logo
العالم

دون أغلبية لأحد.. فرنسا تتجه إلى المجهول بعد انتخابات خارج التوقعات

دون أغلبية لأحد.. فرنسا تتجه إلى المجهول بعد انتخابات خارج التوقعات
فرنسيون يحتفلون بفوز اليسارالمصدر: (أ ف ب)
07 يوليو 2024، 10:01 م

شهدت فرنسا انقلاباً خارج الحسابات بعد ورود النتائج الأولية للانتخابات التشريعية والتي جاءت "صادمة" و"غير متوقعة"، بحسب المراقبين.

وتشير النتائج الجزئية التي ظهرت بعد إجراء الانتخابات، الأحد، إلى تصدر تحالف اليسار الجولة الثانية من الانتخابات، في وقت كان منتظراً فيه اكتساح اليمين المتطرف بعد النتائج التي حققها في الجولة الأولى.

واحتل معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون، المرتبة الثانية، متقدماً على اليمين المتطرف، لكن دون أن تحصل أي كتلة على أغلبية مطلقة في "الجمعية الوطنية"، وفق "فرانس برس".

ويدخل "التجمع الوطني" بقوة إلى "الجمعية الوطنية" الجديدة إلا أنه يبقى بعيداً عن السلطة مع تسجيله نتيجة مخيبة لتطلعاته مقارنة مع ما سجله خلال الدورة الأولى.

وتجد فرنسا البلد الرئيسي في الاتحاد الأوربي، نفسها غارقة في المجهول قبل 3 أسابيع على افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

وحققت "الجبهة الشعبية الجديدة" المؤلفة من أحزاب تختلف على عدد من الملفات، مفاجأة بحلول في المرتبة الأولى، مع توقع نيلها 172 إلى 215 مقعداً.

أما معسكر ماكرون فقد أظهر قدرة على الصمود بعد شهر على مجازفة الرئيس بالدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة مع توقع حصوله على 150 إلى 180 مقعداً في مقابل 250 في حزيران/يونيو 2022.

وفور  صدور التقديرات الأولية، رأى زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلانشون، الأحد، أن على رئيس الوزراء "المغادرة" وأنه ينبغي على "الجبهة الشعبية الجديدة" التي ينتمي إليها حزبه، أن "تحكم".

وقال ميلانشون زعيم حزب "فرنسا الأبية"، فيما حل اليمين المتطرف ثالثاً بعدما كان فوزه مرجحاً: "شعبنا أطاح بوضوح أسوأ الحلول".

من جهته، انتقد رئيس حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف جوردان بارديلا، الأحد، ما أسماه "تحالف العار" الذي حرم الفرنسيين من "سياسة إنعاش".

وقال بارديلا: "يُجسّد حزب التجمع الوطني أكثر من أي وقت مضى البديل الوحيد"، متعهدًا أن حزبه لن ينزلق نحو "أي تسوية سياسية ضيقة"، ومؤكداً أن "لا شيء يمكن أن يوقف شعبًا عاد له الأمل".

واعتبرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان تعليقاً على نتائج الانتخابات، الأحد: "نصرنا مؤجل فقط. المد يرتفع. لم يرتفع بالمستوى الكافي هذه المرة لكنه يستمر بالصعود".

وأضافت: "لدي خبرة كبيرة تكفي لكي لا أشعر بخيبة أمل بنتيجة ضاعفنا فيها عدد نوابنا".

ودعا ماكرون إلى "توخي الحذر" في تحليل نتائج الانتخابات التشريعية لمعرفة من يمكن أن يتولى تشكيل حكومة.

واعتبرت أن كتلة الوسط لا تزال "حيّة" جدًا بعد سنواته السبع في السلطة، حسبما أفادت أوساطه مساء الأحد.

وقال قصر الإليزيه بُعيد ذلك إن ماكرون ينتظر تشكيلة "الجمعية الوطنية" الجديدة من أجل "اتخاذ القرارات اللازمة".

وأعلن رئيس وزراء فرنسا غابريال أتال، مساء الأحد، أنه سيقدم استقالته الاثنين، موضحاً أنه مستعد للبقاء في منصبه "طالما يقتضي الواجب" خصوصاً أن فرنسا تستضيف دورة الألعاب الأولمبية قريباً.

وعلى الصعيد الدولي، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الأحد، إن هزيمة اليمين المتطرف في فرنسا في الانتخابات أفرحت وارسو وستجلب "خيبة أمل" لروسيا و"ارتياحا" لأوكرانيا.

وفي ألمانيا، اعتبر مسؤول في "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتس، الأحد، أنه تم "تجنب الأسوأ" بخسارة اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية.

وتقدر نسبة المشاركة النهائية في الدورة الثانية الأحد بـ67 % بحسب معهديْ "إيبسوس" و"إبينيونواي" لاستطلاعات الرأي، و67,1 % بحسب "إيلاب" و66,5 % من جانب "إيفوب"، في مقابل 66,7 % في الدورة الأولى. وسيشكل ذلك مستوى قياسياً منذ الانتخابات المبكرة في العام 1997.

وكانت البلاد منذ بدء الحملة الانتخابية في أجواء "متوترة جداً"، مع شتائم واعتداءات جسدية على مرشحين وأشخاص يضعون ملصقات وكلام متفلت عنصري ومعاد للسامية.

تقارب بين الكتل الثلاث

فتحت مراكز الاقتراع في الساعة 6 في فرنسا القارية، بعدما صوت الناخبون، السبت، في أرخبيل "سان بيار إيه ميكلون" في شمال المحيط الأطلسي، و"غويانا" و"الأنتيل" و"بولينيزيا" و"كاليدونيا الجديدة" في جنوب المحيط الهادئ.

وصدرت النتائج الأولى في بعض أقاليم ما وراء البحار في وقت سابق. في "غوادلوب"، احتفظ النواب الأربعة اليساريون بمقاعدهم. وفاز اليسار أيضاً في
"مارتينيك" و"غويانا".

وفي "كاليدونيا الجديدة" في جنوب المحيط الهادئ التي تشهد أعمال شغب عنيفة منذ حزيران/يونيو، انتخب مرشح مناد بالاستقلال للمرة الأولى منذ العام 1986.

وكان ماكرون أدخل فرنسا في المجهول بإعلانه المفاجئ في التاسع من حزيران/يونيو حل "الجمعية الوطنية" والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، بعد فشل تكتله في الانتخابات الأوروبية.

وتصدر "التجمع الوطني" (يمين متطرف) وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى بفارق كبير (33%) متقدماً على تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الوطنية" (28%) والمعسكر الرئاسي (يمين وسط) الذي نال فقط 20% من الأصوات.

وسعياً لقطع الطريق أمام "التجمع الوطني"، انسحب أكثر من 200 مرشح من اليسار والوسط من دوائر كانت ستشهد سباقاً بين 3 مرشحين في الدورة الثانية، لتعزز حظوظ خصوم "التجمع الوطني".

وكان أتال الذي يقود حملة المعسكر الرئاسي قد حذّر بأن "الخطر اليوم هو غالبية يسيطر عليها اليمين المتطرف، سيكون هذاً مشروعاً كارثياً".

من جهتها، نددت لوبان بمناورات "الذين يريدون البقاء في السلطة بخلاف إرادة الشعب".

وعرف المشهد السياسي الفرنسي تبدلاً كبيراً عام 2017 مع فوز ماكرون بالرئاسة، هازماً الأحزاب التقليدية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC