ماكرون يؤكد لنتنياهو ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ونزع سلاح حماس
لم يكتفِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول يوم له في البيت الأبيض، بالتقاليد البروتوكولية المعتادة، بل جعل من مراسم التنصيب منصة لإطلاق رسائل واضحة في الداخل والخارج.
وحملت قراراته الأولى ملامح رؤيته لعهد جديد، يَعِد بإعادة تشكيل دور أمريكا داخليًا وخارجيًا، وتحقيق ما وصفه بـ"النهضة الذهبية"، فمن توقيع الأوامر التنفيذية بين أنصاره إلى طرح طموحات استثنائية مثل الوصول إلى المريخ، قدم ترامب صورة مختلفة لرئاسة تسعى لإحداث تغيير جذري في مسار الولايات المتحدة، وترك بصمة لا تُنسى على التاريخ.
وأراد ترامب وفريقه الجديد، في الجناح الغربي من البيت الأبيض، أن يكون هذا اليوم مكثفًا بالرسائل والدلالات التي أرسلوها في مختلف الاتجاهات، داخليًا وخارجيًا، حرصًا منهم على إعلان بوجهين:
الأول هو إعلان القطيعة الكاملة مع الإدارة السابقة وما يصفونه بسلسلة الإخفاقات الطويلة التي ارتكبتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن ونائبته كامالا هاريس.
الثاني هو أن هناك عهدًا جديدًا يبدأ في واشنطن منذ الساعة الأولى لرئاسة ترامب بعد أدائه اليمين الدستورية برفقة نائبه جيه دي فانس، والتي اختار لها ترامب عنوانًا جذابًا يلهم مشاعر الأمريكيين: "العهد الذهبي لأمريكا يبدأ الآن".
وحرص ترامب في كل محطة شملتها مراسم واحتفالات تنصيبه على إرسال رسائل إلى خصومه ومؤيديه، سواء من خلال المراسيم التنفيذية التي وقّعها مباشرة في مبنى الكابيتول خلال مأدبة الغداء التقليدية التي تقام عادة على شرف الرؤساء الأمريكيين، أو في أثناء تجمع لأنصاره في قاعة "كابيتول أرينا" بقلب العاصمة واشنطن، أو لحظة وصوله إلى المكتب البيضاوي.
وفي جميع هذه المحطات، أظهرت الأوامر الرئاسية التنفيذية التي وقعها ترامب ملامح سياساته خلال السنوات الأربع القادمة.
هذه السياسات تحمل توجهات الإدارة الجديدة لرسم وجه جديد لأمريكا داخليًا وخارجيًا، مع الكشف عن طموحات هذه الإدارة في كتابة تاريخ جديد للولايات المتحدة وطريقة عمل الحكومة الفيدرالية وبناء علاقة جديدة مع المواطنين.
وفي ساعة متأخرة من ليلة تنصيبه، قال مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب، لـ"إرم نيوز"، إن الهدف من توقيع جزء من الأوامر التنفيذية داخل قاعة الكابيتول هو الاحتفال مع مؤيديه الذين قدموا من كافة أنحاء البلاد للمشاركة في هذا الحدث التاريخي.
وأضاف المسؤولون أن هذه الخطوة تهدف إلى "إظهار أن الإدارة الجديدة تريد أن تجعل من المواطنين شركاء في الالتزامات التي قطعها ترامب لهم خلال حملته الانتخابية".
وأوضحوا أن توقيع هذه الأوامر أمام أنصاره يبعث برسالة مفادها أن الالتزامات التي وَعد بها خلال الحملة هي على رأس أجندته.
وأشاروا إلى أن ترامب اختار أن يوزع الأقلام التي استخدمها في التوقيع على أوامره التنفيذية بين الحشود الحاضرة، في إشارة رمزية إلى أن مؤيديه شركاء في هذه اللحظة التاريخية.
لم تقتصر رسائل ترامب على إعادة صياغة عمل الحكومة الفيدرالية فقط، بل نقل أحلام الأمريكيين إلى مدى أبعد. فقد أعلن عن مشروع للوصول إلى سطح المريخ، وهو حلم يتجاوز الحدود الحالية للعلم والتكنولوجيا.
وتمثل الشراكة بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس ترامب محورًا رئيسيًا في تحقيق هذا الحلم. وقد أكد مسؤولون في إدارة ترامب أن ماسك، إلى جانب نفوذه المالي الواسع، أصبح أحد أبرز شركاء ترامب في ولايته الثانية، مع تركيز على استغلال الفرص لتحقيق هذا الطموح الذي سيكتب صفحة جديدة في تاريخ الولايات المتحدة.
حفل التنصيب شهد حضورًا بارزًا لعمالقة التكنولوجيا، من ملاك شركات مثل فيسبوك، إكس، أمازون، تيك توك، وغوغل، الذين كانوا جميعًا من كبار المتبرعين للحفل.
ويؤكد مقربون من ترامب أن حضور هذه الشخصيات يعكس علاقة واضحة بين الإدارة وهؤلاء الأثرياء، الذين يدركون قدرة الإدارة على التأثير في أعمالهم وشركاتهم سلبًا أو إيجابًا.
أكد ترامب في خطابه الأول على عودة الولايات المتحدة إلى موقعها القيادي عالميًا، مشيرًا إلى عدد من الملفات الدولية، مثل العلاقات مع الصين، السلام في الشرق الأوسط، والوضع في أوكرانيا. كما جدد تأكيده على أهمية الأمن القومي الأمريكي من خلال قضايا مثل الرسوم التجارية، قناة بنما، والسيطرة على جزيرة غرينلاند.
وختم ترامب رسائله بتأكيد التزامه بتحقيق السلام العالمي، واصفًا نفسه بأنه "رئيس السلام"، مع تركيز على تعزيز مكانة أمريكا داخليًا وخارجيًا في عهده الجديد.