فالاقتصاد لا ينمو بمعدل 5.0% المُعلن عنه في العام الماضي، بل قد لا ينمو إطلاقًا.

ومع ذلك، مهما كان الحال، فإن الصين لا تنمو بالسرعة الكافية لسداد ديونها، فبعد عقود من الإنفاق المُفرط المُعتمد على الديون، قد يصل إجمالي الدين العام الآن إلى 375% من الناتج المحلي الإجمالي، وربما 400%، وفق المجلة.

وأكدت أنه نتيجةً لذلك، تعاني الصين من أزمات متزامنة، وهذا يعني أن الأموال المُخصصة لمشاريع البنية التحتية الكبرى التي أطلقها شي، ومبادرة الحزام والطريق العالمية، قد بدأت تجف.

وبحسب كوبلي، وهو أيضًا رئيس تحرير مجلة "السياسة الاستراتيجية للدفاع والشؤون الخارجية"، فإن "هذه المبادرة، التي سعت إلى استبدال الاستثمارات الأوروبية الأمريكية في القارة، قد استنفدت مواردها المالية بشكل كبير، وبكين الآن لا تُبرم سوى صفقات صغيرة في جميع أنحاء القارة، مما يُبقي العديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى غير مُكتملة".

وسعت بكين إلى إنشاء شبكة من الطرق والسكك الحديدية تربط بين المناطق الداخلية في أفريقيا وموانئ المحيط الهندي، لكنها لم تتمكن من إكمالها.

أخبار ذات علاقة

الهند تعزز نفوذها في مناطق متنازع عليها مع الصين وباكستان

 فرصة هندية

وحول ما إذا كانت الهند ستملأ الفراغ، قالت كليو باسكال من "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، إن "الهند تبذل جهودًا دبلوماسية كبيرة في مساعيها للتواصل مع أفريقيا، بما في ذلك استخدام دورها القيادي في مجموعة العشرين لعام 2023 للدفع بنجاح نحو عضوية الاتحاد الأفريقي".

وأضافت باسكال: "لقد لاقى هذا المشروع استحسانًا كبيرًا، لا سيما من الدول التي تسعى لإيجاد طريق ثالث، ليس الغرب أو الصين". 

من جانبه، صرح المدير الأول في معهد نيولاينز بواشنطن، كامران بخاري، بأن "التباطؤ الاقتصادي في الصين، ومسار النمو في الهند، قد يوفران للهنود فرصًا لتعزيز حضورهم في القارة خلال السنوات المقبلة". 

وأضاف بخاري أنه "كون الاقتصاد الهندي أصغر بكثير من الاقتصاد الصيني، يعني أن نيودلهي حاليًا ليست في وضع يسمح لها بفرض نفوذها الجيواقتصادي في أفريقيا بالطريقة التي تفعلها بكين".

وأرجع ذلك إلى أن "تركيز الهند ينصبّ على مشاريع التنمية البشرية، بينما ركّزت الصين على تطوير بنى تحتية صلبة ضخمة في الدول الأفريقية".

وأحرزت نيودلهي تقدمًا، لكن في الغالب بالمناطق الطرفية، إذ يشير كوبلي إلى أن نفوذ الهند يقتصر إلى حد كبير على دول جزر المحيط الهندي قبالة سواحل القارة الأفريقية.

وبين أنه كان يُعتقد أن الهند هي مرشح مثالي لتحل محل جمهورية الصين الشعبية في أفريقيا، لكنها كانت بطيئة للغاية في اغتنام الفرصة.

وتشهد الهند والصين بالفعل حالة من التنافس، حيث تصطدمان ببعضهما البعض بشكل متزايد.

وتاريخيًا، واجهت الشركات الهندية صعوبات في المنافسة ضد الحكومة الصينية، فالشركات الصينية غالبًا ما تكون مملوكة للدولة، أو تستفيد من مساعدات الدولة، لكن مع استمرار تعثر الاقتصاد الصيني، سوف تنفد الأموال التي تملكها بكين لدفعها للنخب الأفريقية لتنفيذ أوامرها، وفق المجلة.

في غضون ذلك، تبذل الهند جهودًا حثيثة لجذب القارة، إذ سلّطت زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى نيجيريا في نوفمبر الماضي - وكان ثاني شخصية أجنبية رفيعة المستوى تحصل على وسام القائد الأعلى من النيجر، بعد الملكة إليزابيث الثانية عام ١٩٦٩ - الضوء على تجدد اهتمام نيودلهي.

وفي نهاية فبراير/شباط الماضي، وخلال منتدى الأعمال الياباني الهندي الأفريقي، انتقد وزير الشؤون الخارجية الهندي، س. جايشانكار، استغلال الصين للدول الأفريقية "بشكلٍ مُبطّن".

وقال جايشانكار: "لطالما ارتكز نهج الهند تجاه أفريقيا على التزام راسخ ببناء شراكات طويلة الأمد ذات منفعة متبادلة".

وأضاف: "على عكس نماذج المشاركة الاستخراجية، تؤمن الهند ببناء القدرات، وتنمية المهارات، ونقل التكنولوجيا، مما يضمن استفادة الدول الأفريقية ليس فقط من الاستثمارات، بل أيضًا من تطوير منظومات نمو مستدامة ذاتيًا".

أخبار ذات علاقة

3 أسلحة بيد الصين لتوسيع نفوذها في الساحل الأفريقي

 غضب بكين

وشعرت بكين بالغضب على الفور، وردًّا على جايشانكار، هاجمت صحيفة "غلوبال تايمز" شبه الرسمية الدبلوماسية الهندية في أفريقيا، واصفةً كلمات جايشانكار بـ"الحسد"، ومتباهيةً بأن "الصين لا تزال أكبر شريك تجاري لأفريقيا للعام الخامس عشر على التوالي". 

ويشير هذا الموقف الدفاعي إلى أن نيودلهي تُحرز تقدمًا في قارة لطالما هيمنت عليها الصين.

ويعتبر نفي "غلوبال تايمز" وجود "تنافس على القيادة في الجنوب العالمي" مؤشرًا آخر على وجود مثل هذا التنافس، وأن الصين تُدرك أن الاتجاهات ليست مواتية.

وبحسب "نيوزويك"، ستصبح أفريقيا، كما يقول الصينيون، مركز النمو العالمي القادم، وباستثناءات قليلة، مثل جنوب أفريقيا والسودان، فإن أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على وشك الانطلاق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC