قصة غريبة من الأولمبياد.. النوم يحرم 3 مصارعين عرب من التتويج في ألعاب لندن 2012

يحفل تاريخ الألعاب الأولمبية منذ نشأتها قبل أكثر من 120 عاما بالكثير من الإنجازات اللافتة والأرقام القياسية والبطولات والقصص الملهمة، لكنه يحمل أيضا قصصا مثيرة وتجاوزات وطرائف يبدو بعضها داعيا للغرابة.

وإذا كان الرياضيون العرب قد تركوا بصمتهم في الألعاب الأولمبية بتسجيل أرقام قياسية وإحراز ميداليات ذهبية ورفع رايات بلدانهم عاليا، فإن عددا منهم كانوا أيضا أبطالا لأحداث تم تصنيفها ضمن خانة الفضائح والمهازل والتي كان أكثرها غرابة خلال منافسات الألعاب الأولمبية لندن 2012.

وتبدو قصة المصارع التونسي هيثم بالعايش، المصارع التونسي الذي كان ضمن بعثة الرياضيين التونسيين في لندن 2012 غريبة وعجيبة ونادرا أن تحدث إلا إذا بلغ الاستهتار بالمشاركات الأولمبية حده الأقصى.

اتهامات متبادلة والفضيحة واحدة

وعاش هيثم بالعايش لاعب المصارعة الحرة على وقع حادثة جعلت حلمه في التتويج الأولمبي يتلاشى وذلك عندما نهض من نومه متأخرا صبيحة المنافسات التي كان سيلعب أدوارها الحاسمة.

وتوجت تونس خلال ألعاب لندن 2012 بميداليتين: ذهبية وبرونزية لأسامة الملولي على التوالي في السباحة في المياه المفتوحة و1500 متر سباحة حرة، وذهبية للعداءة حبيبة الغريبي (بعد سحب الميدالية الذهبية لمنافستها الروسية نتيجة تعاطي المنشطات).

وقالت مصادر إعلامية تونسية في تلك الصائفة من عام 2012 إن المصارع هيثم بالعايش كان يعتقد أن المنافسات ستكون في الحصة المسائية بينما كان منافسه الكندي هاسلان فرونس غارسيا على البساط ينتظره قبل أن يعلن الحكم فوز المنافس بالغياب وسط فضيحة هزت الأوساط الرياضية التونسية وتوجهت فيها أصابع الاتهام لاتحاد المصارعة التونسي.

واتهم هيثم بالعايش آنذاك مدربه محمد علي بوزيان والمدير الفني أحمد خذري بعدم إعلامه بأن توقيت المنافسات كان على الساعة التاسعة صباحا في وقت كان المصارع التونسي يغط في نوم عميق.

ورغم أن تونس عادت بثلاث ميداليات من عاصمة الضباب، إلا أن فضيحة نوم المصارع التونسي الذي كان مرشحا لخوض المنافسات النهائية خيمت بظلالها على البعثة التونسية قبل أن تتم محاسبة المشرفين على البعثة الرسمية التونسية ومعاقبة الجهاز الفني لمنتخب المصارعة الحرة فيما دفع بالعايش باهظا ثمن ساعات معدودة من النعاس.

مصريان ينسجان على المنوال العربي

وفي الألعاب ذاتها، لم يكن التونسي هيثم بالعايش الوحيد الذي خسر مباراته لأسباب غريبة، بل أن المصارعين المصريين عبده عمر أحمد (وزن 66 كيلوغراما) وصالح عمارة (وزن 96 كيلوغراما) تأخرا عن الوصول إلى قاعة منافسات المصارعة بسبب استغراقهما في النوم.

وفاز  كل من الأرميني يدفيد سافاريان والجورجي جورج ليدزه على المصارعين المصريين فيما توجهت أصابع الاتهام في تلك الحادثة التي وصفت بالفضيحة إلى رئيس البعثة الأولمبية المصرية.

وعقب تلك الحادثة فتحت اللجنة الأولمبية المصرية تحقيقا  للكشف عن سبب تأخر المصارعين في الوصول إلى الحلبة المخصصة للمسابقات.

وشاركت مصر في الألعاب الأولمبية 2012، بوفد ضم 113 رياضيا في 19 رياضة، وأحرزت 3 فضيات وبرونزية واحدة.