مصادر إسرائيلية تتحدث عن استعدادات لضرب منشآت نفطية إيرانية

logo
العالم

هل تتخذ إسرائيل من التصعيد في لبنان ذريعة لمهاجمة النووي الإيراني؟

هل تتخذ إسرائيل من التصعيد في لبنان ذريعة لمهاجمة النووي الإيراني؟
منشأة نووية إيرانيةالمصدر: رويترز
25 سبتمبر 2024، 6:48 م

تذهب بعض القراءات والتحليلات السياسية، إلى أن إسرائيل قد تستثمر التصعيد الحالي في لبنان لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، ومواقع عسكرية أخرى تضم صواريخ باليستية.

ورغم ضخامة الهجمات التي تعد الأعنف ضد ما تسميه تل أبيب "مواقع عسكرية ومخازن أسلحة لحزب الله"، غير أن الهدف الأخير، غير المعلن، للتحرك الإسرائيلي، بحسب خبراء، هو إيران التي تعد الداعمة الرئيسة لما يسمى محور المقاومة والذي يشمل حزب الله اللبناني، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، والحوثيين في اليمن، وغيرها.

أخبار ذات علاقة

كيف يؤثر الموقف الإيراني في خيارات "حزب الله" مع إسرائيل؟

 

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن تقرير بريطاني أعدته برونوين مادوكس، الرئيسة التنفيذية للمعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) قولها، إن "تصاعد الضربات الإسرائيلية في لبنان يجعل مسألة معرفة نواياها الاستراتيجية أكثر إلحاحاً".

وقالت مادوكس، بحسب ما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط": "لا يوجد أي مؤشر على استراتيجية أساسية لتأمين السلام. وبدلاً من ذلك، يشعر بعض المحللين بالقلق من أن نوايا إسرائيل ربما تكون خلق ظروف لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية".

ولا تشير تل أبيب إلى هذا الهدف الاستراتيجي، لكنها توضح أن الهجمات التي تستهدف لبنان تهدفإلى  علاج الوضع في شمال إسرائيل، وإعادة نحو 60 ألف إسرائيلي نزحوا من منازلهم في المنطقة الحدودية بسبب الهجمات الصاروخية التي يشنها "حزب الله".

وثمة تبرير إضافي للهجمات ويتمثل في المخاوف الإسرائيلية من التعرض لهجوم وعمليات اختطاف مثل تلك التي حدثت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأشارت مادوكس، إلى أنه ربما تكون هناك خطة استراتيجية أوسع نطاقاً وراء الهجمات الإسرائيلية من مجرد إعادة النازحين الإسرائيليين، وهي التحرك بشكل مباشر ضد إيران.

وأشارت إلى أنه "بالنسبة للدول التي تعمل على تجنب اندلاع حرب إقليمية، يكمن الخوف في أن حكومة إسرائيل ربما تستغل الهجمات على لبنان وسيلةً لخلق خيار شن هجوم مستقبلي على منشآت إيران النووية".

أخبار ذات علاقة

بعد أن تركته وحيداً.. هل تتخلى إيران عن "حزب الله"؟

 

براغماتية إيرانية

وما يعزز مثل هذه الفرضية هو الهدوء الإيراني حيال الهجمات الإسرائيلية الدامية التي خلفت مئات القتلى، وهو ما رأى فيه خبراء "براغماتية إيرانية" تطمح من خلالها طهران إلى النجاة بنفسها وترك حلفائها يواجهون الهجمات الإسرائيلية بمفردها.

ويقول مراقبون، إن طهران مدركة للهدف الاستراتيجي الإسرائيلي وهو تدمير النووي الإيراني، لذلك تسعى طهران في هذه المرحلة إلى عدم إثارة غضب تل أبيب، والتحلي بضبط النفس.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قال الاثنين الفائت، إن إيران مستعدة لبدء مفاوضات نووية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إذا "كانت الأطراف الأخرى راغبة في ذلك".

من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إنه من الممكن لطهران أن تجري محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا أثبتت واشنطن فعليًا أنها ليست معادية لإيران.

ومثل هذه اللغة المرنة لا تتناسب مع حجم الكارثة التي يتعرض لها لبنان، وهو ما يفسره مراقبون على أنه انتهازية إيرانية لتجنب الهجمات الإسرائيلية. 

وانسحبت الولايات المتحدة في 2018 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع بين طهران و6 قوى عالمية في 2015، والذي وضع قيوداً على البرنامج النووي الإيراني.

وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وطهران لإحياء الاتفاق، ولم تنسحب إيران منه لكنها قلصت التزاماتها بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

وناشدت إسرائيل الإدارات الأمريكية لفترة طويلة، بشن هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية أو دعم هجوم إسرائيلي عليها، إلا أن رد واشنطن كان دائماً الرفض.

ويرى خبراء أن الظروف ربما تكون قد نضجت كي تشن إسرائيل هجمات ضد النووي الإيراني الذي يشكل، منذ عقود، "صداعًا" في رأس الدولة العبرية، ومن المرجح، وفقًا للقراءات، أن يكون التصعيد في لبنان مقدمة لاحتواء الخطر الإيراني.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC