الخارجية الفرنسية: من الضروري التحاور مع إيران وبه فقط يمكن حل المشكلة النووية

logo
العالم

فرنسا.. هل كان بايرو على علم بـ"العنف" في "نوتردام دي بيتارام"؟

فرنسا.. هل كان بايرو على علم بـ"العنف" في "نوتردام دي بيتارام"؟
فرانسوا بايرو خلال التحقيق بقضية نوتردام دي بيترامالمصدر: الإعلام الفرنسي
14 فبراير 2025، 5:52 م

يتعرّض رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، لانتقادات واسعة بعد إنكاره معرفته بحوادث العنف داخل مؤسسة "نوتردام دي بيتارام" الكاثوليكية.

ورغم تأكيده أنه "لم يسمع قط" عن تلك الحوادث، تؤكد شهادات عديدة أنه تم تحذيره بشأنها خلال توليه وزارة التربية الوطنية.

وقد أثارت هذه القضية جدلاً كبيرًا في البرلمان، حيث وصف نواب المعارضة اليسارية تصريحات رئيس الوزراء بـ"الكاذبة" واعتبروها "فضيحة دولة".

ومع تصاعد الضغوط، طالب بعض النواب بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية لكشف الحقيقة. فما هي تفاصيل هذه القضية التي تهدد مصير بايرو السياسي؟

أخبار ذات علاقة

خبراء: ميزانية فرنسا كشفت "هشاشة" التوافق البرلماني

بايرو يتمسك بموقفه

كرر رئيس الوزراء مرارًا وتكرارًا أمام البرلمان أنه "لم يسمع أبدًا" عن اتهامات بالعنف في المؤسسة الكاثوليكية التي تخضع لعقد مع الدولة.

لكن عدة شهادات تدعي أن بايرو تم تحذيره خلال فترة توليه وزارة التربية الوطنية، بحسب تقرير من محطة "فرانس.إنفو" الفرنسية.

وفي تصريحاته الأخيرة أمام الجمعية الوطنية، أصر بايرو على أنه "لم يتم إبلاغه أبدًا بأي معلومات تتعلق بأعمال عنف أو اعتداءات جنسية" في مدرسة نوتردام دي بيتارام الواقعة في إقليم البرينيه الأطلسية.

لكن هذه التصريحات تواجه تحديات كبيرة، خاصة وأن بايرو مرتبط بهذه المؤسسة الكاثوليكية؛ حيث درس فيها عدد من أبنائه، كما قامت زوجته إليزابيث بايرو بتدريس مادة التعليم الديني فيها.

اتهامات بالكذب

المعارضة اليسارية تتهم بايرو بالكذب، واصفة القضية بأنها "فضيحة دولة".

في هذا السياق، قال مانويل بومبار، المنسق العام لحزب "فرنسا الأبية"، في مقابلة مع إذاعة "إر.تي.إل" الفرنسية: "هذه القضية تكشف عن تقاعس المسؤولين عن حماية الأطفال".

كما وجه مجموعة من النواب الاشتراكيين عن إقليم البرينيه الأطلسية رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء مطالبين إياه بالكشف عن الحقيقة. في حين طالب النائب اليساري بول فانييه بإنشاء لجنة تحقيق برلمانية مستقلة.

أول شكوى في عام 1996

بدأت القضية بشكوى قدمت في أبريل/نيسان 1996، ضد أحد المشرفين في المدرسة، بعد أن وجه صفعة عنيفة لمراهق، مما تسبب في تمزق طبلة أذنه.

ووفقًا لوالد الضحية، الذي تحدث إلى "ميديا بارت"، فقد فقدَ ابنه جزءًا من سمعه بسبب هذه الواقعة. واستغرب من نفي بايرو معرفته بالحادثة، قائلاً: "ابني كان في نفس الصف مع ابن بايرو، فمن المستحيل ألا يكون قد علم بذلك!".

تحذيرات متكررة

لم تقتصر الشكاوى على الحادثة الأولى، فقد تحدث العديد من الشهود عن أجواء العنف المستمرة في المدرسة.

إحدى هؤلاء كانت فرانسواز جولونج، التي عملت كأستاذة رياضيات في المؤسسة بين عامي 1994 و1996، حيث قدمت شكوى في ذلك الوقت بشأن العنف الممارس ضد الطلاب.

كما أكدت في شهادتها أنها شهدت حادثة ضرب أحد الطلاب في قاعة الدراسة، مشيرة إلى أن زوجة بايرو، التي كانت حاضرة، لم تتفاعل مع الأمر بشكل جاد.

وعندما تحدثت مع بايرو عن ضرورة التدخل، قال لها إنه "يبالغ" في الموضوع.

قضية اغتصاب

فيما يتعلق بحالات الاعتداء الجنسي، ينفي بايرو معرفته بتفاصيلها. ومع ذلك، كشفت التحقيقات الحالية عن تورط عدد من المشرفين وأعضاء الإدارة في اعتداءات جنسية استمرت من السبعينيات وحتى التسعينيات.

حتى الآن، تقدم 112 شخصًا بشكاوى، من بينهم 72 شخصًا قدموا بلاغات رسمية.

من بين المشتبه بهم، بيير سيلفيه-كاريكارت، المدير السابق للمؤسسة، الذي وُجهت إليه تهم اغتصاب في عام 1998 قبل العثور عليه ميتًا في نهر التيبر بروما عام 2000.

أخبار ذات علاقة

خبراء: استخدام بايرو لمصطلح "الإغراق بالمهاجرين" يغذي العنصرية في فرنسا

 ورغم ذلك، يؤكد بايرو أنه "لم يكن يعرف الأب كاريكارت" إلا ربما عن طريق الصدفة، وينفي علمه بأي من التهم الموجهة إليه.

إلا أن محامي أحد الضحايا أكد أن "الأب كاريكارت كان صديقًا لعائلة بايرو"، مشيرًا إلى أن "زوجة رئيس الوزراء حضرت جنازته في عام 2000".

وفي تصريحاته للقاضي كريستيان ميراند، الذي تولى التحقيق في القضية آنذاك، أشار إلى أن بايرو طلب لقاءه شخصيًا بعد اعتقال كاريكارت، وأنه كان "لا يصدق أن هذا القس قد ارتكب تلك الجرائم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC