رأى خبراء سياسيون أن مصير رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو سيتحدد بعد تصويت حجب الثقة، مع توقع نجاته بسبب الانقسامات داخل المعارضة اليسارية.
ويواجه بايرو تحديًا حاسمًا مع اقتراب تصويت حجب الثقة في الجمعية الوطنية.
ورغم التهديدات التي تلوح في الأفق، يتوقع العديد من المحللين السياسيين أن يتمكن بايرو من تجاوز هذه الأزمة، مستفيدًا من الانقسامات الواضحة في صفوف المعارضة.
وأشار الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية جان بيير مولان إلى أن "الانقسامات الأيديولوجية بين أحزاب اليسار تحول دون تشكيل جبهة موحدة قادرة على إسقاط الحكومة".
وقال مولان لـ"إرم نيوز" إن هذا التشتت يصب في مصلحة بايرو ويزيد من فرص نجاته في تصويت حجب الثقة".
من جانبه، قال الأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس كلود دوراند، إن "التاريخ السياسي الفرنسي يظهر أن الحكومات غالبًا ما تنجو من محاولات حجب الثقة عندما تكون المعارضة منقسمة وغير قادرة على التنسيق".
وأضاف دوراند لـ"إرم نيوز" أنه "في حالة بايرو، يبدو أن هذا السيناريو يتكرر، ما يعزز احتمالية استمراره في منصبه".
بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض المراقبين أن بايرو قد يلجأ إلى تقديم تنازلات أو مبادرات تهدف إلى كسب دعم بعض الفصائل المعارضة أو المستقلين، ما قد يسهم في تعزيز موقفه خلال التصويت المرتقب.
وورغم التحديات والضغوط المتزايدة، يبدو أن فرانسوا بايرو في وضع يسمح له بتجاوز هذه الأزمة السياسية، مستفيدًا من الانقسامات داخل المعارضة والرهانات الاستراتيجية التي قد يلجأ إليها لتعزيز موقفه.
ومن المتوقع رفض مشروعي حجب الثقة المقدمين من حركة "فرنسا الأبية"، إذ لا يحظى أي منهما بدعم النواب الاشتراكيين، ومن المحتمل أن لا يدعمهما التجمع الوطني أيضًا.
وقرر الحزب الاشتراكي أنه لن يساند حجب الثقة ضد حكومة بايرو، من منطلق "المصلحة العامة" للبلاد، كما دافع عن ذلك أوليفييه فور، الأمين العام للحزب الاشتراكي.
ومع ذلك، من المتوقع أن يتحدى بعض النواب تعليمات الحزب ويصوتوا ضدها.
وانتقد التجمع الوطني (يمين متطرف) وحلفاؤه من التيار اليميني مشروع الميزانية، لكن رئيس التجمع الوطني جوردان بارديللا عبّر أمس الثلاثاء عن معارضته لحجب الثقة.
وقال بارديلا إنه قد تكون له "عواقب اقتصادية أكثر خطورة" مقارنة بالذي واجهه ميشيل بارنييه.
وأوضح أن حزبه سيقرر ما إذا كان سيدعم مشروعي حجب الثقة المقدمين من حركة "فرنسا الأبية".