حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية تتجاوز 200 قتيل وأكثر من 350 مصابًا
أكد خبراء أن حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي تعيش اليوم حالة رعب وسط خلافات داخلية، بسبب "رشوة" المعادن النادرة، التي قد تدفع لإنهاء النزاع مع روسيا، لكن على حساب كييف.
وتتخوف أوكرانيا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم تقديم زيلنسكي اقتراحا لترامب وُصِفَ بـ"الرشوة"، لاستغلال المعادن النادرة في أوكرانيا، مقابل الضمانات الأمنية واستمرار الدعم الأمريكي لكييف.
وأشار الخبراء إلى أن الولايات المتحدة اعترفت بشكل غير رسمي بانتصار روسيا في الحرب الأوكرانية، ويبقى فقط عقد القمة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع بدء صفحة جديدة في العلاقات بينهما، وإزالة العقوبات عن الاقتصاد الروسي وإزالة التجميد عن الأموال الروسية في الخارج.
وقال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن الاعتراف الأوكراني بصعوبة بناء علاقات وثيقة مع فريق ترامب يشير إلى مخاوف متصاعدة من تغير سياسات واشنطن تجاهها.
وأضاف بريجع أن محاولة تقديم موارد استراتيجية مثل المعادن النادرة لاستمالة الجانب الأمريكي، لا تبدد هذا القلق حيال التزام واشنطن بمصالحها على المدى الطويل.
وأضاف بريجع في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن هذا القلق يعود أولاً إلى التذبذب الذي يطبع السياسة الخارجية الأمريكية عند تغيّر الإدارات الرئاسية. ويؤثر تغيّر الأولويات والأيديولوجيات في مدى استعداد واشنطن للاستثمار في قضايا الأمن الأوروبي عامة والأوكراني خاصة.
وتابع : "تتحدد مواقف الدول الكبرى في ضوء المصالح الواقعية والحسابات الجيوسياسية، ما قد يجعل بعض الأوساط الأمريكية ترى أن الكلفة السياسية والاقتصادية لدعم أوكرانيا تفوق المنافع، خاصة إذا تصاعدت الأزمات الداخلية في الولايات المتحدة، أو تركّز الاهتمام على منافسة قوى أخرى في مناطق مختلفة من العالم".
وأشار إلى أن هناك حذرًا متبادلًا بشأن الاتهامات المحتملة بالفساد أو الصفقات المريبة، إذ تخشى كييف أن يفسَّر أي عرض مبالغ فيه على أنه شكل من أشكال التدخل أو الرشوة، ما قد يؤثر سلبًا في مصداقية العلاقة بين البلدين.
وأوضح أن التغيرات في أولويات الأمن القومي الأمريكي قد تلقي بظلالها على الدعم المقدّم لأوكرانيا، خصوصًا مع تصاعد التوترات الدولية في مسارح أخرى وبدء عودة العلاقات بين روسيا وأمريكا.
وتابع: "من هنا، تشعر كييف بالقلق حيال مدى ثبات الالتزام الأمريكي، وتسعى لإيجاد ضمانات طويلة الأمد مع واشنطن وتحالفات أكثر تماسكًا مع قوى غربية أخرى تحسّبًا لأي تحوّل جذري في المزاج السياسي الأمريكي".
وأكد بريجع أنه "نظريًا اعترفت الولايات المتحدة بشكل غير رسمي بانتصار روسيا في الحرب الأوكرانية، ويبقى فقط عقد القمة أو الاجتماع وبدء صفحة جديدة في العلاقات، وإزالة العقوبات عن الاقتصاد الروسي وإزالة التجميد عن الأموال الروسية في الخارج، وتعود العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة".
من جهته، قال د. سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن تخوف قادة أوكرانيا من صعوبة التقارب مع فريق ترامب نتيجة متوقعة، خاصة أن الأوكران كان يعولون على إدارة بايدن في السنوات الأربع التي مضت، وأيضًا كانوا يعولون على فوز آخر للديمقراطيين، لآن سياسة الديمقراطيين كانت دائما عدوانية ضد روسيا، وتدعم أوكرانيا.
وأضاف أيوب، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أنه يجب ألا ننسى وجود حالات فساد كبيرة في نظام الرئيس زيلينسكي، الذي انخرط فيه أيضا أعضاء الحزب الديمقراطي في إدارة بايدن السابقة.
وأشار إلى أن العلاقات المتوترة بين ترامب وبايدن بالطبع بدأت تنعكس على أوكرانيا، وأن توتر العلاقات بين ترامب وأوكرانيا ليس هو الوحيد وإنما هناك توتر واضح بين ترامب وحلفائه الأوربيين.
ولفت إلى تخوف أوكرانيا ينبع من صفقة السلام التي أعلن عنها الرئيس ترامب خلال اتصاله بالرئيس بوتين وهي بالطبع تخدم روسيا وليست أوكرانيا.
وبين أيوب، أنه عندما يقول ترامب أنه لا يمكن لأوكرانيا أن تستعيد الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، هذا يعني أن المقاطعات الأربع الجديدة ستخضع للسيادة الروسية، وبذلك فإن الوضع في كييف ليس في أحسن حال، وهي تتخوف من أن تكون هذه الصفقة هي صفقة استسلام وليست سلام.
ولم يستبعد المحلل السياسي أن "يكون زيلينسكي ضحية صفقة السلام بين ترامب وبوتين ويمكن أن يتنحى، خاصة أن الرئيس ترامب طالب بانتخابات رئاسية في أوكرانيا بعد أن أصبح زيلينسكي رئيسًا غير شرعي".
ورأى أيوب أن "نظام كييف يعيش اليوم في حالة رعب وخوف وخلافات داخلية"، مضيفا "زيلنسكي حاول اعتقال الرئيس الأوكراني السابق بوروشينكو، وأيضا هناك العديد من قادة أوكرانيا بدأوا يهاجمون مباشرة الرئيس زيلينسكي، مثل رئيس البرلمان وبعض النواب المتشددين الذين وصفوا زيلينسكي بأنه مثل الديكتاتور الكوري الشمالي".
يشار إلى أنه في خضم المقايضة الأوكرانية الأمريكية الأخيرة، اعترف لأول مرة أندريه يرماك رئيس مكتب فولوديمير زيلينسكي، أن بناء علاقات وثيقة مع فريق الرئيس ترامب، مشابهة لتلك التي كانت مع سلفه الرئيس جو بايدن، أمر صعب قد يستغرق وقتًا طويلًا.
وأكد ترامب مرارًا أن الصراع في أوكرانيا لم يكن ليبدأ لو ظل هو في السلطة بعد الانتخابات الرئاسية في بلاده عام 2020، متهمًا إدارة سلفه جو بايدن بالسعي لتحويل الصراع في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة عبر السياسات التي انتهجتها.