ترامب: نتنياهو قد يزور أمريكا الأسبوع المقبل
بعد ما يقرب من عام على انتخابه رئيسًا لتشاد، وبعد ثلاث سنوات من قيادته للمرحلة الانتقالية، يعمل محمد إدريس ديبي إتنو على تشكيل ملامح ولايته الأولى.
وبينما يضطر إلى التعامل مع الحرس القديم، فإنه يسعى كذلك إلى وضع رجاله في المناصب الرئيسة لضمان ترسيخ سلطته ورؤيته لمستقبل البلاد.، وفقًا لتقرير مجلة "جون أفريك".
وبينّ التقرير أن ديبي بدأ منذ توليه السلطة في 2021 بعد وفاة والده، الرئيس الراحل إدريس ديبي إتنو، في قيادة مرحلة انتقالية تخللتها تحديات سياسية وعسكرية كبيرة، مشيرا إلى أنه تم انتخابه رسميًا في شهر نيسان/أبريل من العام 2024، في انتخابات مثيرة للجدل، ليكمل مسيرته كرئيس للبلاد.
وأشارت المجلة إلى أن الرئيس ديبي يواجه مهمة صعبة تتمثل في الحفاظ على استقرار النظام السياسي والعسكري، الذي ورثه عن والده، مع العمل على تقديم تغييرات في هيكل السلطة بما يتناسب مع تطلعاته الخاصة.
وذكرت أن جهاز الأمن والاستخبارات يشكل أحد أبرز المجالات، التي أعاد فيها ديبي ترتيب الأوراق، إذ عين إسماعيل سليمان لوني، أحد القادة العسكريين المخلصين من الزغاوة، رئيسًا للوكالة الوطنية للأمن (ANSE)، ليحل محل أحمد كوجري، الذي تم إبعاده بسبب علاقاته القوية مع فرنسا.
وبحسب المجلة، يعتبر لوني، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال الأمن، من الشخصيات الرئيسة في إدارة ملف الأمن الوطني.
وعيّن الرئيس أفرادا من عائلته ومن دائرة المقربين لتولي المناصب الحساسة، ففي الرئاسة، أصبح شقيقه الأصغر، داوسا إدريس ديبي إتنو، سكرتيرًا خاصًا له، بينما تولى عبدالكريم إدريس ديبي، شقيقه الآخر، ملف الشؤون الأفريقية والدولية.
وذكرت المجلة أن ذلك التعيين رافقه إبعاد شخصيات كانت تتمتع بنفوذ كبير في الفترة السابقة، مثل إدريس يوسف بوي، الذي كان يعد من أبرز مساعدي الرئيس قبل أن يتم استبعاده لصالح مقربين جدد.
وحافظ الرئيس ديبي إتنو على ولاء الجيش في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، فتم تعيين رمضان إردبو دوغورو، الذي كان يشغل منصب رئيس شركة الكهرباء الوطنية، رئيسًا لديوان الرئيس.
كما تم تعيين شخصيات بارزة أخرى مثل أبكر عبدالكريم داود، الذي يحتفظ بموقعه كرئيس أركان القوات المسلحة.
وأضافت المجلة أنه من بين الأسماء الصاعدة في الجيش، يظهر عثمان آدم ديكي، الذي أصبح قائدًا للقوات الخاصة (FIR)، وهي وحدة جديدة ومتخصصة تم تجهيزها بشكل جيد، مبينة أن عثمان هو ابن عم محمد إدريس ديبي إتنو وصهره، وقد نال هذه المناصب بفضل ولائه الكامل للرئيس.
ولفتت المجلة الفرنسية إلى أنه في مجال الإعلام والاتصالات، اعتمد ديبي إتنو على حسن بويبري، المسؤول السابق في منظمة التعاون الإسلامي، ليكون مديرًا للإعلام في الرئاسة، إضافة إلى أرماند غامباي دجيغولطار، مدير قناة "إلكترون"، الذي أصبح مستشارًا في مجال الإعلام.
وذكرت أنه تم توظيف هؤلاء الشخصيات لتعزيز صورة الرئيس في الداخل والخارج، بما في ذلك الإشراف على نشر سيرة الرئيس الذاتية.
وتسعى الحكومة الجديدة في عهد ديبي إتنو إلى ضمان الاستقرار الداخلي من خلال تعيين شخصيات موثوقة، حيث تم تعيين علاماي هالينا، الذي كان يشغل منصب سفير في الصين، رئيسًا للوزراء في شهر أيارم/مايو 2024، في خطوة تهدف إلى تكريس الأمن السياسي في مرحلة ما بعد الانتخابات.
وضم الرئيس شخصيات أخرى في وزارات حساسة مثل طاهر حامد نغيلين في وزارة المالية، وليمام محمد في وزارة الإدارة الإقليمية، وفقًا للمجلة، التي أكدت أن هذه التعيينات تعكس استمرارية السلطة في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس لإعادة ترتيب النظام السياسي بما يخدم مصلحته ويضمن استمرار حكمه.
كما عزز ديبي إتنو سلطته عبر تعيين حلفاء موثوقين في المناصب القيادية بالجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، اذ تم تعيين الجنرال علي كولوتو تشايمي، من قبيلة الغوراني، رئيسًا للجمعية الوطنية، بينما تم تكليف هارون كبادي، السياسي المخضرم، بقيادة مجلس الشيوخ.
ونوهت المجلة إلى أن تلك التعيينات تُعد جزءًا من خطة الرئيس لتأمين أكبر قدر من النفوذ في المؤسسات التشريعية، موضحة أنه من خلال هذه التعيينات الاستراتيجية، يسعى ديبي إتنو إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على استقرار النظام القائم وتوجيه البلاد نحو مرحلة جديدة.
