"الحرب النفسية".. إيران تلجأ إلى المواجهة الأقل كلفة مع إسرائيل

رجّح محللون سياسيون، أن تلجأ إيران إلى ما يعرف بـ"الحرب النفسية"، بدلاً من توجيه ضربة عسكرية إلى إسرائيل، تجنبًا لأي عواقب محتملة.

وأشار محللون سياسيون لـ"إرم نيوز"، إلى أن "الحرب النفسية هي المنفذ الوحيد لطهران حتى تخلط الأوراق أمام حاضنتها الشعبية سواء في الداخل أو أذرعها في المنطقة، في محاولة لحفظ ماء الوجه من جهة، ومن جهة أخرى، حتى لا تفسح المجال لهجوم إسرائيلي كاسح يطال المؤسسات النووية، والبنية التحتية الإيرانية".

 

مصالح إيران

وقال المحلل السياسي مبارك آل عاتي، إن "الحرب النفسية الدعائية التي تمارسها إيران  بدلاً من المواجهة العسكرية، لها اعتبارات مهمة لإيران بهدف إعادة ترتيب الوحدة الداخلية، وعدم فقدانها ثقة مواطنيها، وأيضًا ميليشياتها".

وقال آل عاتي، لـ"إرم نيوز"، إن "ممارسة الحرب النفسية من جانب إيران، تفرض المزيد من الشروط والمتطلبات على نظامها، وتجعل طهران في حالة أضعف مع الوقت".

ورأى أن "طهران تتعامل في هذا السياق نظرًا لمصالحها دون النظر لأي اعتبارات تتعلق بالشعارات التي تطلقها أو أيضًا وضع ميليشياتها وأذرعها في المنطقة، وحتى لا تكون في مرمى الضربات الغربية".

ولفت آل عاتي، إلى أن "إيران وهي تؤخر ما تسميه ضربتها لإسرائيل تريد تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في الوقت الذي هي مجبرة فيه أمام مواطنيها وأذرعها بتوجيه ضربة إلى تل أبيب".

 

حرب مسموح بها

من جهته، قال المختص في الشأن الإيراني صلاح أبو شريف، إن "أمريكا توعدت إيران بتحرك عسكري غير مسبوق، في حال توجيه ردٍ إلى إسرائيل، ما دفعها إلى هذه الحرب النفسية المسموح بها من جانب واشنطن".

وأضاف أبو شريف لـ"إرم نيوز"، أن "هذا التنبيه جاء على الرغم من أن الغرب يدرك أن إيران لن تتجرأ على الرد لما وراء ذلك من يد طويلة لإسرائيل في الداخل الإيراني وضحت في عدة مناسبات وقادرة على استهداف منشآت نووية، وهو ما تخشاه إيران".

ولفت إلى أن "إيران، منذ 4 عقود، تطلق الشعارات، وتبني الميليشيات، وتزج بها في حروب داخلية في بلدان مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن بالوكالة، ولكنها لم تدخل في أي مواجهة مباشرة، ولكن هذه المرة عملت إسرائيل على إقحامها في هذا الصدام لتكون وجهًا لوجه معها".

وتابع أبو شريف، أن "إيران تدرك تمامًا أنها لا تواجه إسرائيل بمفردها، ولكن معها الولايات المتحدة الأمريكية والناتو، لذلك تسعى إلى عدم توجيه ضربة قاسية".

وأردف:" الحرب النفسية هي المنفذ الوحيد لتخلط الأوراق أمام حاضنتها الشعبية سواء في الداخل أو أذرعها في المنطقة، حتى لا تفسح المجال لأي ردٍ يقابله هجوم كاسح يطال المؤسسات النووية، والبنية التحتية الإيرانية".