فايننشيال تايمز: الصين تقطع استثماراتها الجديدة في شركات الأسهم الخاصة الأمريكية
قال موقع "ذا هيل" الأمريكي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيسعى إلى الحد من نفوذ الصين وقوتها دون اللجوء إلى العداء العلني، مرجحا سعيه لاستراتيجية "تضمن تضييق الخناق على الخصم، دون أن يشعر بالضربة".
ورأى أن وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا سيسمح للولايات المتحدة بتحويل تركيزها الاستراتيجي ومواردها العسكرية من أوروبا إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي منطقة محورية في تشكيل النظام العالمي الجديد.
وبيّن الموقع أن صعود أمريكا، الذي استمر 80 عامًا، كقوة عالمية بارزة يواجه تحديًا متزايدًا، ليس من روسيا، التي تقتصر طموحاتها الانتقامية إلى حد كبير على ما تسميه "الجوار القريب"، بل من الصين الصاعدة عالميًّا.
وذكر أنه مع انشغال روسيا بأوكرانيا، تعمل الصين، على الرغم من شراكتها "اللامحدودة" مع موسكو، على تقليص نطاق النفوذ الروسي التقليدي بهدوء، بما في ذلك جذب جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة في آسيا الوسطى إلى فلكها.
وفي منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بحسب تقرير الموقع "تستعرض الصين عضلاتها" بشكل متزايد، كما يتضح من تدريباتها العسكرية الأخيرة قبالة سواحل أستراليا وفيتنام وتايوان.
وبحسب الموقع، تعمل إدارة ترامب على تضييق الخناق على وصول الصين إلى التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة، وكذلك على الاستثمارات الصينية في البنية التحتية الأمريكية الحيوية.
وأشار إلى أن مذكرة حديثة صادرة عن البيت الأبيض إلى الوزارات والهيئات سعت إلى إعادة صياغة العلاقة الاقتصادية مع بكين من خلال سلسلة من القيود المقترحة، بما في ذلك إحباط استخدام رأس المال الأمريكي لتحديث الجيش الصيني، وعرقلة استراتيجيات الاستثمار الصينية الرامية إلى تأمين "التقنيات المتطورة والملكية الفكرية والنفوذ في الصناعات الاستراتيجية".
ودعت المذكرة إلى فرض قيود جديدة أو موسعة على الاستثمارات الأمريكية في الصين في أشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، والطائرات فوق الصوتية، والفضاء، والتصنيع المتقدم، والطاقة الموجهة، وغيرها من المجالات المهمة لاستراتيجية بكين للاندماج العسكري-المدني.
ويعتبر ترامب نفسه صانع صفقات، ويبدو منفتحًا على إبرام صفقات مع بكين تساعد في تقليص الفائض التجاري الضخم للصين مع أمريكا.
يضيف الموقع "مزج ترامب بين الإطراء والتكتيكات القاسية، وأغدق المديح بشكل دوري على الزعيم الصيني شي جين بينغ، ووصفه بأنه (رجل لامع)".
وصعّد ترامب بالفعل حربه الجمركية، حيثُ أضاف رسوما إضافية بنسبة 10% على البضائع الصينية هذا الشهر إلى رسوم مماثلة فرضها أوائل شهر فبراير/شباط الماضي، وتُضاف إلى رسوم مجتمعة، تبلغ 20%، إلى رسوم جمركية تصل إلى 25% على الواردات الصينية، التي فرضها ترامب في ولايته الأولى.
ورجح الموقع في إطار استراتيجية "الاحتواء بابتسامة"، أن يواصل ترامب التأكيد على أهمية "التوافق مع الصين"، كما فعل فور عودته إلى البيت الأبيض.
وتوقع أن تسعى إدارة ترامب نحو المشاركة الاقتصادية مع فرض قيود استراتيجية، تشمل الحد من وصول بكين إلى التقنيات الحيوية، والتدقيق في الاستثمارات الصينية، وحثّ الشركات الأمريكية على تكثيف جهودها لتنويع سلاسل التوريد بعيدًا عن الصين.
وأكد الموقع أن فرض قيود اقتصادية مُحددة بدلًا من فرض عقوبات واسعة النطاق سيسمح باستمرار المشاركة في مجالات أقل حساسية، مع الاستمرار في ممارسة الضغط عند الحاجة.
ومن المُرجح بحسب تقرير الموقع أن يتسم الموقف العسكري الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالردع، وبينما تتجنب إدارة ترامب الأعمال "الاستفزازية" التي قد تُصعّد التوترات، يُتوقع منها تعزيز الردع لمنع "العدوان"، بما في ذلك ضد تايوان التي تزداد ضعفًا.