معاريف: حماس نشرت مقطع فيديو يتضمن رسالة من الأسيرين ألكناه بوحبوط ويوسف حاييم أوحانا
كشفت تقارير غربية عن تقديم واشنطن، تنازلات وصفتها بـ"غير المسبوقة" لموسكو بشأن الملف الأوكراني، للوصول لاتفاق ينهي الحرب.
وأثارت القمة الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض أمس الثلاثاء، مخاوف دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، من صفقة محتملة بين البلدين بشأن أوكرانيا، بعيدا عن إشراك تلك الدول أو حتى كييف بالمفاوضات.
وقال تقرير لصحيفة " نيويورك تايمز"، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قدمت لروسيا تنازلات غير مسبوقة خلال المفاوضات الأخيرة، من بينها الاعتراف بضم الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها موسكو، ورفع العقوبات الاقتصادية، وعدم تقديم أي ضمانات أمنية لأوكرانيا.
في المقابل، لم يُطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوى وقف القتال وقبول هذه المكاسب، وهو ما اعتبره الخبراء انتصارًا دبلوماسيًا لموسكو دون تقديم أي تنازلات فعلية.
ونقلت الصحيفة عن إيان بوند، نائب مدير مركز الإصلاح الأوروبي قوله :"ترامب يقف إلى جانب المعتدي، ويلقي باللوم على الضحية... في الكرملين، لا بد أنهم يقفزون من الفرح".
هذه التنازلات أثارت قلقًا واسعًا بين حلفاء الولايات المتحدة، حيث اعتبرها العديد من المحللين انحرافًا جذريًا عن السياسة الأمريكية التقليدية التي فرضت عقوبات صارمة على روسيا منذ غزوها أوكرانيا في عام 2022.
دبلوماسيون ومسؤولون سابقون حذروا من أن هذه المفاوضات قد تضر بعلاقات الولايات المتحدة مع أوروبا وحلفائها التقليديين، خاصة وأنها عقدت دون إشراك أوكرانيا أو القوى الأوروبية الكبرى.
وقال الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، تيموثي جارتون آش، إن الخطوة التي يقترحها ترامب تمثل في جوهرها "يالطا" جديدة، في إشارة إلى القمة الأمريكية-السوفيتية-البريطانية التي انعقدت في فبراير 1945 في منتجع يالطا بشبه جزيرة القرم، والتي أصبحت رمزًا لاتفاق القوى العظمى على مصير الدول الأوروبية دون إشراكها.
وأضاف آش، "في هذا السياق، يقترح ترامب أن تتولى الولايات المتحدة وروسيا تقرير مصير أوكرانيا، مع مشاركة هامشية - إن وجدت - من قبل أوكرانيا أو أي دولة أوروبية أخرى. ولكن هذه المرة، يُفترض أن يجتمع قادة البيت الأبيض والكرملين أولًا في السعودية، قبل الانتقال إلى عواصمهم، بينما تبدو يالطا نفسها، في شبه جزيرة القرم، كأنها ستُسلَّم لروسيا".
وأشار إلى أنه في رؤية ترامب وبوتين للعالم الجديد، تصبح القوة هي المعيار الأوحد، ويُنظر إلى التوسع الإقليمي كحق طبيعي للقوى العظمى، سواء كان ذلك بامتداد روسيا في أوكرانيا، أو الولايات المتحدة نحو كندا وجرينلاند، أو الصين باتجاه تايوان.
ويقول محللون إن هذه الخطوة تعكس تغييرًا عميقًا في نهج واشنطن تجاه موسكو، حيث تسعى إدارة ترامب إلى إعادة روسيا إلى الساحة الدولية والتعامل معها كحليف محتمل بدلاً من خصم. لكن هذا النهج قد يؤدي إلى تقويض تحالفات أميركا التقليدية، لا سيما داخل الناتو.
في هذا السياق، أبدى بريت هيوم، المحلل السياسي في "فوكس نيوز"، تحفظًا على المسار الذي تسلكه الإدارة الحالية، مشيرًا إلى أن هذه المحادثات قد تكون مجرد خطوة تمهيدية لمفاوضات أوسع.
وقال هيوم: "لا أعتقد أن ترامب سيبيع أوكرانيا، لكن لا يمكنك تحقيق السلام بين بلدين عندما تتفاوض مع طرف واحد فقط".
ومع تصاعد القلق داخل العواصم الأوروبية، يتساءل القادة عن مستقبل الأمن الأوروبي في ظل هذا التحول الأمريكي.
وقد بدأ العديد من المسؤولين الأوروبيين في التعبير عن مخاوفهم علنًا، مشيرين إلى أن هذه التنازلات قد تمنح بوتين انتصارًا سياسيًا دون أي التزام حقيقي بوقف الحرب.
مديرة مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية للدراسات برونوين مادوكس، رأت أن ترامب وجه "صدمة كهربائية" لأوكرانيا تؤكد أنه لا يمكن لأوروبا الاعتماد على الولايات المتحدة في أمنها.
وقالت إنه يتعين على دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة اتخاذ قرارات فورية وصعبة؛ أبرزها كيفية دعم أوكرانيا؛ وكيفية الدفاع عن القارة الأوروبية؛ والشكل الذي ينبغي أن تتخذه العلاقات مع الولايات المتحدة الآن.
وأشارت إلى أنه فيما يتصل بأوكرانيا، تملك الدول الأوروبية بضع أوراق للعب بها، فهي تحتفظ بمعظم الأصول الروسية المجمدة التي من المفترض أن تشكل جزءاً من المفاوضات مع بوتن.
