"نيوزويك": موسكو لن تشن "هجوما صيفيا" واسع النطاق شرقي أوكرانيا

قالت السلطات الأوكرانية وتحليلات غربية، إن روسيا لن تشن هجومًا جديدًا ومنسقًا على طول مئات الأميال من خطوط المواجهة في شرق أوكرانيا هذا الصيف، في الوقت الذي تقول فيه موسكو إنها سيطرت على قرية أخرى في منطقة دونيتسك.

وقال أندريه يوسوف، المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، لمجلة نيوزويك: "إن تكرار هجوم واسع النطاق على طول خط المواجهة بالكامل، كما حدث في فبراير/ شباط 2022، أمر غير وارد في الوقت الحالي".

معوقات مادية وبشرية

في أوائل شهر مايو/أيار، شنت روسيا هجوماً عبر الحدود على منطقة خاركيف، وسارعت أوكرانيا إلى القول إن فتح جبهة جديدة كان يهدف إلى سحب مواردها الحيوية بعيداً عن النقاط الساخنة في الشرق.

ولكن في أواخر يوليو/تموز، قال "معهد دراسة الحرب"، وهو مؤسسة بحثية مقرها الولايات المتحدة، إن القوات الروسية "من غير المرجح أن تشن عملية هجومية صيفية جديدة مميزة بسبب المعوقات المادية والبشرية".

 ووفقاً لتقديرات "معهد دراسة الحرب"، كانت موسكو تمضي قدماً في جهود "محلية" في غرب منطقة دونيتسك في أوكرانيا في نهاية الشهر، ولكن "من المرجح أن تفتقر إلى القدرة العملياتية الأوسع لشن عملية هجومية متجددة منفصلة في منطقة دونيتسك أو في أي مكان آخر على الجبهة هذا الصيف".

ويتفق نيك رينولدز، الباحث في الحرب البرية في "معهد الخدمات المتحدة الملكي" في لندن، مع هذا الرأي. لكن الوضع "هشٌّ لكلا الجانبين"، و"غير قابل للتنبؤ به إلى حد كبير"، كما قال لـ"نيوزويك". 

ويقول المحللون والمسؤولون إن موسكو تشن حرب استنزاف، على أمل القضاء على مقاتلي المعارضة وسحق احتياطيات كييف من المعدات قبل أن تنفد موارد الكرملين.

30 ألف مجند جديد كل شهر

وفي حين تشير الاستخبارات الغربية إلى أن روسيا تلقت إمدادات من حلفاء مثل إيران والصين وكوريا الشمالية، فقد سارعت موسكو أيضًا إلى وضع صناعتها الدفاعية على أهبة الاستعداد للحرب، واعتمدت على مخزونات هائلة من المعدات السوفيتية المعطلة.

وقد تعززت مكاسب روسيا بسبب أعداد الضحايا المرتفعة بين أفرادها، وفي الأشهر الأخيرة، أفادت أوكرانيا بشكل متكرر أن أكثر من 1000 من مقاتلي موسكو يتعرضون للإصابة أو يُقتلون كل يوم.

وتشير التقديرات من كييف إلى أن روسيا قادرة على استقطاب حوالي 30 ألف مجند جديد إلى جيشها كل شهر.

وأشار رينولدز إلى أن هجومًا واسع النطاق من روسيا قد يكون أكثر احتمالية في العام المقبل، على الرغم من أن موسكو قد تحاول القيام بعمليات أصغر حجمًا قبل ذلك. 

وعادة ما تأتي العمليات الهجومية في الربيع أو الصيف، متجنبة موسم الوحل الذي يأتي مباشرة بعد الشتاء أو في أواخر الخريف؛ وذلك لأن الدبابات والمركبات المدرعة تتعطل في بقع الطرق الوعرة، مما يجبر مشغليها على الالتزام بالطرق المعبدة جيدًا.